ذكـرى خـالــده لأخــي الشهيـد مـحـمـد عـبـدالـمـجـيـد &

[حافظ الحصيني]

{خــاطـــرة أخي الشهيـــد }
{بقلمي المتواضــع }{حافظ الحصيني}
"
"
قـد رحلا من رحل "وأتى من أتى "
فلا أعلم هل أفرح " ام اتألم " او أجهشُ بالبكاء "
فـجرحي عميق " وقلبي حزين " ونهاري كـ الدجى "
فلم يخطر في بالي اليوم احداً "ولم استطيع النوم ابـدأ "
فجلستُ اُشاهد التلفاز " وأقـرأ " على شريط الأخبار " عاجلاً "
""رحيلُ طاغيةُ اليمن " الكـبــرى ""
رحيل من أفسد وقتل ودمـر وأنهـى " على الحرث والنسل" قـضـى "
فلم اُبالي حينها " ولم يبدو علي مستغربــاً " فـقد كنتُ لها متيقنا "
فــ غفوتُ قليلاً " متكئاً على كرسياً متهالكاً متصلباً هشى "
لا رحاحت لـهُ ولا فـراشاً ممتـدا " مـظطجعاً إحدث نفسي سراً وجهـرا "
وماهي إلا لحظات إلا ودمـعَ العين ينهمـر " كـرهاً وطوعـى "
"" فــ ـتـذكرت حينهـا ""
تذكرتُ قـصـةً قديمةً حديثةً كبرى " لم تكتب ولم تقرأ ولن " تطوى "
بطلُها طفلاً " هو الفارسُ فيها " والفتى " أقـلُ من العاشرةِ عمـره "
" واسمهُ محمّدا ""
تـذكرتُ ذلكَ النجمُ الذي لاحَ في الأفق " وسرعان ماهوى "
تذكرتُ ذلك البدر الذي ولى بعيداً ومضى " وغاب عنـا مسرعاً واخـتفى "
فـتذكرتُ كل مـا قــد وقـعَ " وكـل ومـا قـد جرى "
تذكرتُ دموع الكبار " وصراخ الأطفال " وعويل النساء "
" ونحيب أمي الشيخةُ الثكلى ""
ودموع الحزن في عيني أبي " وأنات الغبن والحزن في صدرهِ والأسى "
تذكرتُ تلك الدماء الطاهرة " الحمراء "التي انسكبت على اكتافي
فبللت ملابسي " واطرافي " وكتبت على صدري " للثار " قـد تنسى "
دماءاً زكية " رائحتها مثل المسك " وأزكى من العـود والشذى "
دماءاً " من برائتها " غسلتني وطهرتني من جميع الذنوب " والخطايا
دماء طفلاً بريئـه " حصيلة ألـة الموت اللعينة " التي اجتاحت مـديـنـتـي "
طفلاً يحتضـر أمامي "بـعـمر الزهـور يذبل بين احظاني "
يذرف الدمــع تارة " ويصرخ تـارةً اخـرى "
يغفوا قليلاً " ويصحوا قليلاً فـيطلبُ الماء "مـفـزوعا "
وانا مازلتُ احملهُ " بين ذراعي اتخبط " هنا " وهنا "
أصرخُ بصوتاً يزلزل الأرض صدى " هل من طبيب " هلا من معيناً عضدا "
أستنجدُ بكل من عبـروا " وكل مـن حضروا "
فـلـم يلتفتـوا لي ابـدأ " ولم يحركـوا ساكنا "
ينظرونَ إلى السماء يتوجسواً خوفاً "و يدعواً خشيـتاً وتضرعـا "
فـأدركتُ حينها " واتضحة لي الرئيى "وسكنَ اليأس في القلب "وشتعل " الحشى "
"فـقلتُ في نفسي "" مـا الفائدة اصلاً ""بكل من حظروا "" وماهـو الجدوى "
فلم يعد هناك متسعاً " ولم يعد هناك أمـلاً " ربما لحظات لن يـتـبـقـى "
فـنظرتُ إلية " بـبسمةً باكيةً متحشرجاً "وقلتُ لهُ لا تخف يأخي "" وبالصبرُ تحلى "
قال لي بصوتاً رقيقاً مبـتـسـمـى " لا تحزن كثيراً يا أخي " وكـن رجلاً مؤمناً محتسبا "
وفـرح بأخيك الذي الى جنان الخلد هوى وأغـدى "وافـخـر بالحياة كلها "
أخاً لكَ كان للـجنـوب " كبـش الفـدى "
"
بقلمي المتواضــع: (حافظ الحصيني)
ذكرى خالده لأخي الشهيد .
{محمد عبد المجيد }.
رحمة الله علية .
28/2/1433هـجرية