الخليج – لندن " عدن برس" خاص : 3 – 10 – 2008 
لا أخفيكم القول بمدى إعجابي واحترامي لشخص المناضل الأستاذ محمد على احمد منذ زمن بعيد وذلك لما يتصف بها هذا الرجل من صفات رجولة وشجاعة نادرة ، وهو أصيل والأصالة تنبع في عقل وروح هذا الرجل ، ولكنني قرأت له كتابات منشورة في أكثر من موقع وكنت أوافقه الرأي في الكثير مما كتب بالسابق .
وفي الرسالة او المشروع الوطني الذي طرحه في "عدن برس" مؤخرا أوجز لنا في ذلك شبه نظريةجديدة الا وهي إصلاح الاحتلال ، وأنا اردد القول الشائع لكل جواد كبوه ولكلعالم هفوة ، عزيزي وأستاذي محمد علي احمد لقد تطرقت في اغلب اطروحاتك السابقةوحتى في ثنايا الطرح الجديد وأشرت إلى الوضع الحالي بالاحتلال ، والجميع يجمع بان الوضع الجنوبي الحالي هو وضع احتلال ولا يختلف اثنان في هذا ، ومن هذا المنطلق فقد طرح الأستاذ محمد على احمد طرحا يستحق الدراسة بعناية فائقةوالنظر إليه كواحد من أهم المخارج الوطنية لأي قضية تمثل في حقيقتها شاناداخليا خاصا بدوله بعينها وفي صراعا حزبي واختلاف في قضايا تخص شعب واحد ودوله واحدة .
ولكن في قضيه مثل القضية الجنوبية فاني لا اعتقد بأنه يمكن لنا ان نقول إصلاح مسار الاحتلال ، وأننا لم نسمع تاريخيا في اي مكان في بقاع الأرض ان تمت عملية مثل هذه وتم من خلالها إصلاح مسار احتلال وتم إيجاد تالفبين الاحتلال ومن يحتلهم ، وعلى ذلك يصعب علينا أستاذنا العزيز ان نوافقك الرأي في طرحا مثل هذا ، لأننا لا نؤمن بان يكون هناك ألفه بين الذئب والفريسة ،وانه لمن المؤسف جدا أننا لم نتعلم بعد أنهم معارضه ونظاما يستحيل الوثوقبهم وعقد أي اتفاقا معهم ، كما أنني أجد نفسي في حيرة كبيرة حيال موقفك هذا ، وهو الموقف الذي لم الحظه عليك في عام 94م عندما كنت وزيرا لداخليه في حكومة عام 94م الجنوبية ، وكنت رجلا عرفته مقاتلا صلبا وقفت تقاتل إلى النهاية.
فيا ترى ماذا حدث ؟ هل كنت على خطا في 94م وجريتمونا إلى حرب وكنتم على خطا في ذلك ؟ ام أنكم اليوم على خطأ ؟ ام ما هي الحقيقة ؟ .. إني استحلفك بالله ان تفيدني فيهذا لاني لا أجد تفسيرا لذلك ، ومثلي كثير وذلك لسبب وحيد هو أننا نكن لك الحب والاحترام ، ولا يمكن لنا ان نصنفك او أن نتجاهلك في حساباتنا الشخصية او من الحسابات السياسية الجنوبية ، لأننا نرى فيك رجل ينشد به الظهر وصاحب مواقف تشرفونا بها ، أستاذي العزيز محمد علي احمد لا أريد ان اقطع عليك الطريق لتطبيق هذه النظرية الجديدة ، ولكنني اعتقد بأنها لن تلاقي طريقها للنجاح في جنوبنا الحبيب ، ولا اعتقد بان شعبنا في الجنوب هو فئران لتجارب النظريات السياسية لقيادته والتي توالت عليه تجارب نظرياتهم منذ فجرالاستقلال في 30 نوفمبر67 م ، وإذا كان ولا بد من طرح نظرية إصلاح مسار الاحتلال فاني أرجح بان يتم طرحها على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومجموعة الأربعة الراعية لعملية السلام بالشرق الأوسط وذلك لدراسة إمكانية إصلاح مسار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ، باعتبار ان القضية الفلسطينية هي القضية الأكثر إلحاحا لحلول عاجله ، ونكون بذلك قد أوجدنا نوعا من التآلف بين الاستعمار والشعوبالمستعمر هو بعد ذلك سيكون لزاما علينا تنفيذها في جنوبنا الحبيب باعتبارها نظرية العالم المتحضر الجديد .
وفي الختام أستاذي العزيز اود ان أقول لك ان ما دفعني للكتابة هوا ذلك الشعور بالحب والإعجاب بشخصكم الكريم وبالأدوار المشرفة لكم منذ فجر الثورة ، وان موقفكم في صيف 94م قد دلل وبدون أدنى شك من أنكم اشرفواخلص الرجال قولا وفعلا ، واني أتمنى ان أراك دائما بهذه الصورة التي رسمتها لك في مخيلتي في عام 1994م عندما رفضت عروض نظام الاحتلال في صنعاء وقررت العودة إلى عدن بقلب ابيض صفح وسامح عن ماضي مؤلم ، بل ووقفت وقاتلت حتىالنهاية ، لقد سطرت ملحمة تاريخية سوف تحكيها الأجيال من تسامح وعطاء وعقل راجح ورؤية ثاقبة وقرارا صائبا ، أتمنى ويتمنى كثيرون من أبناء الجنوب ان لم يكونوا جميعهم بان تظل هذه الصورة دائمة في عقولهم ، أتمنى لك دوام الصحة والتوفيق .
ونسال الله ان يسدد على طريق الخير والحرية خطاكم