عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-01, 09:41 AM   #18
الفجر الباسم
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-09-06
المشاركات: 28,580
افتراضي

عبدالفتاح اسماعيل : بتضحيات شعب الجنوب ودحر المُستعمر إستطعنا أن نسقط النظام السلاطيني الرجعي
السبت 01 ديسمبر-كانون الأول 2012 الساعة 04 صباحاً / الإشتراكي نت - متابعات خاصة -


* بقلم : عبد الفتاح إسماعيل
في تجربة حرب المدن في النضال الوطني اليمني منذ ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر العديد من الدروس الفنية, لم يكتب حولها وما كتب هو الشيء القليل .

في خصائص حرب المد ن بين تجربتي عد ن وصنعاء ،أو في خصائص الكفاح المسلح في شطري الاقليم نجد, ان الكفاح المسلح ،في شمال الوطن ارتبط بقضية الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر. وتجربة الحرب في مدينة صنعاء ارتبطت بالدفاع الشعبي المسلح عن صنعاء في وجه الغزو الذي شنه الوف من المرتزقة اليمنيين والملكيين ومرتزقة أوربيين استأجرتهم الرجعية من اجل تدريب و تنظيم قوات المرتزقة
.

بينما نجد ان تجربة الكفاح المسلح في الشطر الجنوبي من الاقليم ارتبطت بالنضال من اجل تحرير كل ركن من البلاد من سيطرة المستعمرين .لقد سرنا في طريق الكفاح المسلح من اجل التحرير الوطني أربع سنوات كاملة.

تميزت هذه السنوات بالتنامي المضطرد و التطور المستمر للكفاح المسلح. من أبرز ما يمكن ان نسجله في تجربة الكفاح المسلح, هو أننا بدأنا من لا شيء كانت حركة القوميين العرب تنظيماً سياسياً و لم يكن بعد قد عرف التدريب على السلاح, و ان كان الاطلاع على تجارب الكفاح المسلح في كوبا و الجزائر و الصين, حرب الأنصار لثورة أكتوبر الاشتراكية. قد اخذ يغزو عقول العديد من أعضاء الحركة قبل الانتفاضة المسلحة في ردفان اذكر إننا كنا نرتب بعض الرحلات الأسبوعية لبعض الأعضاء للمناطق الريفية, للتدريب على السلاح لكي يكونوا النواة للعمل الفدائي في عدن ولأول مرة اوجد لمس السلاح وانطلاق الرصاص روح المغامرة والحب لحمله لدى هذه العناصر مؤكدة استعدادها للمضي في المغامرة, دون حساب لحياتها فقد كان حبها للوطن وتحرره يشدها إلى البندقية .

بعد اتخاذ قرار الأخذ بالكفاح المسلح طريقا لنيل التحرير الوطني بعد الانتفاضة المسلحة في ردفان, كان علينا ان نتوسع في تدريب الكوادر العسكرية ونعدها إعداداً سليماً. وبسبب ظروف العمل السري كنا نختار اصلب العناصر و أكثرها نضجا في الوعي السياسي. ولها أيضا خبرة تنظيمية طويلة
.

وبعد ان استكملنا تجهيز العناصر الفدائية بدأنا نفكر في نقل العمل الفدائي إلى المدن. وبالذات المستعمرة عدن لم يكن الكفاح المسلح يشغلنا في الأرياف فقد كانت الظروف هناك ملائمة للسير فيه بحكم الطبيعة الجغرافية والجبلية مثل الضالع و مكيراس و يافع, و كان بالفعل قد قطع شوطا في إقلاق مضاجع المستعمرين الانجليز
.

كان تقديرنا انه إذا تم نقل العمل الفدائي إلى المستعمرة عدن فإن ذلك سوف يغير من ميزان قوى الثورة وكانت بريطانيا لا تكترث لخطورة الكفاح المسلح في الريف فهي مستعدة للمقاومة سنوات طالما انه لم يمتد إلى عدن
.

كانت عدن بمثابة عروسة في البحر الأحمر خلدت إلى السكينة و الهدوء ولا يريد (ملاكها)المستعمرين أن تتعرض لخدوش النضال الوطني التقليدي فما بالهم تتعرض لدوي المفرقعات و رصاص(الإرهابيين) الجانب الآخر أيضا أن السكان لم يتعودوا سماع الانفجارات في حياتهم
.

ومن ناحية أخرى لم يكن فدائيونا قد مروا بالتجربة بالملموس ونفذوا عمليات على أهداف مباشرة تابعه للعدو و لذلك فقد كانت البداية صعبه بالنسبة لهم. فقد كان الاعتقاد أن المخابرات البريطانية تراقبهم وأنهم سينكشفوا في الحال و كانوا في الواقع يحتاجون إلى الهزة الأولى قبل ان يتعودوا على ممارسة العمليات المباشرة مع العدو
.

هذا الإحساس يعود إلى الطبيعة الجغرافية لعدن فهي شبة جزيرة صغيرة وكعنق للزجاجة يسهل إغلاقها والسيطرة عليها بقوة محدودة في عدة دقائق أيضا يضاف إلى ذلك أن العناصر الفدائية لم تكن قد تدربت أو تعلمت شيئا عن حرب العصابات داخل المدن لكنها كانت تعرف عدن وشوارعها وأزقتها وجبالها
.
وبرغم الصعوبات إلا أننا كنا مهتمين بنقل الكفاح المسلح إلى عدن من اجل ذلك هيأنا كل شيء ووفرنا شروط تفجيره, وبرغم السياج العسكري البريطاني المضروب حول عدن, وبرغم نقاط التفتيش وعشرات الأميال من الأسلاك الشائكة. تمكنا من إدخال السلاح إلى عدن تارة مغامرة بالسيارات وتارة أخرى على الجمال التي كانت تنقل القصب والأعلاف والخضروات من المزارع إلى سوق عدن. وفي داخل المدينة كنا نقوم بصنع القنابل البلاستيكية من بعض المواد الكيماوية .

وأوائل 1964م بعد مرور بضعة أشهر من الثورة نقل العمل الفدائي إلى المستعمرة عدن, حيث قام الفدائيون بسلسلة من عمليات رمى القنابل على منازل الضباط الانجليز وأنديتهم. كما ضربوا بقنابل البازوكا, وتسببت هذه العمليات بقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود البريطانيين
.
وخلال هذه العمليات اكتسب الفدائيون دروساً كبيرة افادتهم في العمليات اللاحقة وأظهرت لهم نقاط الضعف في النظام العسكري البريطاني داخل المستعمرة لقد اكتشفنا ان عدن ليست عنق الزجاجة التي يمكن ان يسدها الانجليز في دقائق بعد سماع دوي انفجار .

حدث مرة أن كلفت مجموعة صغيرة من الفدائيين بضرب المطار العسكري ليلا في خور مكسر, وعندما أطلقوا قذيفة ضياء انطلاق القذيفة الظلام من حولهم وكانت السيارات المدنية وبعض المارة يسيرون على بعد منهم, واعتقدوا ان الناس قد رأوهم وعرفوا شخصياتهم ولم يستكملوا إطلاق بقية القذائف المتفق عليها, اكتشفنا أنهم نسوا قذيفة واحدة في مكان العملية.. وكلفوا بالعودة من جديد للإتيان بالقذيفة
.

وبالفعل ذهب اثنان من الفدائيين, وكان تصورهما أنهما سيقعان في يد الجنود الانجليز وعندما وصلا لم يجدا أحداً في مكان العملية و شرعا يبحثان مدة من الزمن عن القذيفة حتى وجداها
.

هذه العملية عززت من تصميم الفدائيين على مواصلة السير في العمليات العسكرية وأكدت لهم ان العدو الاستعماري ليس بالبعبع المخيف
.

بعد ذلك استمرت العمليات بجرأة وقوية, فقد نقل مجموعة من الفدائيين مع القذائف إلى التواهي, حيث القيادة العسكرية للشرق الأوسط، صعدوا تلا يشرف على الإذاعة الانجليزية واحتلوا التل و أطلقوا عليها قذائف البازوكا حيث أصابوها بأضرار وقتلوا عددا من الجنود الانجليز الذين كانوا يحرسون الإذاعة ثم اخذوا طريقهم في الجبال ليعودوا إلى المدينة مشيا
.

