حين يغدر "المخبول" بوطنه!!

[*الغريب*]

الصفحة الرئيسية -> اراء تغييرية حين يغدر "المخبول" بوطنه!!2010/02/08 الساعة 17:30:58 فيصل مكرم
أخيراً زال عن أميركا آخر هموم عصر نفوذها وآخر معضلة تعترض سيادتها على العالم وشعرت اليوم بأنها فعلاً سيدة العالم والقوة العظمى التي لا تغرب عنها شمس ولا يأفل عليها قمر، ولا يذوق النوم خائف من سطوتها ولا يهنأ له عيش من يفكر (لمجرد التفكير) في الخروج عن طاعتها..

انطلقت الألعاب النارية في سماء الولايات المتحدة الأميركية وعزفت الفرق الموسيقية التابعة للحرس الوطني الأميركي معزوفات الفرح والانتصار، وردد الأميركيون المنتشرون في بقاع الكرة الأرضية وبحارها ومحيطاتها وجزرها النشيد الوطني الأميركي احتفاء بزوال آخر عقبة أمام اكتمال نفوذ أميركا على كوكب الأرض وسيادتها على الفضاء الخارجي بدءاً بالمجموعة الشمسية وانتهاء بشظايا (النيازك) المتطايرة في رحاب السماء.. وأصبح متوقعاً أن يخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشعب الأميركي في أي لحظة ليعلن انتصار أميركا الكامل على جميع أعدائها، ويدشن احتفالات الشعب الأميركي بآخر انتصارات أميركا ويقرر اعتبار يوم الثالث من فبراير عيداً وطنياً سنوياً للولايات المتحدة الأميركية وعطلة رسمية للأميركيين وأصدقائهم في كل دول العالم، حيث أنه في مثل هذا اليوم من عام 2010 لم تعد أميركا في خطر وزال عنها كل تهديد وخضع لها كل عدو ومنافس في أرجاء المعمورة، وباتت القوة الأعظم بلا منازع.
والسؤال كيف حدث هذا؟ والجواب بكل بساطة بأن هذا الحدث الكوني الجلل تمعلى يد الشيخ السلطان والزعيم طارق الفضلي، عندما قرر في مثل هذا اليومرفع العلم الأميركي فوق سطح قصره الأبيض في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين اليمنية (جنوب البلاد) ونصب آخر على سارية في باحة حديقة قصره(الأمامية) معلناً بأنه وأتباعه المسلحين الأشاوس سيذودون بأرواحهم ودمائهم وشواربهم عن العلم الأميركي وألوانه المرصعة بنجوم الولايات المتحدة بعد أن داسوا بأقدامهم علم اليمن ومزقوه بأيديهم إرباً في صولات وجولات الحراك (السلطني) ضد الباعة المتجولين وأصحاب الدكاكين الصغيرة والبسطات المتنقلة بين الأسواق في زنجبار وشوارع الحوطة والحبيلين والضالع، حيث يمارس الفضلي وأتباعه حماة العلم الأميركي الاعتداء على الأبرياء ممن يرفضون الانصياع لمآربهم "الانفصالية" أو ينتمون للمحافظات الشمالية ممن أصبح وصفهم في قاموس الفضلي محتلين لـ"جنوبه" الخاص، ومستعمرين لسلطنته الجديدة وخطراً يهدد العلم الأميركي الذي يعانق الرياح مرفرفاً على سارية في واجهة بيته (الأبيض) وسطحه الرمادي الداكن.
