هذا ما سمعناه عن صعده بعد الثورة : شاهد عيان
تسارعت الأحداث في بعض المحافظات اليمنية بعد إنطلاق الثورة الشبابية المباركة..ووصلت في بعضها حد السيطرة الكاملة على المحافظة كما هو حال صعدة اليوم..وقد كان للحوثيين - أمدهم الله بنصره، وقد فعل – دورا محوريا في أحداث الثورة الشبابية ، وهم الذين أكتووا بمظالم ومفاسد هذا النظام المقبور ورئيسه المخلوع وحاشيته المنهارة التي لا تنام خشية القادم من الأيام.
إن صعده غير تلك التي عرفتها يقول شاهد العيان..وهو من أبناء صعده ومواطنيها العاديين. لقد غابت عنها كل مظاهر الفوضى وسادت المودة في العلاقات بين الناس وترى في وجوه الناس أملا جديدا بالرغبة في الخروج من ركام الحروب والفتن والفساد التي شكلت أعمدة النظام المتهالك والأسس التي أقام عليها حكمه وإدارته لشؤون الوطن منذ أعتلى الكرسي وجثم على صدور اليمنيين.
ويضيف شاهد العيان..في مراجعاتي الأخيرة للدوائر والمؤسسات والمراكز الحكومية لم أدفع ريالا واحدا رشوة لمن قدم الخدمة لي..بل إنني أقابل بالترحاب والبشاشة وكذا الحال بالنسبة لكل من أستمعت إليهم ولهم متابعات ومراجعات..لا توجد نقاط عسكرية تقوم بجباية الأموال من المواطنين بذرائع منها ما يتعلق بالأسلحة التي مع الأفراد أو بمشاكل السيارات التي يقودونها..وحتى القبائل التي عمل النظام المقبور على إثارة العداوات والفتن بينها، تمت تسوية خلافاتها بلقاءات بين القائمين على إدارة الأمور في صعده وأطراف الصراعات الوهمية صنيعة نظام الفساد..صعدة وبقدرة قادر تتحول من ساحة للحروب والدمار والثأرات ، الى ظاهرة فريدة من الإستقرار والانضباط والتفاعل الإيجابي بين أطراف مجتمعها، وهم جميعا يرنون لمسقبل أكثر إشراقا تراه على محياهم .
إن الأمن والإستقرار الذي تعيشه صعده اليوم لا يوجد في القصر الجمهوري الذي يقطنه عفاش الدم منذ ثلاثة عقود ونيف..لقد عمل هذا الصعلوك على مدى فترة حكمه التي أمتدت طويلا على تأسيس ودعم وتمويل كل رذيلة ونقيصة في ربوع البلاد..نشر الفساد والتخلف والجهل..وأثار الفتن وأوغر الصدور..شكل الجماعات الإرهابية وجعل منها ذريعة للإ ستعانة بالأعداء لمحاربة الوطن ومحاربة خصومه الوطنيين الأحرار..شرد شباب وأطفال اليمن في أصقاع العالم فمنهم من تاجر به ومنهم من غدر به. بنى من المال العام جيوشا عائلية سلم قيادتها لأولاده وأبناء اشقائه وأصهاره ومفسديه ومريديه لحمايته في يوم كهذا اليوم الذي أنقض فيه شعب اليمن ضده وأسرته وحكمه الجائر الفاسد الذي أوصل اليمن الى مرتبه وضيعه لا تليق بشعب عظيم ووطن هو مهد الحضارات.
إذا كان هذا هو حال صعده اليوم وهي مصدر قلقنا لما مرت به من مآسي..فإنني والله على يقين من أن الوطن كله من صعده الى المهره على موعد مع مستقبل مشرق ..وسيتمكن ابناء اليمن الذين ضحوا بدماء شبابهم ولا يزالون في الساحات لدفن هذا النظام ، سيتمكنون من إقامة دولة عظيمة يهابها القاصي والداني ويشعر مواطنوها بالفخر لإنتمائهم لهذه الأرض المعطاءة..بعد أن عاشوا 33 عاما مطأطئي الرؤوس أينما حطوا الرحال نتيجة ممارسات لنظام أسرة فاسدة باعت الوطن.. الأرض والإنسان بثمن بخس من أجل سلطة زائلة.
فعـــــــــــلا دمـــــــــــــــاء الشهــــــــــــــــداء.........مــــــــا تمشيـــــش هبــــــــــــــــــــاء
__________________
أقليم حضرموت
|