أما رأيتم حبيبي؟
[3mr=backgrounds/16.gif][poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="sienna" bkimage="" border="ridge,4,darkred" type=1 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
[AREA] وأسأل أحياء العواصمِ
ساحاتِ المدينةِ
شجرَ الحور قرب الفراتْ
وأسأل ريحَ الشمالِ .. هبوب الخماسين
ظلَّ الجبال البعيدةِ عند الغروبِ الكئيبِ :
أما رأيتم حبيبي ؟
شعاعٌ مريضٌ يطرّز عينيهْ
دموعُ الملائكِ بين يديهْ
وجع المرافئ حين تلوْح الوداعِ
في مقلتيهْ
وأشهى الكلام لديهِ
لمحة عينٍ تلخّص سرَّ الوجودِ
و سرُّ الوجود قليلٌ عليهْ
ألمْ تلحظوها براعم (( نوروزَ ))
وهي تصوغ الحقول ربيعاً
وتصطف – حين يمرُّ – زهور الطريق على جانبيهْ ؟
فطوبى لعينٍ رأتهُ
وطوبى لوشمِ المروءات في ساعديهْ
هل رأيت يا فجرُ عيني حبيبي حين يأتي المساء
وكيف تذوب الغوايات في شفتيهْ ؟
وكيف تغفو عرائس نورٍ
يهدهدها اشتياق النعاس على صدرهِ
وفي خافقيهْ
هل رأيتم – حداة القوافل – يوماً حبيبي
يسير وحيداً على الرملِ ؟
ينتقض الرمل ُ عشباً .. حدائقَ وردٍ
ينابيعَ ضوءٍ
تصلي وتركع فوق الرمالِ
على قدميهْ
هل رأيتم ؟
يغصُّ السؤال بصدري أنيناً
هل رأيتم حبيبي
يحضنُ الوطن الذبيح
يرفعه قاب قوسين من أبعد نجمٍ
يطببُ جرحا يخترق القلبَ والنبضَ
يمسح كل المواجع في مقلتيهْ ؟
ويمشي على البحر ينفلق البحر درباً له
لأن حبيبي : جميع النبيين والثائرين والعاشقين
والراكعين والساجدين
في أصغريهْ
إن رأيتمْ حبيبي فقولوا لهُ :
حلمتُ به عائداً مارداً مثل زمجرة الريحِ
يخطفني على مهره إلى حيث شاءَ
فلا لوم عليهْ
إن رأيتم حبيبي
فرشُّوا سلاميَ ورداً عليهْ. [/AREA][/poem][/3mr]
|