[وضاح الحالمي]

[center]بسم الله الرحمن الرحيم

نصائح إلى ثوار الجنوب الشباب والطلاب[/center]

الأخوة الأبطال شباب وطلاب الجنوب: كثيرا يتبادر إلى ذهنكم لماذا وافق البعض منكم على رفع شعار إسقاط النظام, وهذا الشعار ترفعه أحزاب اللقاء المشترك اليمني المعارض, بينما هذا الشعار لا يتناسب مع قضية شعب الجنوب, وثورته سلمية الحضارية الهادفة إلى تحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة؟؟ نقول أنكم محقون من حيث الشكل وليس من حيث المضمون, وعليكم أن تعوا أن هناك عوامل هامة ومفيدة تجعل بقية زملائكم يوافقون على تبني رفع هذا الشعار: ويمكن تلخيص هذه العوامل على النحو التالي:

1. رفعكم لهذا الشعار سيكون مرحلي يساعدكم على حشد كل القوى السياسية الجنوبية في نضالكم السلمي حتى التي مازالت غير مقتنعة باستعادة دولة الجنوب, وتساند فكرة إسقاط النظام الحاكم. وتريد الاستفادة من قضية شعب الجنوب لتحقيق أهدافها. وبالمقابل نحن علينا الاستفادة منها, فقد جندناها لخدمة قضيتنا.

2. أي نضال له أهداف تكتيكية وأهداف إستراتيجية, ورفعكم لشعار إسقاط النظام هو شعار تكتيكي لتحقيق هدف تكتيكي وهو إسقاط النظام لتحقيق هدف استراتيجي وهو استعادة دولة الجنوب, فمن الصعب تحقيق الهدف الاستراتيجي في ظل وجود النظام الحاكم الحالي.

3. إسقاط النظام الحالي هو إضعاف للطرف الأخر المتمسك باحتلال الجنوب باسم الوحدة, حاكم ومعارضة, فسقوط النظام سوف يخلق واقعا جديدا يستطيع فيه شعب الجنوب أن يحقق أهدافه بأقل تكلفه واقصر وقت .

4. رفع شعار إسقاط النظام يفقد النظام الحاكم الورقة الرابحة التي ظل بواسطتها يظهر نفسه كمدافع عن الوحدة ويمارس على الواقع الانفصال الحقيقي, ويصور نضال شعب الجنوب انه ضد الوحدة ومن أجل الانفصال. ولهذا كان يحضا بتعاطف شعبي وعربي ودولي. هذا التعاطف اليوم يخسره بصورة مروعة. فقد كان في الفترة الماضية يستخدم كل أشكال القتل والتنكيل بحق شعب الجنوب, ولا نجد الإدانات والاستنكارات لتلك الأعمال. أما اليوم فهو العكس لأن الحجة التي كان يتذرع بها انتفت.

5. رفع هذا الشعار يوجد انقسامات دخل أجهزة سلطات صنعاء. ولاسيما في الوحدات العسكرية والأمنية التي تواجه نضال شعب الجنوب. ويستخدمها النظام الحاكم أداة للقتل والتنكيل.

6. من الأخطاء التي اكتنفت نضال شعب الجنوب في المرحلة السابقة أن بعض العناصر المتطرفة وأغلبها موجودة في الخارج كانت ترفع شعارات لم يحن وقتها بعد, وهذا الحق أضرارا بنضال شعب الجنوب, واليوم تصر هذه العناصر على تطرفها مع أنها بعيدة عن ساحة النضال والتضحيات, ولا تقدم أي دعم لنضال شعبها.

7. رفع شعار إسقاط النظام الحاكم هو تحقيق مرحلة مهمة من نضال شعبنا, فهذا النظام أصبحت له أيادي قوية في الجنوب. بما فيها العناصر التي يتخذ منها كممثلة لشعب الجنوب في الحكم. وكذا العناصر الموجودة في أجهزة الدولة في محافظات الجنوب, هذه العناصر سوف تتحول إلى جانب شعبها أو على الأقل ستكون محايدة.

8. رفع هذا الشعار لا يعني التخلي عن قضية شعبكم, فيكون ردكم أن هذه القضية بعد إسقاط النظام وحده شعب الجنوب من سيقرر مصيره, وبأي شكل يرضاه لنفسه. ولن يفرض عليه احد ما لا يريده. كما حدث في تحقيق الوحدة.

9. هذا الوضع يضع على عتقكم كشباب وطلاب جهد استثنائي, وهو إثبات لا أحقيتكم في قيادة نضال شعبكم. حيث يتطلب منكم تنظيم أنفسكم عن طريق تنظيم شبكات اتصال وتنسيق فيما بينكم على مستوى المحافظات والمديريات والأحياء السكنية والقرى, بما يجعلكم المبادرون في الدعوة والمشاركة وتوجيه الفعاليات النضالية. بما يجعلكم متحكمون بالشارع وليس غيركم.

1.الابتعاد عن روح الأنانية وحب الذات وحب الظهور الإعلامي, والبحث عن الزعامات والمناصب القيادية الوهمية التي ستكون مصدرا للفشل, ولهذا ننصحكم بعدم تبني الاهتمام باختيار قيادات , وإنما تطلقون على أنفسكم الثوار الشباب, وكل ثائر هو قيادي, وتكتفون بشبكات الاتصال والتنسيق.

11. عدم الشك في ولاء أبناء الجنوب لقضية شعبهم بغض النظر عن أصولهم الجهوية وانتماءاتهم الحزبية ومكانتهم الاجتماعية وتوجهاتهم الفكرية, والقبول برأي بعضكم البعض حتى وان كان مخالفا لرأيكم. ونبذ روح التفرقة بكل صورها.

12. الأخذ برأي من هم أكبر منكم سنا وفكرا وتجربة , والتنسيق مع قيادات الحراك السلمي, وكل الأشكال النضالية الموجودة في الساحة الجنوبية بما يوجد تكامل نضالي على الساحة الجنوبية كاملة.

13. إسقاط النظام شعار تكتيكي, ومن المعيب أن تختلفوا عليه كثيرا, وعليكم التفكير للاستفادة منه للوصول إلى لهدف الاستراتيجي, باتخاذكم للتدابير الضرورية منذ الآن للسيطرة على الأوضاع في حالة سقوط النظام الحاكم, وذلك من خلال تشكيل اللجان الشعبية على مستوى المدن والأحياء السكنية والشوارع والقرى لحماية الممتلكات العامة والخاصة ومنع النهب والتدمير... الخ. واستقرار الأوضاع بما يساعد على إعلان دولتكم المستقلة.

14. الاستفادة من تجارب الثوار الشباب والطلاب العرب في كل من تونس ومصر وليبيا, هذه التجارب الناصعة.

صادر في العاصمة عدن بتاريخ 27 فبراير 2011م