أخر مقال لي في موقع جنوبي : خطأ الجنوبيين أن تركوا الشباب وذهبوا تجاه التقديس .

[الصحّاف]

في الحقيقة سيكون هذا آخر مقال لي في المواقع الجنوبية وهي نهاية لابد منها .. ليس لأني تراجعت عن دعم الحراك الجنوبي بل هو دمي وروحي الذي استنشقه وهو أول حركة وطنية عربية أنشأت في ظروف صعبة استلهم منها العرب العبر والدروس بل كان يحدثني عنها كثير من العرب الذين نلتقي عبر الأثير في الحوارات خاصة الأصدقاء من المصريين ... إلا أنها مرت في حالة تراجع وذوبان حتى حجم العمل وبات في حالة الإرباك والعشوائية المنقطة النظير .. وبات فيها النفسية السيئة المناطقية واضحة وهي ترسبات نقلها لنا قيادات الجنوب السابقة حينما فتحنا لهم الباب بعد أن كنا عمل ثورة ثقافية لأبناء الجنوب في نسيان الماضي إلا أن فتح الباب على مصراعيه لقيادات الجنوب السابقة والتي كانت السبب الرئيس في قتل الجنوب له يدا في خلط الأوراق في الحراك حتى جعلته بدون معنى ولأعمل مؤسسي .. وأيضا التدافع وحب الذات هو كان الأساس في العمل .. بالإضافة إلى عدم وجود أجندة عمل صحيحة في الاعتصامات في الثبات في الساحات فقط لمجرد التظاهرات وتقديم التضحيات ومن ثم ننتظر المرحلة التي بعدها وهي ما أظهرت سوء التخطيط .. لعدم ترك المجال للعمل الصحيح .. وكان الأخطر في الأمر أن الجنوبيين تركوا العمل الصحيح والاتجاه نحوه ونحو الشباب وذهبوا لتقديس القيادات الجنوبية التاريخية والذهاب مع أمراضهم المزمنة ..


الآن المرحلة ومعطياتها تغيرت وبدأت الثورات العربية تغير الموازين وكان نتحجج بعدم خروج إخواننا الشماليين إلى الساحات وها هم تعلموا من غيرهم وثبتوا في الساحات حتى بدأ النظام يتهاوى وحقيقة للتاريخ كانوا عظما في عملهم ورافقوا المرحلة وتعلموا من الآخرين بكل دقة ... وكانوا نبراسا في لفت أنظار الإعلام والرأي العام العربي والعالمي .. حتى وصلوا إلى تحقيق الأهداف بطرق مدروسة ومخطط لها من قبل شباب الجامعات ومن التحق فيهم .. وهم خيرة شباب اليمن من المرافق العلمية والكوادر .. وكان لها وقعة قوية وخطط مدروسة وثبات منقطع النظير ...

الآن مع الأسف الجنوبيين أثبتوا تخليهم عن العمل الصحيح ودعم الشباب الذي كان نبراس الحراك الجنوبي ويستطيع أن يقدم الكثير كلا حسب قدراته وحجمه في العمل والمهام المناط به .. ما يحزن أن الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن فقد كثيرا من المصالح لم تكن بالنتيجة المرجوة منه نظرا لعملية " التقديس " التي هرول خلفها الكثير وتخلوا عن الشباب تماما .. في الدعم الصحيح وكانت قدسية علي سالم البيض والعطاس ومحمد علي أحمد ووالخ هي الأولية ولهذا فشلوا رغم أني ليس لدي خصومة مع هؤلاء وأحترمهم إلا أنهم كانوا عمالا سلبيا علينا لم يفهموا الشباب وتطلعاتهم ومطالبهم ولم يستطيعوا توفير لهم الأدنى من الدعم الحقيقي المعمول بها كما تم دعم ساحات الحرية في اليمن ... الآن أستودعكم الله أيها الجنوبية سأكتب للحراك الجنوبي لوحدي بنظرية جدية تتلائم مع المرحلة ومتطلباتها .. ليأخذ الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن فقد مصالحه حقه وهو أقل وفاء ً لهم ... اعتذار لكل من ضحى للجنوب وللقضية الجنوبية .. ونأسف على من لم يفهم الشباب والقضية الجنوبية بحجمها الصحيح وعزائي لآل لندن وأمريكا وجنوبي الخارج الذين كانوا عملا خطيرا وسلبيا على الحراك الجنوبي ..

الخطأ الاستراتيجي الآخر هو أن أولئك الذين يرتادون ألنت لم يدركوا أنها وسيلة تجمع لتدارس كيفية العمل الصحيح على أن يكون هناك عملا حقيقا كما تجمع أبناء مصر وتونس وغيرها في موقع الفيسبوك .. حتى الآن مازال أبناء الجنوب فاهمين أن السبب هو الفيسبوك ولم يدركوا أنه فقط كان وسيلة تجمع لعمل ثورتهم وليس لأن الفيسبوك هو سببا في الثورة ولكن كانت وسائلهم هو البحث عن مكان التجمع لعمل شئ لأج وطنهم وهذا مالم يفقهه أبناء الجنوب وذهبوا تجاه فتح المواقع وتمزيقنا رغم قلة التعداد السكاني للجنوب إلا أنهم ذهبوا لفتح مواقع حتى ظننت أن كل جنوبي سيملك موقعا دون عمل أو رؤية ماهي الأهداف من ألنت والوسائل المتاحة للعمل وهي فكرة تجمع ... الآن أبناء الجنوب في الفيسبوك لديهم مئات المجموعات وهنا سيظل الجنوبيين في أحلام المواقع والظهور الخلاق الغير مجدي .. بل عمدوا إلى فقدان من كان يستطيع عمل شئ العمل .. نهايكم عن النزاعات القاتلة وعدم تقديم المؤهلين للعمل والمحترفين الذين تعلموا وأهلوا أنفسهم لعمل شئ .. بل وتعاملوا مع بعضهم بغرور وإقصاء من كان سيقدم الكثير وهم الشباب وهذا الإقصاء عبر تقديس الماضي وقيادات الجنوب السابقة والمناطقية .

ملاحظة هي برنامج عمل للتاريخ عبر تساؤل فقط يرد عليه كل جنوبي : هل هنالك في الثورات التي نجحت في الوقت المعاصر "تونس -مصر ليبيا - اليمن .. أتوا بشخص وأحد يقدسوه أو يظهروا بطولاته وعمله على أنه الأبرز وهرولة خلف صناعة الذات والقداسة ليكون هبل ؟

وفق الله الجميع . واعتذاري لكل من أخطأت بحقه .