الضالع و الصبيحة / لا مكان للمزايدين بينهما !

[أبو غريب الصبيحي]

الضالع و الصبيحة / لا مكان للمزايدين بينهما !

بقلم / نصر قادري الصبيحي ( أبو غريب )



قرأت مؤخرا في كتاب تأبين الفقيد ( الحاج مقبل الزُبيدي رحمه الله )عن دور القيادات في منطقة الضالع ، و ذلك بعد تفجير ثورة الرابع عشر من اكتوبر 63 ، و إعلان مرحلة الكفاح المسلح في الجنوب المحتل ، حيث نقل عن الفقيد الحاج مقبل : "إنه في اوج إشتداد المعارك في مناطق الضالع كان الشهيد المناضل فيصل عبد اللطيف الشعبي أتى إلينا مخاطرا ً بحياته في سبيل إستمرار العمليات الفدائية و قد ضرب بذلك شجاعة نادرة ، حيث كان من أحكم الرجال و أدهاهم سياسة و شجاعة و قدرة على التخفي و الوصول إلينا في أكثر من مرة ، و بتوجيهاته أستطاعت جبهة الضالع أن تمسك بزمام الأمور و تسقط المنطقة تحت يدها بكل عنفوان " رحمهما الله و طيب ثراهما .

ما أستعرضناه من إقتباس منقول عن رواية لمرحلة من مراحل الفقيد الزُبيدي رحمه الله ، و الذي لا يسوى شيئاً من التاريخ النضالي المشترك العريض بين أبناء الجنوب عامة ، و بين أبناء الضالع و الصبيحة خاصة ، حيث كان الجنوب قبيلتنا ، و النضال لطرد الإحتلال هو ثأرنا ، بعكس ما نحن عليه اليوم في زمن المكايدات التي تأتي إلينا من باب المزايدات .

اليوم و في خضم ملحمة الصمود و الدفاع عن الشرف الكرامة الجنوبية في جحاف الضالع الباسلة ، ضاعت الشجاعة و الدهاء التي تحدثنا عنها في مقدمة المقال ، عند أناس ٍ لا يعرفون من القبيلة التي يتباهون بها إلا الإسم ، بل و يجعلون منها مجالا ً للمزايدة مع الآخرين ، و وصل بهم الحال لجعلها وسيلة لبث سموم الفتنة و الفرقة ، و تحقيق ما يرجونه من مكاسب سياسية في وطن محتل .

فقد أستغلوا و قاموا بالترويج لحادثة مقتل الضابط فضل عرماش و الجندي غمدان الصبيحي في الضالع ، و الذين ينتميان لمناطق الصبيحة ، و تماشيا ً مع ذات السيناريو الذي أعدته و أخرجته سلطات الإحتلال اليمنية ، لإتهام مسلحين زعم إنهما يتبعان الحراك الوطني الجنوبي السلمي ، هذا السيناريو لم يصدقه أيا ً من الجنوبيين بمن فيهم أسر الشهداء رحمهم الله ، و الذين نحن على تواصل معهم حتى اللحظة ، و قد أظهروا قدرا ً كبيرا ً من التفهم للحادثة ، فماذا نقول بعد عن هؤلاء المزايدين ؟!، إما جاهلين بجهالة ، أو متجاهلين لعمالة ! .

تابعنا جميعا ً البيان الزوبعة ( المراد منه الفتنة ) ، والذي اصدره أحد القياديين المحسوبين على أبناء الصبيحة ، و قام بإرساله إلى المواقع اليمنية و الإستخباراتية هو و بوقه الإعلامي ، المراسل الرسمي لموقع مأرب برس ( اليمني ) ، و كيف أستغلته المواقع و الصحف اليمنية ليعلن أمام الرأي العام عن إكتمال المنتج الفتنوي ، هذا المنتج الذي أعد و صور و أخرج في ( صنعاء )، و لم يكتفوا عند هذا الحد ، بل حتى في الاتصالات و المجالس يظهرون نوعا ً من التفاخر بالترويج للثأر المناطقي أمام الآخرين ، و هي لا تعدو أكثر من مجرد مزايدات ، فهؤلاء المزايدون هم نسخة ممن تخلوا عن الرئيس قحطان الشعبي ، و اليوم عادوا مجددا ً إلى التسلق على تاريخه ، و كذلك هم نسخة ٌ من الدخلاء بأفعالهم ، هؤلاء الدخلاء الذين لم ترق لهم في الماضي ، العلاقة بين الرئيس قحطان الشعبي و الشهيد سيف الضالعي رحمهما الله و طيب ثراهما ، وقاموا بدس سمومهم بين أبناء الجنوب لأجل إنهاء هذه العلاقة النضالية المتينة .

من حقنا أن نعترض عما نشر من إساءات و أكاذيب و دسائس ، و ما أرسل و ما أستغل من قبل المواقع و الصحافة اليمنية ، و ذلك للنيل من الرئيس علي سالم البيض و مشروعه الوطني الجنوبي ، و الذي بايعته الجماهير الجنوبية الخضراء رئيسا ً و ممثلا ً لها من نشطون إلى ميون ، و أيضا ً إستغلالها لما نشر لغرض دس الفتنة و بث الإحباط في أوساط الشارع الجنوبي .

و المخزي لأمثال هؤلاء تنكرهم للعلاقة التي ربطتهم سابقا ً مع القائد شلال علي شائع ، الذي بسبب موقفا ً سياسيا ً تحول شخصه عند هؤلاء المزايدين إلى عدوا ًَ قبل عدو أبناء الجنوب ، فأعذرهم يا شلال فهؤلاء المزايدون قد تنكروا للتاريخ و للروابط المصيرية الأهلية المشتركة ، قبل تنكرهم للعلاقات الشخصية التي كنا نعتقد أن الوطن و النضال هو الذي جمعها ، و الأيام هي الكفيلة ٌ بإظهار معادن الناس التي جبلوا عليها .

أخيرا ً و من هنا أسمحوا لي أن أجدد الدعوة لعقلاء المجلس الوطني للتحرير في الجنوب المحتل ، أن يبحثوا عن حجم التعاون الإعلامي الذي يقوم به بعض قيادييهم و إعلامييهم مع المواقع و الصحف اليمنية و الإستخباراتية ، و أسمحوا لي أن أشكك بمقاصد بعض هذا التعاون الذي لا يخدم مسيرة التحرير و ترسيخ مفاهيم التسامح و التصالح ، و كذلك نتمنى منهم مراجعة تضخيمات بعض الأخبار و ردود الفعل إزائها ، و دعواتهم المقززة إلى المناطقية و الفتنة ، التي يعملون على نشرسمومها بين ابناء الشعب الجنوبي في الداخل كلما سنحت لهم الفرصة و الحدث .

اللهم إني بلغت ،،، اللهم فأشهد ،،،