ماذا وراء دعوة البيض والجفري لمبادرة خليجية بشأن الجنوب ؟!
ماذا وراء دعوة البيض والجفري لمبادرة خليجية بشأن الجنوب ؟!
================================================== ===
سنوات مريرة من اغتصاب الوطن الجنوبي وممارسة كل أشكال انتهاك حقوق الإنسان والظلم لعامة الشعب ، قابلتها سنوات من الصبر والنضال الشعبي وتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل الوطن . تلك الدماء الغالية لم يقدمها الشهداء والجرحى من أجل مرحلة نضالية محددة لتأتي بعدها مرحلة المبادرات والتسويات ، بل قدموها وقوداً زكية لاستمرار مشعل الثورة السلمية متقداً حتى تحقيق هدف الاستقلال الذي حدده الشعب - مع أولئك الشهداء الأبرار - في حراكه الثوري وتعهد باستمراره .
إن قضية الجنوب ليست كأي قضية تحتمل أكثر من حل ، ومن الخطأ الاستمرار في تسميتها بـ " القضية الجنوبية " بما يتناسب مع سياسة السلطة في صنعاء التي وصفتها كذلك - منذ بدء الحراك الشعبي - ليتم التعامل معها كقضية حقوق مواطنين في الجهة الجنوبية من الجمهورية اليمنية .. فقضية الجنوب هي قضية وطن اسمه الجنوب ، وقع شعبه ضحية خطأ نظامين سابقين كان يمارس كل منهما حكماً شمولياً على بلاده ، اتفقا على وحدة بينهما في نظام شمولي واحد . وبعد ان صار الظلم قاسماً مشتركاً للغالبية المطلقة من المواطنين الجنوبيين ، حدد الشعب الجنوبي المظلوم حلاً واحداً وواضحاً بأعلى أصوات الحناجر في مواجهة مباشرة مع الاصوات الصادرة ضدها من الأسلحة النارية ، هو الاستقلال .
وبفضل نضال شعب الجنوب الأبي وتضحياته الجسيمه اصبحت قضية الجنوب واضحة للعالم ولا يمكن تجاوزها على المستويين الإقليمي و الدولي . وأستغرب من الغباء السياسي (او غيره) الذي يجود به أولئك الجنوبيين الذين يعرضون مساهمتهم السياسية في قيادة الحراك الجنوبي ، عندما يتحدثون عن قصور في المبادرة الخليجية لعدم احتوائها إشارة لقضية الجنوب ! ؛ بينما العالم يدرك أن المبادرة استندت على أساس معرفة دول الخليج بالقوى السياسية الفاعلة في اليمن لإنقاذ الدولة وسلطاتها من الانهيار .. فليس لدولة أو مجموعة دول أي حق للتدخل في نظام الحكم أو تقرير مصير شعب أو جزء من شعب يقع في إطار دولة ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع المنظومة الدولية ، تحكمها القوانين والأعراف الدولية السارية .. وعلى أساسها فقط تأتي أي مبادرات أو تدخلات .
وإذا كانت المبادرة الخليجية ، في إطارها الإقليمي ، قد ألغت الأهداف (الافتراضية) لثورة الشباب ، ومن ثم تحولت في إطار المنظمة الدولية من صيغة مبادرة إلى صيغة شروط ملزمة وقهرية ، رغم الصعوبة في تقدمها إلى الأمام ، فهل يرى أولئك الداعون لمبادرة بشأن الجنوب أنه بالضرورة إلحاق قضية " الوطن الجنوبي المفقود " بقضية أزمة سياسية في اليمن ، من خلال مبادرة تسوية بين طرفين بحسب ما يراه أصحابها - بناءاً على طلب جنوبي قد يأتي من خارج الجنوب لإلغاء الحراك – فتصبح مبادرة مدعومة دولياً كسابقتها ، وعندما يقبل بها دعاتها ، يرفضها الشعب الجنوبي بدون شك ، وبالتالي يتم تحويل قضية الجنوب إلى قضية جماعات متمردة على قرارات الشرعية الدولية ، وربما إدراج الحراك الجنوبي ضمن قضايا الإرهاب ؟! .
وأخيراً ، لا بد من تذكير كل من فقد القدرة على التذكـّـُر ، سواء في الداخل الجنوبي أو خارجه ، بالحقيقة الموضوعية التي لا جدال فبها ، وهي أن الجنوب بالنسبة للشعب الجنوبي هو وطن مفقود ، ولذلك خرج الشعب قائلاً أريد وطناً .. ولم يقل أريد حلاً !! .
__________________
[mshosh3]http://www13.0zz0.com/2012/05/16/11/720526708.gif[/mshosh3]
|