إلى الزميل الإنسان هشام با شراحيل ..لا عليك فكلنا مثلك بلا هوية وممنوعون من السفر

[@نسل الهلالي@]

الى كل احرار الجنوب كان الى كل مناضلي الجنوب لابد لهذا اليل الطويل بان ينجلي وتشرق شمس الحرية وتتحقق الأمال المنشودة الشفاء العاجل لكل احرار الجنوب تحية ثورية معطرة بدماء الشهداء للاستاذ القدير هشام باشراحيل وكل شعب الجنوب العظيم اسال الله العظيم لكم الشفاء والعافية.

إلى الزميل الإنسان هشام با شراحيل ..لا عليك فكلنا مثلك بلا هوية وممنوعون من السفر
15/07/2010
سماء الجزيرة-محمد علي محس--



هشام ..لا تحزن أخا تمام .. إني مثلك أيها الإنسان الرائع ممنوع من السفر ، هذا الوطن أيضا ممنوع من السفر ، فبرغم سقمه ووجعه المزمن هو مثلك ومثلي ممنوع من السفر وبلا هوية وبلا تأشيرة مغادرة . أدرك جليا كم هو فؤادك محطم ؟ كم هو بدنك متعب ؟ كم هو وجعك مضني ومهلك ؟ كم هم صحبك ومحبوك ؟ كم هو إيمانك وصبرك وكبريائك وكلمك وحزنك ؟؟
لا عليك أبا الباشا ، فلست وحدك من يعاني ألم الغربة والاغتراب في وطنه ! لست وحدك من يفتك به مرض السكر والقلب والضغط والروماتيزم والكبد وقلة الحيلة والقهر والمرارة والظلم ! لست وحدك أيها الشيخ الكهل من يكابد جور الإنسان والزمان وضيق المكان ، نحن مثلك غرباء أصابنا البلاء والسقم ، قتلنا الصمت والخوف ، ضاق الفضاء والثرى ، لا عليك يا صاحبي إذا ما حلت فوق رؤوسنا المصيبة أو سكن الهلع نفوسنا ، لا عليك إذا ما منعت من السفر أو حرمت من ابسط الحقوق الإنسانية ، فكل من حولك ممنوع ومسلوب وبلا هوية أو حياة كريمة .
الليل الحالك حتما له انبلاجه وصباح ، كذلك الظلم والظالم كلاهما لهما نهاية وآخر ، فالحكم القائم على الظلم لا يدوم أبدا ، لا تبتئس يا صاحب ، فربما فلحوا بوقف الصحيفة (الأيام ) الأكثر تميز ودهشة ، وقد يمنعوا عنك الدواء والهواء وحتى الشكوى والأنين ، ربما حالوا دون سفرك للعلاج ، ربما قتلوك بإهمالهم وصلفهم وحقارتهم ، في كل الأحوال لن يفلحوا في لجمك إلى الأبد ، لن يسكتوا كلمة الحق ، لن يقتلوا كبريائك وضميرك وحقك في الحياة مهما تعالى طغيانهم ، لن يكون فعلهم المشين سوى بشرى بزوال الظلم والبغي ، فكما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى :
وما من يد إلا يد الله فوقها ..ولا ظالم إلاَّ سيُبلى بأظلمِ