رسالة إلى الرئيس علي ناصر ( نصرٌ من الله و فتحٌ قريب )

[عبدالسلام بن عاطف جابر]

فخامة الرئيس علي ناصر محمد المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابعنا نشاطك السياسي على الساحة اليمنية إلى جانب الرئيس العطاس , و قد أعجب الكثير من الناس ذلك الأداء الجديد , الذي أنتقلت فيه ( كما يعتقد البعض ) من تصحيح مسار الوحدة إلى دعوة الأتحاد الفدرالي . أما أنا يا فخامة الرئيس لم أكن من المعجبين بذلك الأداء , خاصة عندما عرفت أنكم لم تحددوا صلاحيات الحكومة المركزية , و لكن توجهتم للنقاش نحو صلاحيات حكومتي الأقليمين , و بعد أن تأكد لنا أنكم لم تكتبوا في بيانكم صلاحيات الحكومة المركزية , أصبحت اكثر اعتقاداً بأنكم تتلاعبون بقضية الشعب الجنوبي , إما عن قصد أو عن جهالة . فعدم ذكر صلاحيات الحكومة المركزية يعني أنكم لم تضيفوا شيء للحكم الفدرالي الذي قدمته حكومة الرئيس علي عبدالله صالح ( الحكم المحلي كامل الصلاحيات ) . و هذا يعني يافخامة الرئيس أنكم جزء من مؤامرة كبيرة تريد التضحية بدماء أكثر من 700 شهيد و عشرات الألاف من العتقلين الذين زاروا سجون صنعاء و مازال بعضهم فيها و نظالات الشعب الجنوبي للحرية .
و لما رأيت الأمر على هذه الصورة , و أن هناك من يستغل حسن نيتكم , و رغبتكم في تقديم أي شيء للشعب الجنوبي , فقد رأيت أرسال هذه الرسالة مناصحاً لكم و النصح خير مايقدمه المرأ لأخيه و نصيحتي كالتالي : -

فخامة الرئيس كما قرأتم في ضوابط الأعتذار و التوبة التي يجب على من أخطأ في حق الناس أن يقوم بها . و أنها ليست كحال التوبة إلى الله فيمن عصى الله فيما لله من الذنوب و المعاصي . و أذكركم بقصة أحد أبناء عمر بن الخطاب الذي شرب نبيذاً قد تخمر فحكم عليه بحد شارب الخمر , فأجتهد الصحابة في ذلك الأمر وقالوا مادام لم يشرب الخمر عمداً فلاحاجة لتعزيرة امام الناس , فأخذوه إلى سطح بيت و بدأوا بجلدة , و عندما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك ذهب و أوقفهم و اعاد عليه الحد علناً أمام الناس , فمات و لم يكتمل الحد . فأمر أمير المؤمنين بأكمال الحد عليه و هو ميت , فإذا كان هذا هدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن عصى الله فيما لله , فكيف فيمن عصى الله فيما للناس .
و قد سمعت أنكم قمتم بخطبة جيدة في لقاء القاهرة أعترفتم فيها بأخطائكم و قدمتم أعتذاراً أستحق التصفيق المطول من الحاضرين , و لما تاكد لي رغبتكم في الأعتذار للشعب الجنوبي فرأيت أن أنصحكم . و نصيحتي ليست إلاَّ حباً في خاتمةً لكم مقبولةً عند الله و أنتم اليوم قد جاوزتم السبعين عاماً .
فخامة الرئيس أن الرئيس العطاس و الوزير محمد علي أحمد و الوزير القيرحي هم شركاؤك في تلك الأخطاء و قرابة ربع الموجودين في القاعة كانوا من مأموريك في قتل الشعب الجنوبي و في هلاكه . ولا يستقيم الأمر بالأعتذار لهم , وقد يحسبها الله عليكم إمعاناً في ظلم الشعب الجنوبي و العياذ بالله . وإذا كنتم قد صدقتم النية بالأعتذار , فصدقني يافخامة الرئيس لا يتم لك الأمر في حده الأدنى إلاَّ في بيانٍ مكتوبٍ و موقعٍ منكم . ثم تقرأه بنفسك مسجلاً عبر أحدى القنوات الفضائية المعروفة , و هناك الكثير من الخيرين من أبناء الشعب الجنوبي يستطيعون مساعدتك في ذلك الأمر فهذا هو الحد الأدنى من الأعتذار . و ماكنت سأرسل لكم بهذه الرسالة منفرداً إلاَّ لأنك الوحيد من الرفاق في لقاء القاهرة الذي أعترف بخطأه و أعتذر عنها .

فخامة الرئيس إن لنا دعاءً مأثوراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نقوله في الطواف يقول : ( اللهم إنَّ عليا حقوقاً كثيرة , فيما بيني و بينك , و فيما بيني وبين عبادك , اللهم ماكان لك منها فأغفره لي , و ماكان لعبادك منها فتحمله عني ) فأنصحك أن ترفقه في خطاب أعتذارك للشعب .

فخامة الرئيس لا تخدعنك بطانتك التي أوردتك المهالك , فيقولون لك هذه نزاعات سياسية أو أستنقاصٍ من مقامك , بل هي نصيحة صادقة , و صدقني يافخامة الرئيس لو قلت لك أن لي أكثر منك على الساحة الجنوبية اتباعاً و رجالاً , ليس رجال القلم فقط بل و الله و رجال السيف أكثر , و صدقني يافخامة الرئيس لو قلت لك أني أكثر منك قرباً إلى قلوب الكثير , و لست في حاجة دنيوية لأستنقص من حقك لأرتفع بها . و مانصحتك اليوم بعد أن هاجمتك في الأمس إلاَّ حرصاً مني أن تكون خاتمتك خيراً من دنياك و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه الإمام أحمد: عن أنس لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا بما يختم له , فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة , ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً ، وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ، لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته). قالو يا رسول وكيف يستعمله قاليوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)
و أدعو الله أن تكون ممن يختم عمله بعمل أهل الجنة .

فخامة الرئيس قد يقول قائل و قد تقولها أنت مابال هذا الفتى ينصحني و يرسل لي الرسائل و هناك منهم أكثر مني فتكاً و قتلاً و أساءة للشعب الجنوبي , و هذا قولٌ حق . و إجابة على هذا التساؤل أقول لك بكل صدق , لقد وجدتك أكثرهم قرباً إلى قبول النصيحة و بأعتذارك سيتداعي القوم للأعتذار للشعب . و إذا تم ذلك بأذن الله سوف تكون قد وضعت الحجر الأولى في مدماك التسامح و التصالح الجنوبي الصحيح , و لذلك نصحتك .

فخامة الرئيس , لقد زرت الموقع الألكتروني للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية , فوجدته قد أُثقل بالبحوث عن أسرائيل و تركيا و اوروبا و القضايا العربية و عن المنطقة في عام 2050 و 2020 و الصراعات في أفريقا و افغانستان و السلاح النووي العربي و نظرية الفوضى و العولمة و الشرق الأوسط و العلاقات الامريكية الاسرائلية , و الأزمة الفلسطينية و الأعلام الفلسطيني و انتشار الجيش الأمريكي و مستقبل أسرائيل ........................... الخ , و لم أجد شيئاً من بحوث مركزك و جهودة عن القضية الجنوبي و مستقبل الجنوب و الشعب الجنوبي فإذا كان ذلك ممنوعاً عليك فالأمر لله من قبل و من بعد . و إن كانت هذه البحوث بحاجة إلى اموال جنوبية , فلو أنك وفرت عشرات ألالاف الدولارات التي صرفتها على مؤتمر القاهرة و صرفتها على بحوث تهم القضية الجنوبية لكان ذلك أفيد و اكثر منفعة .

فخامة الرئيس تحياتي لك و أتمنى ان تصلك رسالتي و أن تقرأها بعد صلاة الفجر فذلك خير الأوقات للتدبر و العمل الحسن , و بعد أذنك فخامة الرئيس سوف أقوم بنشر رسالتي عبر المواقع الآلكترونية الجنوبية , حتى أجمع لك أكثر المؤيدين و المحبين الذين سيضعون انفسهم إلى جانبي في رسالتي لك .



وفقك الله و وفقنا إلى مايحبه ويرضاه و نصرٌ من الله و فتحٌ قريب و بشر الصابرين


الشيخ عبدالسلام بن عاطف جابر
مكتب الضبي - يافع - محافظة لحج
حرر في 10 جمادي الآخرة 1432
الموافق 13 مايو 2011

تم ارسال الرسالة عبر البريد الألكتروني للمركز العربي للبحوث
[email protected]