ثورة الجنوب هي صراع مع الاحتلال من اجل الوجود
ثورة الجنوب هي صراع مع الاحتلال من اجل الوجود وليست من اجل المال او الثروة
ان الصراع الجنوبي مع الاحتلال هو صراع من اجل الوجود ولم تكن الثروه او المال هي جوهر ذلك الصراع ولم تكن ألمظالم او الوضع الاقتصادي المساوي المتمثل بالحاجة والعوز إلى لقمة العيش هي من دفع بالجنوب إلى الثوره ولكن عندما بداء الاحتلال يمهد الأرض التي سلبها ويزرع فيها الانحلال والانحطاط كبديل لنبل القيم والأخلاق وسوق الرذيلة وإشعاعها في الجنوب بشكل لم يشهد له الجنوب مثيل من قبل لا في زمن الإنجليز ولا في زمن الاشتراكية .
بريطانيا احتلت الجنوب 129عام ولكنها لم تحاول يوما طوال فترة احتلالها للجنوب ان تستهدف المجتمع الجنوبي لافي دينة ولا في قيمة ولا أخلاقه ولم تمس التاريخ او الهوية بل حافظة على الحضارة وعملت على حماية كل المعالم التاريخية والاثريه التي وصلت إليها من العبث و الانهيار
. و هذا يكفي لكي يفجر كل موطن جنوبي حر ثوره في وجه هذا الاحتلال القبيح
لقد حاول الشعب الجنوبي ان يجلد ذاته ويصبر على ما أصابه املا في ان يعتدل الميزان ويتعوض المال بالمال والارض بمثلها. ولكن عندما تعدى ذلك الأمر ووصل إلى استهدف الوجود الجنوبي والمتمثل بالقيم والأخلاق والتاريخ والهوية كان لابد من الدفاع عنها وحمايتها
ان شعب الجنوب تطبع بالأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية و هو صاحب تاريخ حافل بالإمجاد وحضارة عريقه تجسد هوية الإنسان الجنوبي وانتمائه والحفاظ عليها هو من استنهض شعب الجنوب في ثورته وجعلنا نسترخص التضحية بارو إحنا وأرواح فلذات أكبادنا من اجل الحفاظ عليها وبقائها لان اندثارها يعني اندثار الإنسان الجنوبي ومن المؤسف حقاً ان نرى من بين ابنا الجنوب نفر وقد اصبح فقير ولا يملك من تلك الثروة شيئاً واصبح هولا جزاء من الاحتلال بعد ان تطبعوا بطباعه وأصبحوا عديمي القيم والأخلاق والأمانة يحللوا لأنفسهم الحرام ويمنعوا عنها الحلال يتاجرون بدما الشهداء ويعيشون على أنين الثكالا والارامل ويقتاتون لحوم اليتامى واصبح النضال لديهم استرزاق وتحول البعض من مناضل من اجل الجنوب الى اجير وشاقي من اجل المال واصبح تابعا أما لطرف إقليمي او دولي او للاحتلال نفسة بإدراك او بدون إدراك فإذا كان هذا كله قد اصبح عندنا ومتاصل فينا فلماذا نثور ؟ ومن اجل ماذا ؟ اذا كان سيخرج الاحتلال ويترك لنا قيمة وأخلاقه0
ان علينا الادراك ان صراعنا مع المحتل هو صراع من اجل البقاء ومن اجل الوجود نفسة او من اجل الحياه نفسها وليس من اجل النفس و ذاتها وعلى الجميع ان يعرف بأنة لإبقا ولا وجود و لا حياة لشعب الجنوب بدون الاحتفاظ بالأخلاق والقيم وحماية التاريخ والحضارة التي تتجسد بها الهوية
لقد اصابتني نوبة من الاحباط وكان الشعور بإلياس قد بدا يتسلل إلى نفسي بسبب ما لمسناه من البعض ولكن الصدفة جمعتني بنخبة من الشباب الجنوبيين الرائعين الذين أعادوا لي الكثير من الثقة بالمستقبل وبجيل الشباب بعد حالة انعدام الرؤية والعجز عن إنتاج قيادات شابة مجربة تستطيع ان تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع وتواصل العطاء الدائم المتجدد لمسيرة الحرية والكرامة للوطن والمواطن
لقد كانوا شباباً رائعون يحملون القيم والأخلاق الجنوبية الحقة والمتاصله في ضمير ووجدان أحرار الجنوب وشرفائة و التي يفوح عبقها من تاريخ وحضارة الإنسان الجنوبي وثقافته وهو ذالك الارث التاريخي والثروة الحقيقية التي دفعت بشعب الجنوب الى الثوره من اجل حمايتها من الاندثار والطمس ومن عبث الاحتلال الممنهج وتلك هي الثروة الحقيقية والكرامة الحقه التي يضحي من اجلها شعب الجنوب ويبذل في سبيل حماتها وتأمينها المال والروح وقبل ان نكرس جهدنا وعطائنا لدحر الاحتلال الجاثم على صدورنا وحماية تلك الثروة فانه لابد أولا ان نحافظ على التاريخ والهوية و نعمل على تأصيل القيم والأخلاق في نفوسنا وعقولنا ونعمل على غرسها في عقول ووجدان أطفالنا فتلك هي وجودنا وثروتنا وان فقدناها واصبح شبابنا واطفالنا فقراء لذلك الكنز العظيم فان نضالنا ليس له معنى وطرد الاحتلال واستعادة الارض بدون الحفاظ على تلك الثروه الحقيقية لن يكون له قيمة ولايستحق التضحية نعم لقد كانت صدفه تلك التي جمعتني بأولئك الشباب ولكنها إعادة لي توازني وثقتي بشرعية قضيتي وعدالتها وعززت إيماني الراسخ والمطلق بحتمية انتصار الحق وانهزام الباطل وازددت اعتزازاً وفخر بذالك الشعب العظيم وبانتمائي الجنوبي
وحينها تأكد لي بان تلك الحالات الشاذه والمرضية التي رايتها من بين الجنوبين الذين استبدلوا القيم والأخلاق بالوضاعة والانحلال وتناسوا الوطن والهوية بانهم قد تطبعوا بطباع الرذيلة والانحطاط (( قيم وأخلاق الاحتلال)) المبنية على الغدر والمكر والخديعة وسرقة حقوق الغير وفقا لقانون الغاب الخاص بصنعاء والمبني على اعراف وشيم ليس لها مثيل لافي قبائل العرب ولا عند العجم الا فقط عند قبائلهم ومشائخها ووفقا لشرعهم الذي لن تجد له ديناً ولم ينزل به كتاباً
|