إلى أين يا تائهين ؟

[عبدالله السنمي]

كلانا بنفس الطريق
وعشرون عاما من القتل تكفي
لكي يحتفي قاتلٌ بالذي قتلهْ
وعشرون عاما مضت
وها نحن نمشي على قدم الاخيلهْ
تصيح الجموع الغفيرة من خلفنا
إلى أين يا تائهين؟
إلى اين يا تائهين؟
ونحن نحث خطانا إلى المقصلهْ
لأنا أفقنا على زمن يكره الاسئلهْ
-------- شاعر عراقي ----

الاحداث والمستجدات الاخيرة في الجنوب ، مابين لقاءات يافع والضالع وردفان ، وما بينهما من بيانات وبيانات مضادة ، جعلت المواطن الجنوبي تنتابه الحيرة والدهشة من هول ما اعترى القيادات من حالة لا معقولة من العبث السريالي ، وهم يتخبطون بطريقة دراماتيكية تدعو للخوف والخشية ان نصاب كمواطنين بالانهاك واليأس ونفقد معهم أي بصيص أمل ، وبمن يأتي بعدهم ، ونخشى ان يذهب شعبنا في حالة من الاستسلام للإحباط بعد كل هذه الإخفاقات المتتالية التي يمارسها هؤلاء القادة ( ..)
ان المواطن الجنوبي اليوم وأمام هذا المشهد العبثي والتفكير العدمي لقادته يشعر وكأنه يدور في حلقة مفرغة ، وجد نفسه فيها بفعل سلسلة من المحاولات للبحث عن قيادات تستطيع إدارة قضيته ونضاله والخروج بها الى بر الامان والاستقلال ، ونخشى ايضا ان يستدير هذا الشعب للبحث عن ذاته بعد ان تداخلت عليه الاشياء وفقد شيئا من ذاكرته ، فهل يبحث عن وطن ام عن قيادات ام عن وجود ؟
فهل على هذا الشعب المغلوب على امره ، ان يظل صامتا تائها مغيبا ، لم يعد يمنحه أحد الاعتبار اللائق بتضحياته وصبره وتكبده مرارات السنين منذ فجر الاستقلال الاول ؟
آما لهذه الاهتزازات المدمرة لقضيته ان تتوقف !
آما آن الآوان أن يستعيد الشعب وعيه ويتلمس طريقه بعيدا عن تزاحم القيادات وحفلات التهريج الممجوجة ؟ اما لهذا المسرح العبثي من يطفىء حرائقه ، وهذا الجرح عند القب من أيادي صادقة ، آما لهؤلاء الشهداء والجرحى والثكالى والمعتقلين والمسحوقين والمشردين من رجال ينتمون الى الرجولة والمروءة .؟