تحدير هام!!!!
إنها لا تزال المناهج الفتاحية تلاحقنا باستمرار وذلك برغم التعرية الأخيرة واستيعابنا لكل مجريات ونتائج المراحل السابقة، بل إنها قد تنوعت تلك المناهج وأصبحنا نطالعها اليوم أكثر من أي وقت مضى برغم تنوعها وتقمص شخوصها العرابين.
صدقوني يا أخواني بأن أهالي تعز والمناطق الوسطى بكل طوائفهم وشرائحهم (مثقفيهم وساستهم وقضاتهم وتجارهم وعسكرهم) هم اليوم الأكثر تمسكا بالوحدة من الزيود الغانمين.
حيث ستلاحظون بأن الوحدة قد حققت للمجتمعين الشماليين (زيود+ شوافع) ولكل منهم مطلبه وغايته.
نعم لقد حققت الوحدة للشوافع الشماليين (الحضور والسلامة)، الحضور كشريك ملحق للزيدي بدل أن كان مبعداً أو مستعبدا لا غير ذلك ... والسلامة من التعسف الزيدي الأزلي التاريخي، حيث وقد أوجدت الشافعية الشمالية باجتهاد ودهاء شعب بديل لينداس عنهم... أو لينشغل به المتسلط الزيدي حتى أن يرفع رجليه عنهم. وبذلك أيضاً أصبح هنالك اليوم حضوراً لشوافع الشمال نتيجة للأهمية التي تولدت من بعد الوحدة لدى المتحكم الزيدي وهي اليوم قد أصبحت ظاهرة للعيان وملموسة على الواقع السياسي والاقتصادي اليمني أكثر مما كانت عليه قبل الوحدة.
كما وقد حققت الوحدة من جانب آخر للفرد الزيدي أياً كان ذلك الزيدي وهو المتسلط الوحيد والمتحكم الأزلي، لقد حققت له المزيد من المغانم وكنوز الأرض وذلك بخلاف ما كان يغنمه خلال فترة تسلطه لما قبل الوحدة. إذاً فأبناء الحجرية هم من سوغ لمناهج الوحدة وغرسها لدى كلٍ من العقلية الزيدية وشوافع الجنوب، وهم من وضع لهم برامجها المرحلية، لأنني لم أستطيع أن أستحضر أي شخصية زيدية تاريخية ممن تولوا قد تبنى مشروعاً للوحدة أو حمل رايتها إلا من بعد ما قدمناها بأنفسنا مع كل ما نملك على طبق من فضة.
إن الخاسر الوحيد .. وكبش الفداء الوحيد المقدم كقربان أضحية لمعبد الكهنة ألا وهو الشعب الجنوبي. ذلك الشعب الذي هتف ثلاثين عاما وهو ينادي بالوحدة ويضحي على طريق تحقيق الوحدة، إنه هو الشعب الذي قادته وسيرته عقول مدبرة لتضعه في الواجهة وتحل به كل مشاكلها ومعاناتها الأزلية الرازحة على كاهله أكثر من ألف عام، هذه العقول قد كانت تعمل دوماً لتقدم هذا الشعب وأرضه وثرواته كجارية غنيمة ليفتن بها الجلاد ولتسلم بها جلودهم. إن كل هذا ليدلل لنا بأن أخواننا الشوافع الشماليين قد أوجدوا لهم من شعب الجنوب تلك البردعة التي تخفف عنهم لسعات سياط الزيدية، ولتقيهم شر أعماله ولتقربهم إليه توددا وازدلافا.
ولذلك فهم ... أي أخواننا الشوافع الشماليين سوف يكونون الأكثر تضرراً والخاسرين الوحيدين عند عملية فك الارتباط، وذلك لأن البردعة سوف ترتفع عنهم لتبدو ظهورهم عارية ومكشوفة للجلد والاستعباد وقد رفع عنها واقيها العازل، لقد أصبحوا في الأخير هم الواجهة الوحيدة أمام العنجهية الزيدية، وهم أيضاً من جانب آخر المنبوذين من أمام أخوانهم شوافع الجنوب نتيجة لتعاملهم معهم بالحيلة والخديعة.
ولذلك أيضاً يا أخواني فأنهم ... أي الشافعية الشمالية أكثر من يسعى ويجتهد اليوم لإيجاد الحلول من اجل أن تظل الوحدة باقية، وكلٍ منهم اليوم يسعى بطريقته وبأسلوبه لإبقاء الحال كما هو عليه، وذلك من خلال التنظير والتبرير واستعراض الفكر المتمنطق لتستمر الوحدة، وأن مشاريعهم في سبيل تحقيق هذه الغاية حثيثة ودائماً ما تلقى طريقها في الاتجاهين، وذلك لأن تجربتهم وأساليبهم عريقة ونافذة إلى العقلية الزيدية والشافعية الجنوبية, وهي دائماً ما تمارسها من خلف كواليس عديدة... وتحمل معها الكثير من التبريرات والمغريات والمؤثرات التي تشد وتأسر العقل والنفس البشرية وتطوعهما لأغراضها.
فاحذروا ... وتحذروا ... وحاذروا منهم يا أخواني الجنوبيين ... واستعيدوا العبر من تجارب الماضي القريب وراجعوا كل الدروس وحكموا العقل قبل العواطف عند خلق العلاقات، وقراءة المواضيع، حيث وأنه يجب أن تتولد لدينا قدرة التمييز لكل ما هو صادق وحقيقي عن كل ما هو مدلس ومغرض، لأنهم وقد توغلوا فينا كثيراً أصبحوا هم المؤثرين علينا نتيجة لدهائهم وطيبة قلوبنا وقلة حيلتنا.
فأرجو الانتباه الشديد ودمتم.
اقتباس:
بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
من هنا دارت عجلة التغيير ولن توقفها أيدي الخانعين لملذات الأطماع واستهواء ما للغير دون حق.
لقد أرتجّت الأرض تحت أقدام الغزاة... لترعشهم ... لتخذلهم .... لتتلقفهم أيادينا وترديهم.
وذلك بعد أن غضب الزمان علينا ليرمينا إلى مصير لا رجعة فيه ولا لنا فيه من خيار !!! إنها المواجهة.
إذاً فلا مناص اليوم من دحرهم ودك عروشهم لاستعادة أرضنا - ولرفع هاماتنا - والارتقاء لنتبوأ مجدنا من جديد.
فمرحباً وسهلاً بالمصير المقدر علينا أمام أعدائنا، فهذا في الأصل قدرنا المحتوم... فلا مجال للتذبذب والارتخاء.
|
التعديل الأخير تم بواسطة طارق الزيادي ; 2010-07-31 الساعة 04:19 AM
|