طبيعي كنا في بداية العمل الفدائي داخل المدينة عدن وبقية المدن الأخرى نلجأ إلى أساليب التمويه المختلفة, مثل لبس الأقنعة وتغيير لأرقام السيارات وانتحال شخصيات ضباط ورسميين بلباس رسمي, كنا مثلا نعد الأشخاص الذين سيقومون بالعملية ونعد السيارات بأرقام مزيفة ونحدد مكان اللقاء بعد تنفيذ العملية وننتهي بإخفاء كل شيء وإعادة السيارات بأرقامها الصحيحة ونسير بين الناس بطريقة عادية نجس نبض ردود الفعل لديهم حول العملية
.
واذكر انه بعد الضربة الأولى التي تعرضنا لها, عندما اعتقلت السلطات الاستعمارية بعض العناصر الفدائية العاملة, فكرنا بتوجيه ضربة لرجال المخابرات المحليين والانجليز على سواء, لأننا إذا تركناها دون رادع فسوف تقضي على مستقبل العمل الفدائي, ووجهنا في البداية العديد من الانذارات نحذر فيها رجال المخابرات المحليين من قضية متابعة الفدائيين ولكن يبدو أنهم لم يكترثوا و خططنا لاغتيال أبرز رجالاتهم. وكان المكان الذي سنقوم بالعملية فيه مكانا مزدحما بالناس ويقع وسط كريتر, حيث اعتاد العميل ارتياده .
وحسب الخطة وصلت السيارة برقم مزيف وعليها الفدائيون يضعون اللثام على وجوههم إلى مقربة وأفرغت الرشاشات على جسمه ودبت في الناس الفوضى والصياح وحب الاستطلاع لمطالعة صور الفدائيين ولكي يخفي الانسحاب فجرت قنبلة دخانية اضطر الناس بعدها للهروب والانبطاح على اعتقاد منهم انها قنبلة قاتلة .
بعد ذلك تتابعت عمليات اغتيال رجالات المخابرات الواحد تلو الآخر وطالت رشاشتنا صدور كبار ضباط المخابرات والمسئولين الانجليز مثل المستر بيري, وتشارلز رئيس المجلس التشريعي, وشيبرس
.

وللحقيقة ان سقوط العشرات من رجال المخابرات قضى على العقبات التي كان يمكن أن تحبط تطور العمل الفدائي وأعطى الإمكانية للسير قدما إلى الأمام
.

وحتى نهاية 1965م كان كل شيء تقريبا قد فلت من قبضة السلطات الاستعمارية, وعجزت عن توجيه ضربتها لقمع العمل الفدائي وساد لندن اضطراب حول معالجة الموقف في عدن وكان هناك رأي استعماري يقول بضرورة التشديد من الموقف في عدن تجاه الكفاح المسلح ووصل إلى حد أنهم قرروا تنفيذ حكم الإعدام ببعض المسجونين من قادة العمل الفدائي, وآخر يرى ان ذلك سيزيد من تأجج روح النضال الوطني للشعب
.
يمكن القول ان الكفاح المسلح في هذه الفترة تميز بظروف العمل السري وكان نجاح وثبات العمل الفدائي وتطوره الذي يمهد للانتقال إلى مرحلة المجابهة المباشرة لقوات الاحتلال, لكن الظروف التي نجمت عن قيام جبهة التحرير في بداية 1966م أعاقت فترة تحول العمل الفدائي مجابهة مباشرة مع العدو الاستعماري .
ابتداءً من أواخر سنة 1966م وسنة1967م تحول العمل الفدائي من ظروف العمل السري إلى ظروف المجابهة المباشرة, فقد تميزت العمليات العسكرية بالتحرك المكشوف, والتمركز على أسطح المنازل و خوض معارك الشوارع ضد الدوريات وقوات المشاة
.

كما تميزت أيضا باستخدام سلاح مدافع الهاون والبازوكا وبالمقابل نجد ان قوات الاحتلال انتقلت من مواقع الهجوم إلى مواقع الدفاع عن معسكراتها ومساكن عائلات الضباط في الأحياء الأوروبية مثل خور مكسر والمعلا والبريقة وكريتر
.

لكن حتى انتقال القوات البريطانية إلى مواقع الدفاع, لم يعرقل الثورة المسلحة بل أتاح لها الإمكانية ان تنتقل إلى طور جديد من العمل,هو طور الهجوم. بدلا من العمليات التي تقوم على الضرب و الاختفاء السريع بالرغم من الحراسة المشددة على الأحياء السكنية التي تقطنها عائلات الجنود والضباط وحواجز الاسمنت المشيدة في الأزقة ومداخل الشوارع خوفا من كمائن الفدائيين, فقد لجانا إلى استخدام مدافع الهاون و البازوكا من مسافات بعيدة ونجحت العديد من العمليات الأمر الذي اضطر الانجليز في الأخير إلى إجلاء جميع العائلات و ترحيلها, وفي عديد من العمليات استخدمنا الهاون الثقيل ضد المواقع العسكرية البريطانية في التواهي وخور مكسر
.

ففي إحدى العمليات هاجمنا المطار العسكري بقذائف الهاون الكثيفة, وأصبنا بعض الطائرات الرابضة فيه, وبعد الانتهاء من العملية عاد الفدائيون إلى مقر القيادة في طريق الانسحاب حتى دخلوا الشارع, وكانت إحدى الطائرات لا زالت تتابعهم و تطلق الرصاص وتنزل إلى علو منخفض من الشارع ,ومع ذلك تمكن الفدائيون من الاختفاء وإخفاء مدافع الهاون الثقيل, كانت هذه المعركة عنيفة جداً
.

وفي عملية أخرى استطعنا إدخال مدفع الهاون الثقيل إلى منطقية الروضة المعلا, وقصفنا من على تل صغير قيادة الشرق الأوسط بعديد من القذائف وانسحبنا بسلام. وبعد عدة دقائق كان مدخل التواهي قد طوق من قبل الجنود البريطانيين ولكن لم يتمكنوا من العثور على شيء
.

ومن اعنف المعارك العسكرية التي وقعت كانت المعركة المكشوفة والمباشرة في الشوارع بين فدائيينا والقوات الانجليزية خلال قدوم بعثة الأمم المتحدة لتقصي الوضع في المنطقة في ابريل 1967م فقد استمرت المعارك في الشوارع والأحياء طوال الأيام التي بقيت فيها اللجنة في عدن وبشكل متواصل, وكان سلاحنا في هذه المعارك السلاح الخفيف من الرشاشات والقنابل ومدافع البازوكا بينما استخدمت القوات البريطانية الطائرات والدبابات و قوات المشاة, لقد تحولت عدن بالفعل إلى ساحة معركة دموية بين الثوار والقوات الاستعمارية
.

تلك هي ابرز العمليات العسكرية في حياة الثورة وتجربة حرب المدن ويمكن القول ان هذه التجربة قد توجت باحتلال كريتر في 20 يونيو1967م لأكثر من أسبوعين الأمر الذي كان نقطة تحول في الكفاح المسلح وتعبئة الجماهير لإسقاط المناطق الواحدة تلو الأخرى من المستعمرين
.

بعد الهزيمة العسكرية التي تعرضت لها الجيوش العربية في حزيران 1967م وأدت إلى احتلال إسرائيل لكثير من الأراضي العربية, اعتقد الاستعمار انه في وضع يمكنه من توجيه الضربة النهائية للثورة خاصة وان ردود الفعل النفسية من الهزيمة لدى الجماهير الشعبية كانت قد تركت كل اثر سلبي قانط في النفوس
.

ولذلك فقد حاولت تصفية بعض العناصر المؤيدة للجبهة في الجيش والأمن من اجل الدفع بالصدام مع الفدائيين والقيام في 20 يونيو1967م الأمر الذي أدى إلى التضامن النضالي بين جنود الأمن والفدائيين والقيام بالانتفاضة المسلحة في مدينة كريتر, حيث تم الاستيلاء على مخازن السلاح وتوزيعه على الفدائيين وأنصار الجبهة وجرت العديد من الاشتباكات مع الجنود الانجليز في المدينة, حيث قتل العديد منهم, وهرب الآخرون إلى خارج المدينة ودمرت العديد من الآليات
.

وبعد أن تمت السيطرة الكاملة على المدينة تحملت الجبهة مسئولية إدارتها وتحصنت قواتها على قمم الجبال ومداخل المدينة, وبدأت المعارك تأخذ مجراها بين قواتنا والقوات الانجليزية التي كانت تتمركز في أماكن متفرقة من حي المعلا ومفارق طرقها
.

وطوال فترة إسقاط مدينة كريتر, استخدمت القوات البريطانية مختلف الأساليب العسكرية لاستعادتها ولجأت إلى محاصرتها لمنع أي تموين بالسلاح للفدائيين, ولكن حصارها فشل, واستمرت قواتنا تدافع عن المدينة طوال فترة سيطرتها عليها مؤكدة بذلك عزمها و تصميمها على تحقيق الاستقلال الوطني مهما كان الثمن
.

ولجأت بريطانيا في الأخير إلى استجلاب قوات الكومندوز الخاصة لاستعادة الدخول وقد كانت القوات البريطانية تضع العلم البريطاني في كل شارع تحتله, وطبيعي كانت قواتها تفوق قواتنا, ولم يكن في مخططنا الاستمرار في السيطرة على المدينة, لأننا حققنا النصر الذي كنا نريده
.


البيان الأول وقرارات القيادة العامة للجبهة القومية يوم الاستقلال
..

نص خطاب المناضل الشهيد عبد الفتاح إسماعيل الذي ألقاه يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م في مدينة الشعب باسم القيادة العامة لتنظيم الجبهة القومية
:

أيها المواطنون.. يا شعبنا العظيم
:

في هذه اللحظات الخالدة التي تعيشها جماهيرنا و شعبنا في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية نقدم لكم تحية الثورة نقدم لكم باسم الجبهة القومية قائدة وطليعة هذا الشعب تحية الثورة و نبارك لكم و نبارك لأنفسنا هذا اليوم السعيد
.

أن هذا الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا اليوم هو في الأساس كان انتصارا منذ البداية منذ أول طلقه نار أطلقت في جبال ردفان الثائرة و منذ أول قنبلة في عدن المستعمرة .. إن أول طلقة نار في ردفان و أول قنبلة فجرت في عدن كانت هي الأساس في صنع هذا الانتصار الذي ناضل شعبنا من أجله طوال 4 أعوام نضالاً باسلاً خالداً و جباراً و الجبهة القومية التنظيم الجماهيري و الطليعي لهذا الشعب منذ البداية كانت تشعر أن خروج قوات الاحتلال من بلادنا لا يمكن أن يكون إلا بواسطة العنف و بواسطة القوة و لهذا فقد أعطت جماهيرنا و أعطى شعبنا الكثير من التضحيات و الكثير من المسؤوليات التي تحملها’أعطى الكثير لكي يصل في الأخير فعلاً إلى أن يحرز هذا النصر و يفرض على الاستعمار البريطاني أن يجلو عن بلدنا و أرضنا
.
و لقد أعطت جماهيرنا المناضلة تضحيات كبيرة فعلى مستوى جيش التحرير في الجبال قدم التضحيات و قدم الشهداء و قدم المزيد من الدم ليصنع هذا النصر و على مستوى الفدائيين في عدن و المدن أيضاً قدم الفدائيون من شعبنا الكثير من التضحيات و عانى الكثير في المعتقلات لكي يصل إلى تحقيق هذا الانتصار و كذلك قدم العمال كقطاع ثوري و أساسي من هذا الشعب ,كما قدم الطلبة ,كما قدم المناضلون الثوريون ,كما قدمت المرأة كل هؤلاء فعلا بكل هذه القطاعات من جماهير شعبنا قامت بتضحيات و بعملها الطويل هذا الانتصار و الوصول إلى هذا اليوم العظيم و باعتمادنا على إرادة الشعب فقط و باعتمادنا على أن هذه الجماهير و أن هذا الشعب منظم ويعبأ في إطار الجبهة القومية و هذا الاعتماد على تنظيم الجبهة القومية استطعنا فعلاً أن نجابه كل أعداء الشعب و استطعنا أن نجابه كل عملائه و ركائزه و استطعنا فعلا بهذا الشعب و بتنظيماته أن نسقط النظام السلاطيني الرجعي في كل منطقة في طول المنطقة و عرضها من عدن إلى المهرة و أيضاً في نفس الوقت بالاعتماد على الجماهير بتحقيق الانتصار الكبير للوصول إلى هذا اليوم الخالد و في تحقيق النصر على المستعمر و كل ركائزه أيضاً استطعنا أن نحرر النصر بواسطة هذا الشعب و بواسطة تنظيم و طليعة الجبهة القومية في مفاوضات الاستقلال التي تمت بين الجبهة القومية و بين الوفد البريطاني في جنيف لقد قبلنا بمفاوضات الاستقلال مع الوفد البريطاني و نحن متسلحون بإرادة الجماهير و بإرادة شعبنا و على الرغم من أن الجو العربي لم يكن مهيأ لنا وعلى الرغم من ذلك كله استطعنا فعلاً بإرادة هذا الشعب و بطليعة الجبهة القومية أن نحرز الانتصار الكبير في مفاوضات جنيف لنطلع في النهاية باستقلال حقيقي يمثل إرادة هذا الشعب و حريته و كرامته .

أيها المواطنون
: لقد جابهتم و جابهت كل الجماهير المناضلة و جابهت كل قطاعات الشعب بتنظيم الجبهة القومية مرحلة شاقة وعويصة في مرحلة التحرر الوطني و في مرحلة النضال المسلح و نحن ندرك تماماً أن المرحلة القادمة ليست أقل خطورة من المرحلة السابقة أن المرحلة السابقة اعتمدت على تضحياتنا و على شهدائنا و على معتقلينا و لكن المرحلة القادمة هي أكثر صعوبة و أكثر مشقه من الماضي إن على الشعب و على الجماهير و على الجبهة القومية كطليعة لهذا الشعب أن تواجه المرحلة القادمة مرحله البناء و من خلال انشغالنا بالنضال الشاق الطويل لم نتمكن فعلا من أن نوجد لهذا التنظيم القومي المتماسك و أن نحافظ فعلاً على كل مقاييسه التنظيمية و الفكرية لأن مرحله النضال المسلح لنا فرصة كبيرة من وقت إلى آخر لنراجع موقفنا و لنؤكد من جديد و نتجاوز كل الثغرات بالنسبة لتنظيم الجبهة القومية .

لكن في المرحلة القادمة و هي المرحلة التي تحتاج منا فعلا إلى تنظيم جماهيري حقيقي يقود هذا الشعب في مرحلة البناء القادمة فإننا لابد أن نتوجه لبناء حزب طليعي عقائدي قادر فعلاً على مواجهة أعداء هذه المرحلة و قادر فعلا أن يقود الجماهير و أن يحقق لها غدها المشرق غدها المنتظر أن بلداً متخلف كبلدنا يحتاج منا بعد الاستقلال إلى جهود كبيرة وإلى نضالات شاقه فعلا لننقد شعبنا من هذا التخلف الذي تركه لنا الاستعمار بعد 129 سنة أن هذا التخلف وأن التركة الثقيلة تركها لنا الاستعمار البريطاني فعلا تحتاج منا إلى جهد كبير في كل المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية و لذلك فلابد فعلا من أن يعد هذا الشعب نفسه إعداداً كافياً ويتسلح بالوعي و يتسلح بالإيمان بقضيته ليستمر في طريق النضال
.

أن مرحلة جديدة من النضال الجماهيري تطل علينا ولابد من أن نواجهها بكل شجاعة وصمود و أن التخلف الذي فرضه المستعمر لابد من مجابهته فنحن بالنسبة للجانب الزراعي في بلد .. في بلد نامي لا يمتلك اي شيء من وسائل التصنيع الحديث و هذا بالتالي سيحتاج منا إلى برامج و خطة للإصلاح الزراعي حتى نستطيع أن نجابه هذا التخلف في هذا الميدان و أننا فعلا نعتمد على الفلاحين و على طاقاتهم الثورية في بناء ريف أفضل في بناء ريف سعيد على المستوى الاقتصادي و التجاري والصناعي لابد من خطط تنمية لمواجهة فعلا هذا التخلف في هذا المجال و لكي تستطيع الثورة فعلاً أن توجد خطة تنمية للمرحلة القادمة حتى تستطيع أن تحارب الفقر و تحارب الجهل وتحارب المرض و توجد جيلاً قوياً و تبني حضارة مدنية قويه لذلك فلابد فعلاً من أن يكون التنظيم الشعبي و الجماهيري في يقظة دائمة و في تسلح دائم لمواجهة المرحلة القادمة و لحراسة الثورة حتى يستطيع الشعب أن يسير نحو تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات و أيضاً لابد للجماهير و لابد لتنظيم الجبهة القومية مستقبلا أن تحمي ثورتها من خلال السلطة
.

إن سلطة الثورة بعد 129 سنة من الاستعمار فعلا هي أول سلطة حقيقية وطنيه خلقت وهي فعلا التي انبثقت من إرادة هذا الشعب و من أن يكون هناك حكماً وطنياً قادراً على مجابهة أعباء المرحلة القادمة لذلك فالجماهير و الشعب مطالب فعلا بحماية هذه السلطة حتى تستطيع الثورة متابعة سيرها نحو الانتصار .. و حتى يتحقق النصر النهائي لكل جماهيرنا و لكل قطاعات الشعب
.

أيها المواطنون
..
باسم الثورة و باسم الجبهة القومية نختتم هذه الكلمة بتلاوة القرارات التالية
:

قرار رقم (1): قررت القيادة العامة للجبهة القومية الممثلة الوحيدة للشعب و هي السلطة الفعلية ما يلي
:

1 - أن المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن و محمياتها الشرقية و الغربية و كل الجزر التابعة لها تعد منطقة واحدة و تسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية
.

2 - القيادة العامة للجبهة القومية هي السلطة التشريعية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية و ستمارس القيادة العامة هذه السلطة حتى يتم إعداد دستور مؤقت للجمهورية
.

3 - الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية
.

4 - علم الجمهورية يتكون من الألوان الأفقية التالية و ترتيبها أعلى الأحمر فالأبيض فالأسود و له ناحية مثلث لونه ازرق فاتح تتوسطه نجمه حمراء مخمسة
.

5 - نظام الحكم نظام رئاسي

.
قرار رقم ( 2
(
قرار بتعيين رئيس الجمهورية الآن و قد تم جلاء الاستعمار عن جميع أجزاء الوطن و بما أن الجبهة القومية هي الممثلة الوحيدة للشعب و السلطة الفعلية فقد قررت القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية بتاريخ 30 نوفمبر 1967م ,تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيسا لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين من تاريخ تعيينه، و بعد الإعلان بتشكيل الحكومة و حتى تشكل الحكومة تمنحه كافه الصلاحيات بتنفيذ القوانين و اللوائح السارية المفعول في كل أجزاء الجمهورية و إصدار أية مراسيم يراها ضرورية لمنفعة الجمهورية وأمنها
..

30 نوفمبر 1967م


القيادة العامة للجبهة القومية




أول حكومة لجنوب الوطن بعد الاستقلال

في مساء يوم الاستقلال أصدر قحطان محمد الشعبي المرسوم الجمهوري رقم /1/ و نصه كما يلي
:

أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية اصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية ما يلي
:

1) أعين التالية أسماؤهم وزراء في حكومة اليمن الجنوبية الشعبية
:

السيد/ سيف أحمد الضالعي وزيراً للخارجية
.

السيد/ علي سالم البيض وزيرا للدفاع
.

السيد/ محمد علي هيثم وزيرا للداخلية و وزيراً للصحة بالوكالة

.
السيد/ محمود عبد الله عشيش وزيراً للمالية

.
السيد/ عبد الفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة و الإرشاد و شؤون الوحدة اليمنية
.

السيد/ فيصل عبد اللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد و التجارة و التخطيط
.

السيد/عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل و الأوقاف
.

السيد/ فيصل بن شملان وزيراً للأشغال و المواصلات

.
السيد/ محمد عبد القادر بافقيه وزيراً للتربية و التعليم

.
السيد/ عبد الملك إسماعيل وزيراً للعمل و الشؤون الاجتماعية
.

السيد/ سعيد عمر عكبري وزيراً للإدارة المحلية و وزيراً للزراعة و الإصلاح الزراعي بالوكالة
.
الفجر الباسم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس