عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-24, 10:52 PM   #9
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\


المُثقّفُ النّقديُّ (لا الأيديولوجي).. أيُّ دورٍ وأيّةُ مهمّة؟!!.
نميزُ في وعينا لمسألة الثقافة والمثقفين، بين المثقف النّقدي (العضوي) والمثقف الأيديولوجي التأصيلي.. وتمييزنا بينهما لا يعني أن المثقف الأيديولوجي (المتأدلج) لا يرى ولا يسمع، أي لا يمارس فضيلة النقد، وإنما هو يستند لمرجعية ما (دينية أو وضعية) في فعله النقدي، تُحدِّدُ له معايير النقد وانتظاماته المعرفية، بما يعني أن نقده (الذي يأتي غالباً على شكل خطابات تبشيرية تحريضية تحشيدية) مرهون لمحور فكري أو سياسي، ومنضبط بقواعد (محوره ومرجعيته) وأسيجتها ومنغلقاتها وتوظيفاتها لأفكارها واعتقاداتها..
أما المثقف النقدي، فهو مثقف مرتبط ومتواشج أكثر بذاتيته وعقلانيته، منفتح على الآخر، ومفتوح على تيارات الفكر والسياسة حتى المخالفة له، ولا مرجعية له سوى العقل والعلم، ومبادئ الحقوق الإنسانية، وكل ما ينفع ويفيد وجود الإنسان في حياته السياسية والاجتماعية.. يعني هو يتحرك بلا انضباطات أيديولوجية، ويمارس فعله النقدي بلا أية قناعات (فكرية أو سياسية) صلبة مسبقة.. وهو بناءً على هذا، لا يجدنَّ حرجاً ولا مانعاً من لوم أو انتقاد أية فكرة أو سلوك أو شخصية مهما علا شأنها، وتسامت دوافعها، إن كان فيها، ما يعيق التنمية العقلية والحقوقية للفرد والجماعة الإنسانية..
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس