هذه الريحة المنتنة لعن الله من أيقظها ... مناف الهتاري

[مناف الهتاري]

هذه الريحة المنتنة لعن الله من أيقظها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي من أسمائه السلام القائل في خير الكلام : - (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يُصلح لكم أعمالُكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
والصلاة والسلام على خير الانام المبين للحلال والحرام القائل (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ...الحديث ))
امَّا بعد : - فإنني التمسُ بواعث الشرِّ تتحسس مواطن الخيرِّ وأخشى ان تستوطن فيها وتتمكن وتكون ثمارها فتنة تُصيبُ الظالم والمظلوم حينها لا ينفع معها ندم وكلا يُبعث بحسبِ عمله ..
وانه لمن المشاهد بالعين المجردة والمسموع بالأذن الحاضرة امور لا ينبغي التفصيل فيها او الخوض في معانيها ولا بيان اماكنها او اشخاصها الا بعد النصح والتذكير والتأمل والتفكير حينها لكل حدث حديث
وعليه فانَّ البعض يسعى لأيقاظ الفتن وزرع البغضاء في صدور الثوار من أحرار الجنوب....
في الوقت الذي نحتاج فيه الى ترشيد الخطاب الاعلامي الجامع , والتأليف بين جموع الثائرين , وتنقية الصفِّ من المندسين والمنافقين ...
وفي الوقت الذي نريد فيه ان نقول كلمة الصدق وان نتحرى الحقيقة وان ننبري للدفاع عن الحق واستعادته والتمكين للمستضعفين من أبناء شعبنا , يأتي أُناس لا يُريدون الا خدمة الاعداء , عن طريق الترويج لأخبار الهدف منها الفتنة بين اصحاب القضية الواحدة , وذلك بالترويج للعصبية المناطقية , والحزبية المقيتة , واختيار الفاظ التخوين والغلو فيها الى حدِّ ايهام القارئ او السامع او المتابع وتشجيعه الى درجة هدر الدم المعصوم واستباحة الانفس والاعراض والسبِّ والشتمِ للهيئات والاشخاص دون النظر فيما يجوز وما لا يجوز , لان من ينتمي للإسلام يلتزم بما جاء فيه من الاوامر والنواهي والآداب في كلِّ شأن من شؤن حياته ...
والا كيف سيكون القائد حصيفا ومؤتمن على من يقود , وقد تجرَّد من روح الاسلام الذي ينتمي اليه , بل كيف يسددُ برايه وهو غير متصل بالواحد الاحد , فالهدايةُ بيد الله (( وما توفيقي الا بالله )) , والنصرُ بيد الله (( وما النصر الا من عند الله )) , واسباب النصر بينة واضحة في المنهج الرباني الذي بين ايديينا ومن جانَبَها بفسادِ نيته او عمله او هما معا , فانَّ الله لا يصلحُ عمل المفسدين , مهما زين لهم الشيطان سوء اعمالهم فيرونها حسنة وذلك من تزيين الشيطان لصنيعهم الشنيع , كيف لا وقد اقسم في حضرة الربِّ سبحانه جلا في علاه (( ولأُزيننَّ لهم في الارضِ )) فقد زين الشيطان للكثير قُبحِ فِعالهم فبغوا فأهلكهم الله وجعلهم أثرا بعد عين , ولنعلم انَّ بلوغ الغايات الشريفة لا يتأتى الا بالوسيلة الصحيحة والنظيفة وليس برفعِ الرايات الجاهلية التي تفوح منها الروائحُ النتنة وتنمُّ عن خبث نفس صاحبها , فالذي ينصر الضعفاء والمساكين يبحث عمَّا يسعدهم ويعجل بإدخال السرور عليهم , وليس ببذر الحقد والكراهية في قلوبهم ولا بالمساهمة في تشتيتهم وتفريقهم , او الحرص على شراء ولاءاتهم بما يعود بالنفع على الواحد دون الجماعة فانه اذا تعارضت مصلحة الجماعة مع مصلحة الفرد , قُدِّمت مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد وهذا أصلٌ من اصولِ الاسلام ومبنى من مبانيه العظام , فلا ينبغي لمسلم ان يدعي له العصمة او الحق في حمل الحق دون سواه الا ببينة عليها من الله برهان , فالنجاة بالتحاكم الى الله ورسوله في الشؤن كلها (( فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يُحكّموك فيما شجرَ بينهم ثمَّ لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )).
والله اساله السداد في القول والعمل والسرِّ والعلانية
والحمد لله ربِّ العالمين
صادر عن / مناف الهتاري
بتاريخ8/5/2013م
الموافق 27/6/2013م