‏*المجلس الانتقالي الجنوبي يقدم عرضًا استراتيجيًا للولايات المتحدة مقابل دعم الاستقلال

[علي المفلحي]

‏*المجلس الانتقالي الجنوبي يقدم عرضًا استراتيجيًا للولايات المتحدة مقابل دعم الاستقلال*


عدن – فبراير 2025


في خطوة غير مسبوقة، وجّه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعرض فيها شراكة استراتيجية كبرى بين الولايات المتحدة واليمن الجنوبي، وذلك مقابل دعم واشنطن لاستعادة دولة الجنوب على حدود ما قبل عام 1990.


وأكدت الرسالة، التي وصفت العرض بأنه “تاريخي”، أن هذه الشراكة ستعزز المصالح الأمريكية في المنطقة، وتفتح آفاقًا جديدة للاستقرار والتنمية، في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الشرق الأوسط.


محاور العرض: قواعد عسكرية، مكافحة الإرهاب، وتأمين الممرات البحرية


اقترح المجلس الانتقالي الجنوبي إقامة قواعد عسكرية أمريكية متطورة في مواقع استراتيجية بجنوب اليمن، ما يمنح الولايات المتحدة موطئ قدم رئيسي على بوابة البحر الأحمر وقرن إفريقيا، ويعزز قدرتها على الرد السريع على أي تهديدات إقليمية.


كما شدد على الالتزام بمكافحة الإرهاب والتمدد الإيراني، مؤكدًا أن قوات الجنوب ستقف في الصف الأول ضد تنظيم القاعدة والحوثيين، ما سيمنح المنطقة استقرارًا طويل الأمد ويعزز حماية المصالح الأمريكية.


وتطرقت الرسالة أيضًا إلى أهمية تأمين الممرات البحرية الدولية، حيث يتيح الموقع الجغرافي الفريد لليمن الجنوبي فرصةً لضمان سلامة مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات الاستراتيجية في العالم، ما يسهم في حماية التجارة الدولية وتدفق النفط بسلاسة، وهو أمر بالغ الأهمية للاقتصاد الأمريكي.


الجنوب: شريك في مواجهة إيران والسلام الإقليمي


أكد المجلس الانتقالي في عرضه أن استعادة دولة الجنوب سيشكل ضربة قاصمة للنفوذ الإيراني في المنطقة، مما يعزز الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها. كما أبدى استعداده للانضمام إلى مساعي السلام الإقليمي، ودعم جهود التقارب التاريخي التي تقودها واشنطن، ما يرسّخ دور الرئيس ترامب كصانع سلام عالمي.


فرص استثمارية واعدة للشركات الأمريكية


بالإضافة إلى الجوانب الأمنية والعسكرية، تضمن العرض فرصًا اقتصادية ضخمة للشركات الأمريكية، إذ يزخر جنوب اليمن بثروات نفطية وغازية واعدة، إلى جانب إمكانيات استثمارية في إعادة الإعمار، والعقارات، والسياحة، ما سيعود بالفائدة على الاقتصادين الأمريكي والجنوبي، ويوفر ملايين الوظائف.


طلب رسمي للدعم الأمريكي لاستقلال الجنوب


في المقابل، طلب المجلس الانتقالي دعماً أمريكياً صريحاً لاستعادة دولة الجنوب، مشيرًا إلى أن الوحدة اليمنية التي أُعلنت عام 1990 تحولت إلى احتلال عام 1994 بعد الحرب التي دعمتها قوى متطرفة، ما أدى إلى معاناة شعب الجنوب لعقود.


وأضاف أن قوات الجنوب تحررت من الحوثيين وقطعت يد إيران عن المنطقة بتضحيات جسيمة، ولا تزال تخوض معارك يومية ضد الحوثيين وتنظيم القاعدة، ما يجعل دعم استقلال الجنوب خطوةً حاسمة لإنهاء هذا الصراع التاريخي.


التعاون مع الحلفاء الإقليميين


أكد المجلس الانتقالي التزامه بالتنسيق مع السعودية والإمارات لضمان استقرار المنطقة، وتعزيز الشراكة الثلاثية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الاتفاق سيشكل نجاحًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا كبيرًا للرئيس ترامب، يضاف إلى إنجازاته في الشرق الأوسط.


رسالة للمستقبل: شراكة طويلة الأمد مع واشنطن


اختتم المجلس رسالته بالتأكيد على أن هذا العرض ليس مجرد اقتراح، بل رؤية استراتيجية ستجعل جنوب اليمن حليفًا موثوقًا لأمريكا لعقود قادمة، داعيًا الرئيس ترامب إلى النظر في هذه “الفرصة الذهبية” والموافقة على لقاء مباشر لمناقشة التفاصيل.


هذا العرض، إن تم تبنيه، سيعيد رسم خارطة التحالفات الإقليمية، ويفتح فصلًا جديدًا في العلاقة بين اليمن الجنوبي والولايات المتحدة.


https://x.com/jamawadhi/status/18943...9N9X10cfA&s=08