التصالح والتسامح هبة السماء الواجب تقديسها
محمد الحريبي
السلام عليكم :
التصالح والتسامح هبة السماء الواجب تقديسها:
فجأة وبخلاف كل تصوراتهم وتمنياتهم، أفاق الجنوبيون على وقع كارثة (فاجعة) ومذبحة لكل القيم والمبادئ الإنسانية، تحول فيها حلمهم بالوحدة من فرحة إلى نكبة ومن أمنية عزيزة إلى ورطة كبيرة، ومن هدف قومي إلى احتلال همجي، ومن قيمة عقائدية إلى فتوى استباحية...ماذا يحدث؟؟ وبأي ذنب؟؟ ولماذا؟ وكيف؟؟؟ تتردد صرخاتهم في الكون دون إجابة!!! وبعد طول انتظار ومعاناة...يأتي هاتفاً من السماء مردداً: (أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) حينها يدرك الجنوبيون بأنه ما كان لحلمهم بالوحدة أن يتحول إلى مثل هذه الكارثة والنكبة، لو أنهم سعوا لبلوغ ذلك الحلم مع أنفسهم، قبل أن يسعوا إليه مع غيرهم، ولو أنهم فعلوا ذلك لما كانوا فريسة سهلة لغدر وخيانة شريكهم الآخر بأيدي بعضهم بعضاً...لذلك فلا سبيل للخروج من هذا المأزق إلا بإصلاح ما كان يجب إصلاحه قبل وقوعه وكان سبباً في وقوعه..إنه التصالح والتسامح الجنوبي؛ هبة رب العباد ونور هدايته لعباده، والأساس الفكري والعقائدي والأخلاقي الذي انطلقت منه وبه ثورة شعب الجنوب السلمية المباركة عقب صيحة ميلاده الأولى من مدينة الحب والوئام عاصمة الجنوب الأبدية وحاضرته عدن يوم 13 يناير 2006م، ولكنه ليس شعاراً تلوكه الألسنة وتدبج به البيانات والخطب، وليس فقط نسيان وطي لصفحات مشكلات الماضي وخصوماته، بل ومعالجة تداعيات ونتائج تلك المشكلات وأسبابها بما يضمن إرساء دعائم مستقبل آمن ومستقر للأجيال الجنوبية القادمة، ذلك أن بناء حاضر ومستقبل الأمم والشعوب يتخذ مسارين أحداهما الاستفادة من أخطاء الماضي ومعالجتها وثانيهما تعزيز وتطوير ايجابياته والبناء عليها..إنه منحة السماء ولا سبيل لبلوغ أهداف ثورتنا إلا به ولكن ليس كشعار ومسامحة للمذنبين بل مشروع تسوية ومعالجة لكافة قضايا الجنوب..فلا تسامح بدون تصالح ولا تصالح بدون معالجة..هل سنستوعب مفهوم طوق النجاة هذا أم لا؟؟
http://www.facebook.com/groups/121212684654733/
__________________
الثقة في النفس اساس النجاح
|