غيـــاب العـــدالــــه تســقط شرعية الـوحــــده

[المشرفي]

من المستغرب ان نرى تبدل الثوابت والمفاهيم السياسيه والثقافيه في فتره زمنيه قصيره جدا ونرى ذلك بوضوح
في المواقف لكثير من اصحاب الفكر والمثقفين الذين كانوا مؤثرين الى حد كبير في حياتنا
ولكننا نراهم لاسباب ليست بخافيه قد تبدلوا وانحرفوا عن اطروحاتهم الفكريه والسياسيه

لا لإعادة النظر لماكانوا يعتقدوا فيه او تصحيح بعض المفاهيم ولكنها كانت رده
عن كل ماينادوا ويروجوا له من مفاهيم مثلهم مثل باقي الاتجاهات السياسيه
والفكريه الاخرى الذين كانوا يعيبوا عليهم في كثير من الامور ونعني هنا بالمثقفين
من اصحاب الفكر القومي وكيف ارتبطوا بعد هذا التبدل بكثير من اصحاب المشاريع
المشبوهه واصبحوا يطبلوا ويزمروا بإسلوب فاضح ومكشوف ومايهمنا في هذه المقدمه
هي اوضاعنا نحن ابناء الجنوب وماآلت اليه امورنا بعد الوحده التي ذهبنا اليها
نتيجه لتشربنا وتأثرنا والقناعات التي تولدت لدينا وآمنا بها واعتبرناها من الثوابت
فأصبحنا ضحية كل ذلك فلم يعد هناك ثابت وسيطرالمتحول الذي لم يكن نتيجة
تطور لوقائع الامور ولكن المتحول اصبح تحكمه المصلحه والمنفعه التي ترتبط
بحياة الاصنام وعباد الاوثان من كنا نعتقد انهم من مثقفينا وسياسيينا والادعياء الجدد .
وتلاقى من تقدم مع تنابل هذه الاصنام (( علماء السلطان )) التي تعبد من دون الله
بإستخدام دين الله ولي النصوص وإصباغ عليهم الشرعيه وجعلهم الحاكمين بأمر الله
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل ان هناك تراثا فقهيا تبريريا وإيجاد مدرسه ذات فكر
إعتذاري تبرر للحاكم كل جرائمــه واستئثاره وإفراغ دين الله من مضامينه الانسانيه
والاخلاقيه التي تجعل من العداله قيمه ربانيه قبل ان تكون بشريه يسعى اليها بني
الانسان حسب افهامهم للعداله لتحقيق ذلك حسب فهمهم القاصــر
فنحن ابناء الجنوب مطالبون بالفهم الصحيح لدين الله وتعاليمه واتباع سنة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وفهم حقيقي لحقوقنا ومعرفة حقوق الاخرين
علينا وان لانشط في ذلك ويتطلب ذلك من كل العلماء العاملين المخلصين والمثقفين
والسياسيين الذين لم يتلوثوا بالمال الملــوث ان ينهضوا في بيان الحقيقه والتأصيل
للمفاهيم النبيله الساميه التي أمر بها ديننا ليكون الجميع على معرفه بإن هذه الوحده
الكاذبه التي تسعى الى سحق الكرامه الانسانيه والعزه الايمانيه ليست من
دين الله في شي وان ابناء الجنوب في مطالبهم بإستعادة دولتهم ماهو الا
تحقيق لماذكرنا ومتى ماتوافرت الشروط لوحده تلبي الحاجات الدينيه والانسانيه
الرفيعه عندها سيكون لكل حادث حديث .

[بركان الصمود]

ممممممشكووورر

[رياح التحرير]

موضوع رائع ومثالي اخي العزيز في زمن غابت فيه المثاليات ولم يعد له مكان واصبحت المصلحة هي سيدة الموقف