بيان هام الى الشعب العربي في الجنوب والى المنظمات والهيئات الدولية

[حمير الواد]

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان هام الى الشعب العربي في الجنوب والى المنظمات والهيئات الدولية
لقد أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب,وذلك في خطابه في 15/2/2010م أمام رجال الأمن وقادة الدولة.
وأنه بذلك يحاول تحويل حربة من صعده اليمنية إلى الجنوب,وخطورة هذه الدعوة إنها تأتي في ظل الحراك العربي والعالمي من أجل معالجة القضايا الخطيرة في اليمن,بينما نظام الاحتلال يتصرف فيها على أساس أنها حروب تكسبه البقاء, ونصر مستمر مليء بالغنائم والمكاسب والانتصارات الكاذبة والتأييد الخارجي . بل ويحاول من خلال تلك الحروب أن يأتي بشرعية خارجية بعد أن فقد شرعيته في الجنوب.
وفي الإطار نفسه يمكننا القول إن الحراك الجنوبي السلمي الذي يدخل سنته الخامسة على أرض الجنوب العربي قد ولد من صلب ملحمة الدفاع عن الأرض والعرض والنفس بوجه الاحتلال الشمالي والدعم والتواطؤ من قبل أحزاب اللقاء المشترك .
فأبطال الحراك الجنوبي اليوم كانوا هم الذين عانوا من حرب الاحتلال عام 1994م , وهم الذين عانوا من الحصار الوحشي الملون بالدم والموت والجوع والعطش الذي تعرضت له عدن,وراح ضحيته أكثر من ثلاثة ألف طفل ومرآه وشيخ.
بل وبهذا المعنى يمكننا القول إن هذا الحراك هو في جوهرة فصل آخر من فصول تلك الحرب التي شنتها القوات القبلية والعسكرية والقاعدة عام 1994م ضد الجنوب, ومازالت حتى الساعة, تارة تأخذ شكل محاصرة صحيفة"الأيام"وضرب مقرها في عدن بمختلف الأسلحة واعتقال رئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل وأبناءه واعتقال المدونين والأكاديميين,وطورا شكل غزوات أمنية لمنازل النشطاء السياسيين,وارتكاب مجازر دموية بشعة كمجازر المنصة في الحبيلين والهاشمي في عدن وزنجبار والمكلا والضالع وأخيرا المجازر التي ترتكب ضد أبناء الحوطة في لحج,ومرة أخرى شكل نظام الاحتلال حملات أمنية وعسكرية تقوم بحرب مقيتة ومدمرة داخل مدن وشوارع كافة المحافظات الجنوبية, وتقوم باعتقالات ليلية مجنونة تمتد من حوف في المهرة إلى الصبيحة ورأس العارة في عدن,تحاول جميعها أن تترجم نتائج الاحتلال في الجنوب إلى وقائع حية وملموسة.
ونحن بذلك نخاطب الضمير العربي والعالمي التمسك بالوثائق الدولية المشتركة التي تنظم الحياة في هذه المعمورة والتي كانت في محل توافق الدول التي وقعت عليها ومنها الحكومة اليمنية.فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر من أهم الوثائق التي أجمع عليها المجتمع الدولي,بل هو اللبنة الأولى في منظومة القيم والمفاهيم الدولية لحقوق الشعوب.
وهذه الحقوق التي يتكلم عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تلاه من اتفاقيات دولية ليست غريبة علينا نحن العرب والمسلمين.فنصوص القرآن الكريم وأحاديث الرسول (ص)ومناهج الخلفاء الراشدين وتوجيهاتهم لولاة الأقاليم تؤكد حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.ودولة الشمال التي تحتل الجنوب اليوم,وقعت على هذا الإعلان وعلى أكثر من وثيقة دولية,ولكنها تعمل ضدها. حيث إن ضحايا الحراك السلمي الجنوبي حتى الآن أكثر من ثلاثة ألف بين شهيد وجريح,واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من مئة ألف مواطن,ومنهم من حكم علية بالسجن لمدة عشرة أعوام(الناشط الإعلامي والسياسي حسين زيد بن يحي).
إن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية وتقارير وزارات الخارجية الأمريكية والبريطانية والاروبية تشير إلى المجازر البشعة وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الاحتلال في الجنوب.فحسب التقارير الدولية وصور الفضائيات قتل في مدينة عدن لوحدها أبان حرب 1994م –وهي مدينة واحدة من مدن الجنوب- من الأطفال والنساء والشيوخ أكثر من سبع مئة شهيد وخمسة ألف جريح, وتوجد في عدن ثلاث مقابر جماعية ارتكبتها قوات الرئيس علي عبد الله صالح ضد سكان عدن المدنيين .
والحراك السلمي الجنوبي ينبه اليوم الضمير العالمي إلى حقوق شعب الجنوب.حيث إن نظام الاحتلال لم يكتف بارتكاب تلك المجازر ,بل إنه ينهب الأرض ويطرد الإنسان منها.ويرد الشعب الجنوبي على ذلك بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية تحت قيادة مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب والقوى الوطنية الأخرى ,ويقدم آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين. وقد آن الأوان أن يقر المجتمع الدولي بتطبيق المواثيق الدولية على نظام الاحتلال خاصة وإن مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب غير المرتبط بنظام الاحتلال لا بطريقة حزبية ولا بعلاقة نضالية ولا شعبية,قد حاز على إجماع شعبي جنوبي ووحدة وطنية واسعة وقدم تضحيات كبيره .وما زال الحراك متمسكا بالنضال السلمي وتدرجه بتنفيذها. فالحراك السلمي هو أعمق ما تختزنه ثقافة التحرر الوطني الجنوبي,من قيم الحرية والإيمان والعدل والحق ورفض العنف.وبذلك يضرب الحراك الجنوبي السلمي للعالم الحر مثلا لنضاله التحرري رغم همجية قوات الاحتلال وقتلها للوطنيين الجنوبيين بدم بارد.
وينطوي مشروعنا التحرري السلمي على بناء ثقافة إنسانية, تحتضن تراث العرب والمسلمين والمجتمع الإنساني. ثقافة تدافع عن القيم التي يقرها سكان المعمورة.
وقد حاول نظام الاحتلال أن يصور رفع العلم الأمريكي في منزل المناضل الوطني الجنوبي الصادق الشيخ طارق الفضلى بأنة جريمة وخيانة عظمى, ناسيا هذا الاحتلال الهمجي إن الحراك الجنوبي السلمي يمثل حلقة في سلسلة متصلة من الحلقات في نضال شعوب المعمورة ضد الأنظمة التي تكرس القتل والعنف والجهل والتخلف.فما أروع القيم التي يجسدها الحراك الجنوبي من أيمان بالعدل وتمسك بالقيم الإنسانية ووعي بالظروف الدولية وثقة بالنصر على الاحتلال اليمني مهما كانت المجازر الجماعية التي يرتكبها.
ونؤكد إن الحراك الجنوبي السلمي لا يحمل ثقافة معادية للغرب,ولا يعتبر تدخل الولايات المتحدة لإيقاف الانتهاكات التي تمارسها بعض الأنظمة التي تحاول احتلال الدول المجاورة كما حصل للكويت من قبل العراق ولبلادنا من قبل الجمهورية العربية اليمنية تدخلا في الشئون الداخلية,بل نعتبره واجبا إنسانيا يتحتم على المجتمع الدولي القيام بة بكل زمان ومكان.وعلى هذه الأنظمة الحرة أن تدرك إن الحراك السلمي الجنوبي هو الأقوى بالحق والأكثر صدقا في التعامل مع العالم ,بل والمعبر عن حالة الصحوة في مواجهة التطرف والتحالف بين القاعدة ونظام صنعاء.
إن الحرب الشعواء التي تشنها قوات الاحتلال اليمنية(الشمال)ضد الجنوب,وتحت غطاء "الحرب ضد القاعدة"هي بالأساس موجهة ضد نشطا العمل الإعلامي والسياسي الجنوبيين,حيث أثار نظام صنعاء أسم"القاعدة" من جديد بعد اشتداد الرفض الجنوبي للاحتلال ولما تتعرض له صحيفة(الأيام) من انتهاكات.حيث وبعد مجزرة المعجلة جاءت مجزرة "الأيام"والتي هي الأخرى راح ضحيتها شهداء وجرحى شأنها شأن المعجلة, وأخذ رئيس تحريرها الأستاذ هشام باشراحيل إلى سجون الاحتلال,بينما عناصر القاعدة يسرحون ويمرحون في ساحة القصر الجمهوري في صنعاء,وفي منزل مفتي الاحتلال المدعو عبد المجيد الزنداني.
إن الجمهورية اليمنية(الشمال حاليا)بعد أن فقدت شرعيتها في الجنوب أصبحت تبحث عنها في الخارج,فاختارت "القاعدة" للحصول على هذه الشرعية,ولتنفيذ جرائمها ضد الجنوب.
والعالم يعرف جيدا إن الحراك الجنوبي السلمي ليس حراكا جنوبيا من أجل فك الارتباط والاستقلال واستعادة الدولة فقط ,وإنما هو التجسيد الأعمق للروح الحضارية والإنسانية والإسلامية جمعاء.وينطلق من التزامه بقضايا شعبة وأستشعارة بالثقافة الإنسانية ومسؤوليته في استمرار حراكه السلمي ,وإذ يعزز ثقته بالعالم الحر ,ويؤكد:
1- ثقته بقدرة شعبه الجنوبي على تحقيق النصر في هذا الحراك الجنوبي ضد الاحتلال اليمني.وهو الاحتلال الذي أكدته سلطات صنعاء العسكرية والأمنية بممارساتها الهمجية.
2- رفض أي حلول أو تسويات جزئية لاسترجاع بعض الحقوق على حساب الوطن والتراث والتاريخ والهوية.فالشعب الجنوبي لن يرض بأقل من فك الارتباط والاستقلال.
3- ضرورة صياغة إستراتيجية جنوبية- عربي -غربية في مواجهة الثالوث الرهيب نظام صنعاء والقاعدة والحروب المتواصلة ضد شعب الجنوب .تحشد لها جميع الطاقات الإنسانية وتتكامل فيها المصالح المشتركة.
4- ندعو الولايات المتحدة وبريطانيا والهيئات الدولية إلى تأمين شعب الجنوب العربي الذي دخلت دولتة-جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية –بشراكة مع الدولة الجارة الجمهورية العربية اليمنية,ومساندة مشروعة الوطني وثقافته الإنسانية التي يحملها.والضغط على نظام الاحتلال لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الجنوبيين.واحترام الحقوق والحريات.وفضح إرهاب الدولة اليمنية,وجرائمها ,باعتبارها جرائم موجهه ضد الإنسانية,ومحاكمة مقترفي تلك الجرائم باعتبارهم مجرمي حرب,وينتمون إلى أسرة الرئيس علي عبد الله صالح.
5- العمل على رصد محاولات تغلغل القاعدة في جنوبنا المدني المسالم,المدعوم من قبل نظام صنعاء وذلك لضرب الحراك الجنوبي السلمي كما يحصل اليوم,وتشويه صورته وثقافته الحضارية والمدنية.
6- يقدر مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي تأسس بعيدا عن الحزبية المرتبطة بصنعاء موقف منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش"التي نقلت بأمانة صورة محنة الشعب الجنوبي, ونقدر موقف بريطانيا العظمى ونتائج مؤتمر لندن-27/1/2010م- ونشكر كل الدول والمنظمات والشخصيات التي شاركت فيه,كما نعتز بموقف الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.ونذكر مجلس التعاون الخليجي بمسؤوليته تجاه الشعب الجنوبي وعلاقة شعوبه التاريخية المميزة مع الشعب الجنوبي.وندعو المملكة العربية السعودية راعية مؤتمر فبراير القادم إلى ممارسة الضغوط المختلفة,والتدخل من أجل وقف المجازر الفظيعة التي تمارسها قوات الاحتلال في الجنوب,وتطبيق قرارات مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي الخاصة بحرب عام 1994م.
7- يقدر مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب الدول المؤيدة لقضيتنا الجنوبية,ومساندتها لمطالب شعب الجنوب العربي في الاستقلال وطرد الاحتلال. ونطالبها بالضغط على نظام صنعاء وذلك من أجل وقف مخططاته الرامية إلى زرع الفتن المذهبية في الجزيرة العربية التي تجسدها سياساته الهمجية,ومحاولاته المتواصلة ل جر المنطقة إلى حروب خارجية وداخلية.
8- نهيب بكل شعوب المعمورة لمساندة الشعب الجنوبي من أجل تحرير أرضة المغتصبة,واستعادة دولته المستقلة التي دخلت بشراكة مع دولة جارة هي الجمهورية العربية اليمنية .
صادر عن مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب (حسم)
21/2/2010م