ساندو حركة التغير في الساحه الأسرائيليه
بقلم : عبدالله البلعسي
بداية اقول بان الحياة هي حق وهبه الله عز وجل لهذه البشريه , وان الحفاظ عليها هو تعبير عن الرقي الانساني والأخلاقي والثقافي للإنسان , وان اي دعوة لإلغاء هذه المنحة الإلهية ليست بالضرورة ان تكون مدفوعة بدعوة دينية معينة, انما في غالبيتها تصرفات شخصية واحيانا جماعية,لأني اؤمن بان هذه الحياة ليست ملكا لأحد بل انها ملك الجميع وان حمايتها واجب يفرضه علينا الله اولا واخلاقنا الانسانية ثانيا , ان اشاعة ثقافة التعايش السلمي في العالم الحر الذي تتعدد فيه الأديان والمعتقدات اصبح الهدف الذي يسعى اليه الخيرون لإدامة الحياة للجميع دون استثناء احد طالما اكرمهم فيها الله ,وقد نستطيع القول ان الشعوب الحره بمختلف اديانها تتحمل الجزء الأكبر لهذه المهمة اذا ارادت تعيش في حريه وسلام لان وللأسف الشديد الانظمه والحكومات احياناً هي من تزرع الحقد والكراهيه بين الشعوب, بسبب خلافات سياسيه اوشخصيه بين القيادات الحاكمه. نعم الحب والسلام سمة الخلق , لتصبح الحياه جميله مثل القمر .. مثمره كألشجر ,خيره كألمطر , عاشقه للنور عدوة للظلام والظلم والقهر . والآن بعد ظهور الحركه الاحتجاجيه في اسرائيل هل يفترض علينا دعم هذه الحركه الشعبيه الجديدة في سياق الأهداف الرامية لتغيير الأوضاع السياسية في تل ايب. فالجدل السياسي في اسرائيل حول رفض الشعب لسياسة النظام ، و عجز النظام عن تلبية مطالبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنيه. نعم انها الحقيقه المره اليهود والعرب شركاء في الارض ولا يستطيع طرف يلغي الاخر من الوجود على هذه الارض وفي هذا الزخم الربيعي في الشرق الاوسط يطلب منا الجميع محاربة كافة انواع السياسات العنصرية وعلى الثورات العربيه ايصالها الى الشعبين اليهودي والفلسطني من اجل نشر التسامح والسلام بينهم . فالحركة الاحتجاجية لشرائح المجتمع الاسرائيلي وخاصة العمال والنساء والشباب في حال توسع وبأشكال مختلفة. ولا شك أن هذا المسار قد أدى إلى توسع الشرخ الموجود بين الأجنحة الحزبيه المختلفة داخل اسرئيل , وان الجيل الاسرائيلي الراهن لايقبل العيش في ضل الحروب المزمنه ويفضل السلام افضل من خيار الحروب المدمره . انناء نثمن عالياً النشاطات و الممارسات الديمقراطية السلمية التي يقوم بها قطاع الشباب الاسرئيلي، و ندعوهم إلى المزيد من التعبير في مطالبهم الحقوقيه والسياسيه والامنيه . كما يتطلب منا العرب والمسلمين الواجب في تقديم ا لدعم للحركة الاحتجاجيه في الساحات الاسرائليه .و يترتب على الثورات العربيه الاستمرار في التمسك بالثوابت القومية و الوطنية، و رص الصفوف للتمكن من إدارة الصراع بجدارة و مسؤولية مع الشعب الاسرئيلي مبتعده عن كل الشعارا ت القوميه الزائفه السابقه الذي خدعت الشعوب العربيه سنين . ولكن عندما رفعت الشعوب العربيه لأفتات في انحاء تونس ومصر واليمن وليبياء وسورياء تنادي جهاراً بالتدخل الدولي لأسقاط انظمتها الدكتاتوريه القمعيه ,نعم استجاب العالم وساند هذه الثورات ولن يرفض او يتجاهل لسبب انهم مسلمين . فلماذا لم ندعم الحركه الشعبيه الاسرائيليه؟ولكن البعض قد يتهم من رفع هذه المطالب في العماله او الخيانه فهل هم فعلاً خونه ؟ لا.. هم أكثر وطنية لأنهم على خط النار في مواجهة قوئ قمعيه لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر. هم أكثر وعيا عندما هبوا لإسقاط النظام من كل المثقفين الحريصين على اللغة أكثر من حسم المواجهة. ملاحظتي أننا أمام إعادة تعريف المفاهيم؛ الوطني والأخلاقي وكل ما تم تسويقه فكريا منذ زمن محاربة الاستعمار في القرن الماضي. دعوة التدخل الدولي كانت تصنف أكبر الجرائم في حق الوطن، ولا ينادي بها إلا خائن. اليوم علينا أن نميز بين الحق والباطل وبدون اي مكابره , ومن حق الشعوب الاسلاميه تغير لهجتها مع الاديان الاخرئ ونبذ الشعارات الارهابيه والعنصريه السابقه الذي لم نجلب منها الى الدمار لهذه الامه .
بقلم : عبدالله البلعسي