تراجيديا مقيتة.. في المعتقل..!

[معتزالعيسائي]

تراجيديا مقيتة.. في المعتقل..!

الزمان 13/ يناير/2009م، المكان/ ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان.. الحدث: مهرجان التصالح والتسامح الذكرى الثالثة..
بينما كنت في ساحة فرزة (الهاشمي) لأشارك في مهرجان التصالح والتسامح اقتادتني قوات الأمن عنوة إلى شرطة الشيخ عثمان، بأسلوب تعسفي وبقوة السلاح، وأنا لا أتجاوز الخامسة عشر من عمري، اقتادوني مع مجموعة من الأشخاص يقدرون بأكثر من ثلاثين شخص إلى مركز الشرطة، وتم وضعي مع البقية في الزنزانة، وقاموا بالتحقيق معنا ثم أعادونا مجدداً إلى السجن وطلبت منهم الاتصال بأهلي لتطمينهم إلا أنهم رفضوا ذلك وأودعوني السجن من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، ثم أخرجني مدير قسم الشرطة ووضعني في غرفة العسكر، بعد ذلك حضر الأخ / وفي العريمي، والأخ/ يحيى السقلدي، عضو المرصد اليمني لحقوق الإنسان لزيارتي، إلا أنهم منعوا من الدخول وتلقوا بعض الألفاظ النابية والإهانات التعسفية، وطالبوهم بالمغادرة على الفور، وبعد ذلك تم الإفراج عني بمعية رجل آخر يحمل الجنسية البريطانية، بعد مطالبات وتعهدات متكررة وملحة من قبل الأهل وبعض المواطنين الشرفاء في تمام الساعة الثانية من فجر اليوم الثاني، حينها.. خرجت وفي الواقع لم أكن قد استوعبت بأي ذنب دخلت؟؟
هنا.. أوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية أبث فيها زفرة حزن ممزوج بغضب وأقول.. إن كل ما تفعلونه بنا على الرغم من سلمية تظاهرنا ومطالباتنا لن ينقص من عزمنا ولن يقلل من معنوياتنا، وإنما يزيدنا حماسة وإيمان بالمبدأ الذي نسير من أجله وهو .. المواطنة العادلة..!
وأخيراً فإني أطالب باسمي ونيابة عن زملائي بالإفراج عن كل المعتقلين.. لأن ما قاموا به حق مشروع، أراد به بعض المندسين الباطل بافتعال الفوضى التي هي ليست من مبادئنا.. هدفنا واضح، ولسنا بحاجة لأن نسجن حتى نتعلم كيف نعبر عن قضيتنا.. فأبناء الجنوب أدركوا –عبر الزمن- كيف يعالجون اختلافاتهم الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية..!

معتز فضل علي العيسائي