عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-05, 07:59 AM   #14
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

في رحاب عدن الشموخ



يونيو 05, 2014
في رحاب عدن الشموخ



العاب بنات


بقلم القيادي : قاسم صالح ناجي




في رحاب عدن الشموخ، وفي شارع مدرم البطولة (المعلا) كان الجنوبيين الأحرار مع ملحمة تاريخية ثورية جديدة، ملحمة أسطورية نادرة في تاريخ شعب الجنوب المعاصر ... أنها الملحمة ( 13) المليونية العظيمة ، الذي انتفض فيها شعبنا ليحيي الذكرى ( 20) لإعلان فك الارتباط، باحتفالاته ومهرجاناته ومسيراته الحاشدة الذي شهدها شارع الشهيد مدرم بالمعلا، وكأنها موجه تاريخية تعود لتجمع الجنوبيين بقلوب عامرة على قضية وهدف ومصير واحد ، كما اجتمعوا في مراحل تاريخية وكفاحية صعبة ومريرة من الاحتلال البريطاني.
نرى العشق الجنوني في عيون الشباب والأطفال والنساء والرجال، وهم يرسمون لوحه مضيئة يحيون فيها النبض الوطني الجنوبي ، وروح التصالح والتسامح، يحلمون بشموخ الجبال التي تعني العلو والصمود، لا الهزيمة والانكسار ... يحلمون بالغد الذي سيأتي حتما بالانتصار لجنوب جديد حر مستقل كامل السيادة .
فمع عشية وصبيحة 21مايو 2014م بدأت الاحتفائيه تتظفر بين مليونية الحشود النوعية التي تقاطرت من كل قرى ومدن ومحافظات الجنوب وأعالي جبالها ، التقى فيها قلب وجسد الجنوب الواحد.. وتعانقت فيها روح الهوية الجنوبية الواحدة، امتزجت فيها رائحة العرق الزكية المنبعثة من جباة أحرار الجنوب الجبارين وحرائرها الجبارات.. حشود من كفاءات ومهارات وثقافات إبداعية تلونت بمنابت المبدعين والمثقفين والأكاديميين ، والإعلاميين والسياسيين ورجال الدين والاساتذه والطلاب ، والأدباء والكتاب، والقضاة والمحاميين والدبلوماسيين والنقابيين والمهندسين والطيارين والعسكريين وكل فئات وشرائح المجتمع الجنوبي ، وتنوعت مشاركتهم بتنوع مشاربهم ليعلنوا في هذا اليوم المجيد عن ولادة جنوبية تلاحميه جديدة ، يفخر بها كل الجنوبيين، وتتمتع بها كل عين عابره تراها ... المشهد لم يكن سهلا ، رجالأ ونساء في منتهى الشيخوخة يصرون على الوصول الى شارع المليونية مهما بلغت معاناة السفر .. وهذا يأتي بكل اسرتة غير عابى بتصاريف الأقدار .. وهذاك يحمل طفله الرضيع على متن ظهره .. شارع المليونية يكتظ بالمشاركين تحت الشمس الحارقة .. ويغطي سماء الاحتفال إعلام دولة الجنوب ، وصور الشهداء واللافتات المعبرة ، باللغة العربية والانجليزية... بحماس زأرت حناجرهم وضجت إرجاء الشارع بالهتافات والشعارات الثورية الحماسية المطالبة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة ، كما عبرت بالرفض والمقاومة لمخرجات الحوار اليمني وكل المشاريع التي لا تلبي حق شعب الجنوب في استعادة هويته ودولته المستقلة ، وترنمت تلك الحناجر مع إشارة علامة النصر . بحب الوطن ومدى قدرة شعب الجنوب على الصمود والتضحية ومقاومته المحتل ...
فلا يمكن لأحد ان يدعي انه يكتب كل ما حدث، فكل ما يكتبه هو جزء مما عايشه وشاهده .. ومن في الحدث لايرى كل الصور .. ولكن يرى في حدود رؤيته وقدرة نظرة والتفاصيل كثيرة والمساحة لا تكفي..
لاشك ان هذا النضج الذي تفجر في هذه الاحتفائيه المليونية وهذه الانتفاضة العاصفة الموحدة، اثبت الجنوبيين فيها أنهم شعب جبار عصي على الكسر ، ولن تستطيع أي قوة في الأرض ان تحطم هذه العزيمة أو تثني المومنين بانتصار القضية عما عقدوا عزمهم علية .. شعب مقاوم يرد كل الأوهام التي راهنت على كسر إرادة شعب الجنوب في التحرير والاستقلال .. وكان الرد واضح على أكثر من محور :
_ان شعب الجنوب لاتزيدة عبث الاحتلال وتأمره الموجه ضده الأ عنفوان وعنادا واستبسالا وتلاحما.. فالجنوب ليس اسما شكليا أو كيانا وهميا ولكنه يعبر عن ارض وإنسان ودولة وهوية وثقافة وتاريخ.
_مطالبة المجتمعين الإقليمي والدولي وكل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام الوقوف الى جانب نضالات شعب الجنوب من اجل انتزاع استقلاله واستعادة دولته الجديدة المستقلة
_ ملحمة مليونية خلقت صور حية للوجود والهوية والانتماء.. صورا للمقاومة والتحدي .. أدخلت الجنوب مرحلة جديدة من التكامل والاندماج والتسامح وزودت الجنوبيين مزيدا من الأمل والصبر والقدرة على الثبات والصمود والمقاومة.
_أخذت جماهير شعب الجنوب زمام أمورها بنفسها ، ليس فقط بإطلاق ملجمتها المليونية هذه ، بل في كونها قوة موحدة في أهدافها وشعاراتها وترابط طموحاتها بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة.
_ أدرك شعب الجنوب جيدا ، ما ألت إلية الأمور من تداعيات ومخاطر جراء الخلل المتفاقم الذي يشوب مسيرة الثورة التحررية ، مما انطوى عليه من تدني في لغة الحوار وانتهاج سبل الأنانية والانفراد والقدح والمشاحنات العقيمة ، تلك لن يأبه لها شعبنا الذي تآلف وتحلى بصبر أيوب مع ماسي خلافات القيادات والزعامات دون يأس أو ضجر ويواصل اليوم اقتحامها دون تردد .. وقد تكون أخر مليونية نافعة لوحدة الصف القيادي فقط إذا عادت العقول لبى الرؤؤس ، وعاد البصر الى العيون ، وعادت البصيرة الى القلوب .. فكم هي المحبة للشعب ، والفداء للجنوب ، والوفاء للشهداء والجرحى والمعتقلين.. سنموت شهداء غير نادمين على شي ، وتتحول مرارة الاستشهاد الى شهد ورحيق للآجيال من بعدنا
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس