احفــــــــــــــــــــــــــــــاد الاجــــــــــــــــــــــــــــــــــداد ..
لقد كان للعرب والمسلمين الاوائل ممن كانوا يحملون على عاتقهم مسؤولية الدين والجهاد والفتوحات حتى كانت الارض قاطبة ذات يوم تحت امرتهم وحكمهم، ومن هنا نعرج قليلا على حضارة كانت وماتزال شاهدة على تاريخ عريق كان قد صنعه الاجداد ساد البلاد والعباد، وكم كنا اقوياء واشداء بهذا الدين الذي خصنا الله تعالى به من بين الامم جمعاء.
بالامس كنا نشاهد نهائي كأس العالم... وكانت هناك امة كنا نحكمها ذات يوم فيما بات يعرف بحضارة( الاندلس ) تلك الحضارة المجيدة التي اضعناها بعد ان عصينا الله وتخلينا عن مبادىء الاجداد النبلاء، وكانت هذه الامة(المنتخب الاسباني) جزاءً من صنع الفرحة الاسبانية التي تخللتها دموع الفرح والانتصار... تقابلها دموع الحسرة والانكسار للطرف الاخر(المنتخب الهولندي)، وكنت حينها اتذكر معنى ان تكون حاكما لبلد كهذا وامة من هذا القبيل ، واسأل نفسي كم من العرب اليوم خلف شاشات التلفزة تتابع بشغف بل وبتعصب وهوس قل مثيلة في زمن العز ، ومن الناس من يختصم مع اخ له لاسباب كهذه .
وقد رايت انه لمن المناسب ان اطلق عنوانا باسم (احفاد الاجداد) اي المنتخب الاسباني حتى نتذكر مجد اجدادنا وكيف كانوا رجالا في صنع الامجاد، لكن شتان بين ذاك وبين حالنا اليوم خلف الشاشات.
اليوم نحن امة تكالبت عليها الامم فلا يستطيع الفرد منا ان يقول كلمة حق ، ولا يمكن لاحد حتى ان يصدق مع الله ثم مع نفسه الا من رحم الله ، فمتى لنا ان نتعلم ولو من تاريخ اجدانا لكي نصنع نصف انتصار في ظل توالي الهزائم والانتكاسات ، لقد ترك الاجداد ارثاً عظيماً من العلم والفن والاتقان في الاندلس وهاهم اليوم يعتلون علينا بعد ان كانوا يسكنون الكهوف ويعبدون الاحجار.
|