من المؤكد ان رحيل الرئيس علي عبدالله صالح لا يعني اسقاط النظام ، لكنه من الاكيد انه يعتبر الخطوة الاولى في عملية إعادة بناء نظام جديد والتي قد تستقرق سنواتٍ طوال ، وما من شك ان صعوباتٍ جمه تواجه الرئيس عبدربه منصور هادي في المجالات السياسية والعسكرية والمالية وغير ذلك .
ومسئولية الرئيس منصور تفرض عليه ان يجد الحلول المناسبة لكل تلك المشكلات ، وفي ضوء هذا التغيير فان على القيادات الجنوبية في الخارج ان تُبارك انتخاب عبدربه منصور وان تعود الى عدن وان لا تنتظر دعوة منه او من اية جهة ، وبمجرد العوده يكون الحوار الجنوبي/الجنوبي ( داخل الجنوب ) هو الهدف الاول والذي من خلاله يتم وضع استراتيجية واضحة المعالم للحراك الجنوبي السلمي ، كما ويتم اعداد برنامج سياسي ونظام تتحدد فيه اختصاصات ومسئوليات الهيئات والافراد وبذلك يكون للجنوب ممثلون ( محددون ) يتحدثون باسمه اكان في اطار الحوار الوطني او بالتنسيق والتواصل مع الدول والمنظمات والهيئات العربية والدولية .
ان خروج صالح وانتقال السلطة الى الرئيس عبدربه منصور هادي امر لا يجب ان يقلل الجنوبيون من قيمته ، بل انهم اكثر من غيرهم معنيون بالتعاطي معه بصورة افضل ، لانه سيكون العامل الرئيس في عودت الذين بالخارج الى الوطن - إن هم يريدون ذلك - وسيسمح باللقاء والحوار بصورةٍ افضل من ذي قبل وستوفر ظروف واجواء الداخل فُرصاً افضل لطرح مختلف الأراء والافكار على الطاولة دون تخوين او اقصاء ، فهل سيفعل القادة الجنوبيون ؟ وهل سيفكر المتوجدون في الخارج بالعودة ام انهم سيظلون يتسولون المواقف الاقليمية والدولية ضد بعضهم البعض ؟