عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-07, 09:41 PM   #6
سبع الليل
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-18
المشاركات: 207
افتراضي

فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ
دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ


فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً
تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ


وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ
مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ


وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ
إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ


ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه
هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ


فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله
وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ


غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ
فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ


تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى
لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ


كأنَّ بَنِي الحدّي يومَ وَفاتِه
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ


يعزونَ عن ثاوٍ تُعزى بهِ العلى
ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ


وأنى لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى
إلى الموتِ حتى استشهدا هو والصبرُ!


فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ
ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!


فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها
وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ


وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى
بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ


عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني
رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ


رحمك الله يا مصنع الرجال والشجعان .. فنفسي ولسان حالي تردد البيت الذي جسدته بطولتك الخالدة


وإذا لم يكن من الموت بدٌّ
فمن العجز أن تموت جبانا

__________________
سبع الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس