عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-15, 12:31 PM   #1
حسين بن طاهر السعدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-31
المشاركات: 3,801
افتراضي كاتب شمالي يتهم الرئيس العطاس بتمزيق اليمن حتي يوصل لهدفه استعادة دولة الجنوب

عدن - صدى عدن - متابعات
نص المقالة بقلم : منير الماوري
أهم مؤتمر دولي تستضيفه حضرموت في تاريخها مؤتمر «اليمن .. وخيار الفيدرالية» المقرر أن تستضيفه مدينة المكلا في مارس المقبل قد لا يكون أهم مؤتمر دولي في تاريخ حضرموت فحسب وإنما في تاريخ اليمن قاطبة.
ورغم أنني قد شاركت بصفتي الصحفية في مئات المؤتمرات المتعلقة باليمن وغير المتعلقة باليمن، كما دعيت كمحلل سياسي إلى ندوات ومؤتمرات يصعب عليّ حصر عددها، بعضها حضرته على مضض، والبعض الآخر مجاملة لأصحاب الدعوة، لكن المؤتمر الوحيد الذي أتمنى حضوره والمشاركة في نقاشاته هو هذا المؤتمر. ولا أبالغ إن قلت إن مكان انعقاد المؤتمر، وطبيعته (الأكاديمية لا السياسية)، وبعده الدولي، كلها عوامل تمنحه ثقلا كبيرا وأهمية قصوى ربما تفوق أهمية مؤتمرات المانحين في الخارج ، أو مؤتمرات الحوار والشقاق الوطني في الداخل.
وعلى الصعيد الشخصي البحت فإن الفيدرالية موضوع ظل دوما مثار اهتمامي وقراءاتي، وحلماً أنشده لبلدي منذ أول أزمة سياسية عايشتها باليمن في 1993م من القرن الماضي, وهي الأزمة التي أسفرت عن إفشال تجربة الوحدة السلمية في العام الذي تلاه. ولكن منذ الهزيمة الشخصية التي هزتني نتيجة فشل وثيقة العهد والاتفاق وأنا أدعو الله ألا يلهم الرئيس علي عبدالله صالح لتطبيق الفيدرالية، ليس لأن الفيدرالية قد تجعل حكمه وحكم أولاده وأحفاده يستمر إلى أبد الآبدين، ولكن لإدراكي أن النظام سيفرغ الفيدرالية من مضمونها أو يعتصرها بطريقته المعتادة قبل أن يقدمها لنا قشرة خالية من اللب مثلما فعل بالوحدة والديمقراطية، وغيرهما.
لهذا تمنيت أن تبقى الفيدرالية بعيدة عن قبضة صالح وقفازاته لعل اليمن تتمكن بعد رحيله من تطبيق أي نموذج حقيقي من الفيدرالية بطريقة علمية مدروسة ومتدرجة تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة منها دون خضات غير محسوبة.
ولكن في الوقت الذي نجت فيه الفيدرالية بجلدها من صالح برعاية الله وحفظه فقد انبرى لها سياسي آخر أكثر خطورة من صالح هو المهندس حيدر العطاس الذي ينتمي ميلاداً لحضرموت حاضنة المؤتمر. وتكمن خطورة العطاس على الفيدرالية أنه يريدها من اقليمين كي يركب عليها لتحقيق مآرب أخرى قد تكون تمزيقنا «فدرة - فدرة» ، أو قطعة قطعة بالعربي الفصيح. الفدرة الأولى أو الهدف المعلن للعطاس هو بناء مؤسسات الإقليم الجنوبي لتكون الأساس لإعادة اعلان الدولة التي اندمجت في اطار الوحدة.
أما الفدرة الثانية وربما الهدف غير المعلن للعطاس فهو تمكين السلطان غالب عوض القعيطي من استعادة أمجاده في حضرموت لأن عجلة تفكيك الارتباط، إذا ما بدأت فلا شيء يمكن أن يوقفها من التمدد أفقيا وعموديا إلى أن يتم مد أنابيب بترول دول مجلس التعاون الخليجي إلى ما وراء مضيق هرمز وما وراء مضيق باب المندب . وليس هناك أفضل من حضرموت العضو السابع المحتمل في مجلس التعاون الخليجي. أما أبين والضالع والشعيب ويافع السفلى ويافع العليا وردفان وعدن، وغيرها من مناطق الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة فهي أبعد من أن تكون خليجية.

