كلام الجنوبيين أكثر من فعلهم سيقودهم الى وطن خيالي بعيد عن الجنوب الحقيقي

[يهودي يمني]

="
قد يرى اليهودي اشياء كثيره في الجنوبيين قد لا يستطع الجنوبيين رؤيتها ــ وتلك اصبحة شبه
عاده او ربما عاده عند العربي بالذات ــ اي ان التحليل السليم للظواهر المحيطه اصبح شبه
معدوم وذلك قد يكون من الاسباب الرئيسيه المؤديه الى ذهاب العرب عكس التطور الحضاري


عموماً هناك الكثير من الجعجعه ولا نرى إلاّ القليل من الطحين واحياناً بقايا قشور
فهناك عقول على سبيل المثال تتحدث او تكتب وهي تعي ذلك وتحاول جاهدةً ايصال
فكره من اجل تعزيز الوحده الوطنيه فيأتي من يركب الاحداث بطريقته الخاصه وبعقليه
توليفيه نرجسيه تحب ان ترى صورتها في كل الاشياء


الكثير يتحرك بالعاطفه والانفعالات التي تزيد المعاناه ولا تنقصها , فهو يتوافق مع كلما يوافق
هواه وهوى اصحابه في النخبه وتجد هذه الاصناف تتقلب مع تقلبات مناخ النفس دون التركيز
او الادراك الى اين سيكون الذهاب , وهذا الصنف سلبي وبالذات اذا اصبح ما يمارسه من
نشاط بمثابة طبع والطبع من الصعب تغييره

هناك عقليات جدليه بلا حدود ولا يرضيها الهدوء والاستقرار ورغم طيبة ما تتظاهر به من افكار
إلاّ انها ومن غير ان تعلم تتحول الى عائق واحياناً الى معول هدم

هناك من يتحدث او يكتب نكايه للآخر وكأن الامر يتعلّق في مباراه رياضيه عندما يكون مع
فريق يظل معه مهزوم او العكس وينسى انه في ميدان ومجال آخر اسمه معرفه وفكر وقيم


البعض يستهوي المواضيع المشعلله ويبحث في قاموس العناوين عما هو أكثر اثاره لا من اجل
خدمة هدف معرفي او قيمي انما لجذب الاغلبيه من المشاركين كي يحطم الارقام في عدد
المعقبين والمتابعين ’ ويساعده في ذلك الجمهور الغفير بغالبيته الذي يميل الى الاثاره والشغب
حتى لو كان هناك واجب وطني وانساني يناديه ويستنجد به


هناك الاخطر على الاطلاق وهو صاحب النوازع النفسيه التي تحرّك كيانه ولكنه استطاع
ان يخفيها من جانب ومن جانب آخر امتلك قدره على معرفة مانوع الكلام الذي يحبه الجنوبي
وتلك القدره رغم سلبيتها يكون قد سخر لها اغلب مراحل عمره , يتفكر كيف يخدع ويظلل
مشاعر اخوه الجنوبي ويتلون بلون الزمان والمكان والحدث ويكون ثائر عصره ويستطيع
ان يسبق العقلاء والشرفاء في الطرح والاستنتاج الذي يلفت انتباه المواطن العاطفي
الذي ينجري وراه ولا يعلم حقيقة الرجل إلا عندما تشتعل النار في اطراف ثيابه او ان يرى
نفسه بدون وطن


الميول الى الاشياء الزائفه والخياليه ويعتبر ذلك جبن وهروب من مواجهة الواقع
وعندما يأتي من يقول شيئ يضع النقاط على الحروف ويحاول دفع الناس الى واقع
عملي يتطلب فكر وبعد نظر وخط تواصل مستديم من المثابره والنشاط قد يكلف وقت
طويل ’ يأتي من يقول لا لا لا هذا مش وقته هذا يكون للاجيال القادمه ويكون كلامه
تلبيه لرغبات الموسومين بالكسل والتخاذل والعائشين على مسكن التنظير الخيالي
الذي لا يغير الواقع والحياه ’ وبذلك يصبح المنظر الخيالي هو القدوه لهم والمثل الاعلى
الذي عبر عما في نفوسهم

فماذا ينتظر الجنوبيين ؟ هل يضنون انهم شعب من جنس خاص ولا بد من يأتي ليبني
ويغير حياتهم بالاشاره ؟ هل يضنون ان الخطب والبيانات والتنديدات بعدها والظهور بالصور
الفرديه والجماعيه وتعزيز الشقاقات والميول الى السياسه القاتله على حساب مصالحهم
ومصالح الوطن هو الحل ؟


اتمنى ان لايكون الجنوبيين قد وصلوا الى حالة مرض نفسيه تنسيهم مهمتهم في بناء
الوطن الجنوبي الذي لا يمكن بناءه إلاّ عبر الانسان الجنوبي والانسان الجنوبي بحاجه
الى تنميه عقليه قيميه كي يستطيع القيام بدوره


فالى القائمين على النخب والهيئات على مختلف مشاربها اتوجه بنصيحتي
لا بد لكم ان تجعلوا الوطن قاعده والسياسه استثناء
عليكم التفكير بالانسان الجنوبي وبالجنوب قبل التفكير بالحكم
عليكم الترفع بوعيكم والتخفيف من تكبركم مع شيئ من اللين والصبر والحكمه
واجعلوا الله نصب اعينكم كي يعلي هممكم ويصلح قيمكم وتدركون بأن الله سخر
للانسانيه كل شيئ في هذا الكون فكونوا أُناساً وطنيين قبل ان تكونوا شيئ آخر



فلا تنظروا الى كلامي اني يهودي وتحكموا بعيون طبعكم ولكن انظرورا الى كلامي
بالعقل المحايد , فأرجوا ان تبتعدوا عن التصنيف الذي انتم تمارسوه فيما بينكم