المصالح الاقليمية والدولية مع الوحدة وليس مع فك الارتباط
بعيدا عن العواطف والأوهام ، وبعيدا عن مقولة فرض الأمر الواقع على الأرض ، كانوا الأكراد أشطر منكم، ولو يتمعن أحدكم في واقع المعطيات والأحداث التي تجري من حولنا ، سنجد أنه ليس من مصلحة دول الجوار أو الغرب في فك ارتباط ما كان يسمى ب "اليمن الجنوبي" عن الشمال وذلك للاسباب التالية:
1. المملكة العربية السعودية أنهت القضية الجوهرية مع جارتها اليمن (بهيئتها الحالية) وهي قضية الحدود في عام 99م ، وغربان الوحدة الجنوبيين يعتبرون ان الوحدة انتهت مع الشمال في صيف 94م, لذا فكل ما يلي هذا التاريخ من اتفاقيات ومعاهدات لا يلزم الجنوبيين بشئ وان ظهرت هناك اصوات جنوبية خلاف ذلك حديثا ترفض كل المعاهدات الا معاهدة الحدود فهذا نسميه لعب، والمملكة تدرك هذا جيدا.
2. الضغوط التي تواجهها المملكة في حدودها الشمالية مع الشيعة وصولا الى صراع الإخوان المسلمين على السلطة في المركز، تجعل الجنوب متنفس لتخفيف هذا الضغط على الخليج.
3. بمجرد فك ارتباط الجنوب عن الشمال ، سيتولد في الشمال صراعات عرقية وطائفية ومذهبية ناتجة عن انعدام الاستقرار وتوفر الأمن الغذائي وهذا سيؤثر مباشرة على أمن الدولة الوليدة الجنوب وعلى أمن الخليج وعلى الممرات المائية الاقليمية والدولية، وقد يكون الشمال حليف جديد لإيران في جنوب الجزيرة.
4. خطر تنظيم القاعدة (بغض النظرعن من يدعم التنظيم, النظام ام الغرب!!!) المتواجدة في اراضي الجنوب وعلى طول الشريط الصحراوي وصولا إلى مارب والجوف لا بد أن يواجه بمد مذهبي في الشمال اضافة الى اتفاقيات محاربة الارهاب الموقعة مع الحكومة اليمنية وصولا الى التسهيلات التي لم تمنحها اي دولة في العالم كما منحها المشير لاصدقائه، تجعل الامريكان والغرب يتمسكون بهذا النظام سواء المشير أو من بعده.
5. اتفاقيات الحكومة اليمنية مع شركات النفط الأجنبية لعقود قادمة ، تجعل شركات النفط والتي تؤثر في القرارات السيادية في الغرب تدفع إلى عكس اتجاه فك الارتباط.
6. النظام الفيدرالي بين اقليمين شمالي وجنوبي فاشل بإمتياز، لأنه لا يستند إلى شرعية دستورية أو قانونية!!! والجنوبيون لم يعودوا يتحدثون عن الشرعية الدولية في قرارتها 924, 931، بل اصبحوا يتحدثون عن قيادات ومنظرين فاشلين زجوا بالجنوب إلى وحدة غير متكافئة ، فضاع الجنوب ، الجنوب الثروة ، الجنوب الانسان.
|