وعودة لموضوع المؤتمر الدولي «اليمن...وخيار الفيدرالية» فقد أحسن الأستاذ بدر باسلمة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالقرار الذي اتخذه هو وزملاؤه في اللجنة التحضيرية عقب التشاور مع جامعة عدن وهو اختيار موعد المؤتمر بعد تنصيب عبدربه منصور هادي رئيسا شرعيا وحيداً لليمن. فإذا ما وقع أي طارئ يحول دون تنصيب هادي فإن مؤتمر الفيدرالية لن يكون له أي معنى ولا ضرورة. أما إذا مضت الأمور كما ينبغي لها أن تمضي، فإن مؤتمر حضرموت سيكون الإيذان الأول ببدء عمل فكري منظم لدراسة الخيارات الأفضل للتعايش بين اليمنيين في جميع أنحاء الوطن الكبير.
لقد سمعت عن هذا المؤتمر لأول مرة العام الماضي، - قبل معرفة موعده النهائي- من البروفسور البريطاني روبرت شارب المحاضر في جامعة وزارة الدفاع الأميركية، وسألني محللون وأكاديميون آخرون متابعون للشأن اليمني عن مخاطر السفر إلى حضرموت للمشاركة فيه، فطمأنتهم بأنهم سيكونون هذا العام في حماية جنود القائد العسكري الفيدرالي محمد علي محسن، أما في العام القادم أو الذي يليه، فإن رجال الأمن المحليين في إقليم حضرموت أو أفراد شرطة المكلا التابعين لمجلس المدينة المنتخب وجميعهم من أبناء الإقليم سوف يتسلمون مهام الحماية، لأنهم أدرى بشعاب مدنهم ومديرياتهم من غيرهم في حين أن الجيش الخاضع للسلطات المركزية سوف يتفرغ للدفاع عن المواقع السيادية في البلاد ومن بينها حقول وأنابيب نفط حضرموت.
ووفقاً لما أتمنى أن ينص عليه أول دستور فيدرالي لليمن فإن ذلك الدستور سوف يحرم على قوات الجيش إقامة أية معسكرات داخل المدن أو إقامة أي نقاط عسكرية بين المدن، فما دام أن اليمني داخل وطنه فمن حقه أن يتنقل في بلده من أقصاها إلى أقصاها دون أن يستوقفه أحد أو يسأله عن وجهته كائناً من كان. أما من كان تحت شبهة من أي نوع فإن دوريات الشرطة المتحركة هي الجهة الوحيدة التي لديها الحق في استجوابه، وإذا استدعى الأمر إيقافه لمدة لا تتجاوز 24 ساعة ثم إطلاقه أو إحالته للقضاء إذا كان هناك تهمة واضحة.
مثل هذه القضايا وغيرها من المتوقع أن يبحثها المؤتمر بأسلوب أكاديمي مختلف عن الطرح الصحفي، ولكن المؤتمر لا يجب أن يتجاهل الصحافة، ولا يجب على الصحافة أن تتجاهل المؤتمر، فقد استغربت أن يأتيني خبر انعقاد المؤتمر من باحث أجنبي في وقت تتجاهل فيه المواقع الإخبارية اليمنية الإشارة لمثل هذا الحدث المرتقب، ذي الأهمية البالغة.
والأغرب من ذلك أن العالم يسلط أنظاره على أهم الجهود والأفكار التي قد تساعد على حل مشكلاتنا المستعصية في حين أننا منشغلون بتكفير بشرى المقطرى أو بالاستماتة في الدفاع عنها، وغارقون حتى الثمالة في متابعة قناة العالم وبرنامجها الوحيد أيهما أحق بالخلافة علي أم معاوية؟!
العالم يتطلع إلى حضرموت لرسم مستقبل اليمن الجديد، ويبدي خشيته من موت أكثر من ثلاثة ملايين يمني من نقص الماء والغذاء، ونحن ننتظر عودة الكهرباء لنتمكن من شحن أجهزة الهدرة، غير مهتمين لا بالفيدرالية ولا بــ«الفدرة».
ولهذا فإن الحديث عن الفيدرالية وعن مؤتمر الفيدرالية، وعن حضرموت لن ينتهي بهذا القدر ومازال له أكثر من بقية، وسيكون موضوع الغد في نفس السياق عن الوحدة القسرية التي عرفها الجنوب قبل 22 مايو 1990م.


حسين بن طاهر السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس