دعونا نجسد نهج التصالح والتسامح عمليا

[شموخ العمري]

التصالح والتسامح منهج اخلاقي وسلوكي انساني عظيم ، ماأخذ به فرد او جماعة حتى عاد عليهم بالخير ، وفي تاريخ البشرية جمعاء نجد ما يثبت نجاح شعوب واحزاب وقيادات التزمت بهذا النهج قولا وعملاً ، ولنا في سيرة سيدنا وحبيبنا محمد مثالاً .
وكم هو عظيم ورائع ان دعت قيادات جنوبية الى اعتماد التصالح والتسامح مبدأ اساسي في نهج الحراك الجنوبي اليوم ، وهذا يعكس الفهم العميق لواقع الجنوب بكل تعقيداته الناتجة عن افرازات ومعطيات ونتائج الصراع السياسي التي مرت به الجنوب بما خلف من انقسامات وتشرذم في اطار الحركة السياسية الجنوبية وبما خلف من اضرار مجتمعية خطيرة ومتعدد بلغت اوجها بضياع وطن وهوية وثروة وسلطة وحقوق خاصة وعامة ، ومستجدات اضحى فيها فرقاء العمل السياسي بالامس وشعب الجنوب عامة تحت حد سيف ظالم لشريك وحده قتل وشدد وسجن وارهب ودمر ونهب وصادر وكفر وفصل واقصى وسرح وما برح على هذا النهج يهدد الكل بدون استثناء .
ان هذا الشريك بنهجه وقطرصتة كان سبب لقيام ثورة شعبيه عارمة تطالب باستعادة الدولة الجنوبية ، وكان سبب لدعم وتأييد القوى السياسية الجنوبية لهذه الثورة برغم خلافاتها وصراعاتها السياسية والدموية السابقة وبرغم مالا يخفى من انعكاسات هذا الماضي على حاضرها ، ومالا يخفي مما تعاني من ظواهر الاطراب والضبابية والغموض في جوانب الرؤية والمنهج .. .
ومع كل ذلك جاء طرح مبدأ ومنهج التصالح والتسامح مناسباً بل وضروري لتعزيز وحدة الصفوف واتساع نطاق الثورة ، وتوفير عامل اساسي ومهم في سبيل نجاحها ، وقدرتها على خفض وحدة البلاد وتجنيبها مخاطر الضياع مستقبلا .
وحتى يحقق هذا المبدأ الاهداف المأمولة منه لابد ان يمضي الجميع في اتجاه المزيد من الخطوات العملية والفاعلة في هذا الميدان نرى ان اهمها ما يلي :
1 . الاتفاق على اغلاق ملفات الصراع السياسي القديم ومنع استخدامها باي شكل من الاشكال في ميدان العمل السياسي او التوصل الى اتفاقات لمعالجتها حاضراً ومستقبلا
٢ . الاتفاق على احترام حق الآخر وحق التعدد والتنوع وادارة الاختلافات وفق طرق ووسائل سلمية وحضارية ونبذ العنف والشمولية والاقصاء والتفرد كاساس لنهج ديمقراطي سليم في الغد .
3 . العمل على انشاء مجلس تنسيق جنوبي بين مختلف مكوناته السياسية والمدنية والاجتماعية يتولى تنظيم مختلف الفعاليات بالداخل والخارج وبما يؤدي الى تحقيق اهداف الثورة .
4 . الاتفاق مبدئيا أن المنطلقات الفكرية والثقافية والنظريه للصراعات السياسية في الأمس بأشكالها اليسارية واليمينية قد اهتزت وانهارت الكثير من مقوماتها واعتمدتها وصار امر احيائها مستحيلا ومرفرضا ، واننا نحتاج فعلاً الى توجه جدية يواكب المستجدات والمتغيرات المحلية والاقليمية ويلبي التطلعات والآمال الشعبية ونهج العصر وحركة حقوق الانسان ويضع حدا لعدم اعادة انتاج الماضي .
وفي هذا السبيل لابد من تشكيل فريق عمل من كبار المؤهلين لوضع ميثاق وطني يكون اساساً للاتفاق والوحدة الوطنية واساسا لبناء ونهج دولة الجنوب مستقبلا .