[علي المفلحي]

أبناء الشهداء والقادة ممنوعين من النضال !!!



30 جمادى الأولى 1435هـ - 31 مارس 2014 م 01:00 عدد القرائات 165
أبناء الشهداء والقادة ممنوعين من النضال !!!

Share on emailShare on print



جورج دبليو بوش ابن بوش انتخب رئيس لأمريكا بموجب القوانين الديمقراطية والانتخابية بالذات ولم يقل أحدا لماذا !!! وفي أكبر دولة وقوة عالمية وتدعي الديمقراطية وغير ذلك من الحالات المماثلة في تأريخ العالم كله, وما مثال الديمقراطية الروسية الفريدة من نوعها إلا خير دليل على إمكانية إخضاع القوانين الانتخابية للصالح العام للبلد والتداول والتبادل في الرآسة لروسيا بين بوتين وميدفيديف وبالتناوب , بحيث استحال على أي مشرع قانوني عالمي أن يجد ثغرة واحدة في ذلك, أما في بلادنا الجنوب وفي حراكنا الثوري السلمي الجماهيري الديمقراطي نجد من يرفع شعارات بعد لا للحزبية أيضا لا للتوريث لأبناء الشهداء والقادة وانتخابهم في أي هيئة لأي مكون كان للحراك أو للشباب أو ما شابه, بغض النظر عن كفا آتهم وقدراتهم الشخصية التي تمكنهم من ذلك ولا النظر أنهم مواطنين جنوبيين يحق لهم ما يحق لغيرهم في المساهمة في العملية الثورية في الجنوب ولا في المجال السياسي ولا التنظيمي , لا لسب إلا لأنهم أولاد شهداء أو قادة سابقين في الجنوب ويتم محاربتهم , بل ومعاقبتهم لأن آبائهم كانوا مناضلين وسياسيين مرموقين فقط لا غير, وليس ذلك وحسب بل إنهم يحاربوا أكثر من غيرهم ولو كان ذلك في الحدود الدنيا!! حتى أحيانا يتعرضون لمحاولات التصفية الجسدية لذلك السبب أو الجرم والتهمة الغريبة والنادرة في الحياة السياسية في جنوبنا الحبيب مع الأسف.
والأسوأ من كل ذلك أن يتم التمييز في النظرة والحكم والتعامل مع البعض من هؤلاء الأبناء وفقا للأهواء والأمزجة والنوايا السيئة والأكثر تخلفا ومقتا _ المناطقية - الدميمة والجين فقط , بينما لا نجد التعامل حتى بنفس المستوى السيئ والنظرات والأحكام المسبقة الخاطئة تجاه الآخرين في الحالات المماثلة!
بينما نجد من يمارسون تلك السلوكيات الخاطئة في النظر والحكم تجاه هؤلاء الأبناء يبررون ذلك بمختلف الأعذار والمبررات الواهية والتهكمية فقط ليس إلا, وذالك حينما يقال أنهم يشوهون صور وتأريخ آبائهم , وهي كالكلمة الحق التي يراد بها باطل فقط لا غير, ذلك أنه من غير الممكن أن يكون الابن وراثيا يحمل معظم الصفات والمميزات الوراثية للأب وفي الكثير من السمات وليس كلها إطلاقا!! مع ان الكل يتمنى ذلك أن يحث ولكن ذلك لن يتم أبدا وطبق الأصل والصورة والطباع ......الخ
إن من يرفع تلك التهكمات والسخرية لرفض حق أبناء الشهداء والقادة الجنوبيون في ممارسة حقوقهم الطبيعية والمشروعة كمواطنين في النضال والعمل السياسي بوجه عام, نجدهم يغضون الطرف عمدا وقصدا عمن ذهب لممارسة العمل السياسي في غير مصلحة الجنوب وارتبط بالقوى النافذة في صنعاء ومناصرتهم العداء للجنوب وقضيته العادلة والمشروعة! فهذا من وجهة نظرهم أمر عادي جدا ولا يذكرونهم حتى ببنت شفه ! أو يشيرون لهم بأي تلميح مماثل. إنه الكيل بمكيالين وبتعمد وبتوظيف سياسي موجه ومشبع بأحقاد وضغائن سياسية وشخصية أيضا, بل إننا نجد أن من يحمل مثل تلك المواقف لم ولن يسلكونها ضد سياسة التوريث السائدة في المناصب السياسية من أعلاها حتى أدناها , سواء في دولة عفاش أو غيرها وهنا تكمن المشكلة والطامة الكبرى وتفاصيل ذلك يعرفها القاصي والداني!!! كيف لا والكل يعلم إن المناصب في هذه الدولة – ألا دولة - يا إما مؤبدة أو مورثة رغم كل الذي جرى من شعارات وإعلام مدوي بالثورة والتغيير لكل تلك السلوكيات القروسطية , الثيوقراطية العتيقة المقيتة والتي عفا عليها الزمن منذ القدم!! فهل نتعض ونتخلص من تلك الأفكار والسلوكيات المجسدة لها ونجنب جنوبنا الحبيب من مضارها ومساوئها , هي وغيرها من السلوكيات التي تثقل كاهل الجنوب وتعيق من مسيرته الثورية الرائعة وتضحياته الجسيمة طيلة السنوات المنصرمة أم أننا سنظل نعاني من مضاعفاتها وتأثيراتها السلبية إلا ما لا نهاية!!؟؟؟ وهذه الحالة ليست الوحيدة في الحياة السياسية في الجنوب , بل هي أبسط مثال على كل ما يعاني منه الجنوب من عيوب وأخطاء قاتلة الله أعلم متى سيتخلص منها الجنوب, نأمل ذلك قريبا, ولعل وعسى أن نفلح.
د.مفتاح علي أحمد
30/3/2014م