وطارق الفضلي مثقل بموروث السلاطين وبسعيه لاستعادة مجد سلطنة الفضلي التي كانت تمتد من جبال حطاط في أبين وحتى تخوم محافظة عدن، لا يهمه في تحقيق غايته أن تكون الوسيلة ارتداء عباءة الجهاد الإسلامي كمتطرف لا يشق له غبار في جبال تورا بورا، تابعاً لمعلميه الذين تشرب على أيديهم فكراً ظلامياً دموياً،، أو إقطاعياً منخرطاً في السلطة ومنغمساً في مفاسدها وأداة من أدواتها،، أو زعيماً لعصابة تعتدي على الحرمات وتستبيح الدم الحرام وتروع الآمنين من أبناء وطنه الأبرياء،، أو مثيراً للفتنة ومشعلاً للحروب والنزعات المناطقية والطائفية،، أو قائداً لحركة كل أهدافها العودة باليمن ليس إلى ما قبل توحيد شطريها الشمالي والجنوبي في عام 90، وإنما إلى ما قبل ثورة التحرير من الاستعمار البريطاني في الجنوب والانعتاق من الحكم الإمامي في الشمال إلى حيث توقف زمن السلطنات والتسلط وأفل نجمها وغادر أسيادها المستعمرون على يد الثوار الشرفاء من أبناء هذا الوطن الذين حرموه من متعة التربع على كرسي السلطنة تحت مظلة المستعمر
البغيض ورايته وحمايته تابعاً وأجيراً وخاضعاً على حساب وطنه وشعبه وأمته ودينه.
لا يهتم طارق الفضلي كثيراً بأي شيء له علاقة باليمن الأرض والإنسان والتاريخ، وهو في أحسن الأحوال مقاطع لأترابه وأقاربه الذين آثروا الوطن الحقيقة والهوية على أحلام الطيش ونزعات التشظي والتدمير، وفي أسوئها يعدهم عملاء وجبناء وخونه، ولعله لا يكترث بقيم الانتماء للوطن، حيث يعتقد أن هذا الوطن (اليمن) ابتلع سلطنته على حين غرة من الزمن وعليه استعادتها من بين مخالبه،، وهو لا يأبه بحقوق ومطالب أبناء شعبه أو محافظته، حيث يؤمن بأن هؤلاء سلبوه حقاً أزلياً وثاروا ذات يوم على سلطنات جزأت وطنهم وأسقطوا عروشها، مؤثرين عليها وطناً رحباً حراً وأبياً سيداً على نفسه فوق ترابه، وبالتالي يتطلع الفضلي ليس إلى استعادة ما فقده من مجد سلطنة صغيرة راضخة لإدارة الأجنبي المستعمر، وإنما الانتقام ممن جعلوه شريداً في الأرض زمناً مسلوب الإرادة وفاقداً الثقة في نفسه وفي كل من حوله.
واليوم ليس غريباً أن يرفع طارق الفضلي علم أميركا فوق سطح قصره أو في باحته، فقد كان أسلافه يناهضون تحرير وطنهم، ويرفعون علم بريطانيا العظمى على أجبية قصورهم وفوق بيوت الفقراء على حدود سلطنتهم ويخضعون لما يريده المستعمر وينشدون إرضاءه دون اكتراث بالثمن.
ولا تستغربوا إذا رفع طارق الفضلي علم (إسرائيل) غداً فوق سطح قصره أو على نافذة غرفة نومه، فهو للأسف على استعداد كامل على تقبيل حذائها في مقابل تأييده (ليس إلا) فيما يفعل ليستعيد تاج سلطنته البائدة، أو منحه من لدنها مباركة (الموساد) وابتسامة رضا قبيحة من شفاه جولدا مائير الهالكة، وحتى يأتي ذلك الموعد لا يزال الفضلي ينتظر أموال واشنطن مقابل حماية مصالحها برجاله الذين خاضوا من قبل معارك الدفاع عن الإسلام في جبال أفغانستان ووديان الشيشان، وهاهم اليوم منخرطون في حركة "الجهاد" ذوداً عن علم أميركا ومصالحها في وجه أعدائها تحت قيادته الباسلة في حديقة القصر أو على سطوحه.
وبدوري أنصح واشنطن بأن لا تتأخر وإلا أضاعت انتصارها الأخير ونفوذها على العالم الذي جاء به الفضلي من قلب مدينة زنجبار، حيث ينتصب علم أميركا في باحة قصر مخبول يعتقد أنه سلطان على أرض نسي منذ زمن بعيد مسالك الهروب التي فر منها أمثاله تحت وابل من أحذية اليمنيين الأحرار ولعنات التاريخ.

ارجوا تعليقكم على هذا الموضوع وهذا فيصل مكرم بالامس كان رياضي واليوم كاتب سياسي من المخبول يامكرم الفضلي اليمن ليس وطنه وطنه الجنوب ولي عودة على التعليق ..
الغريب ,,,,