عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-19, 04:31 PM   #1
عبدالسلام بن عاطف جابر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-14
المشاركات: 896
افتراضي الشعب من يتحمل المسؤولية إذا ضاعت الفرصة (ما أشبه الليلة بالبارحة)

الشعب من يتحمل المسؤولية إذا ضاعت الفرصة (ما أشبه الليلة بالبارحة)

يقول الشاعر (دقات قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دقائق و ثوان) و الوضع القائم في اليمن هو وضع المتغيرات السريعة , و ليس طويل الأمد , و لن ينتظرنا حتى نصحوا من غفوتنا , و علينا الاستفادة من الوقت ليس كساعات و لكن كثواني . لقد استنفذ الأخوة صقور بروكسل من الوقت فيما لا ينفع تسعة أعشار الوقت المخصص لبروكسل التي يفترض أن تكون المدى الزمني لكامل العمل التحضيري للمؤتمر الوطني و بقي العشر و العشر كثير . و الأجدى من استنفاذ الوقت و الفرص فيما لا ينفع التركيز على ما ينفع , و هنا نضع سؤال استشرافي للوضع : - هل يخطط صقور بروكسل لإهدار الوقت و بعده فرض الأمر الواقع بقيادة مزاجية ؟؟؟؟؟
إن لكل مقامٍ مقال و لكل وقتٍ عملٌ , و متى استنفذنا الوقت في فروع الأمور لن يجدي نفعاً العمل على أصول الأمور في غير وقتها كالذي يقيم صلاة الفرض في غير وقتها و هو متعمد لذلك و قد نصحه الناس فأبى و أستكبر , و لا صلاة للعيد في غير أيام العيد . و كذلك القضية الجنوبية من غير المسموح لكائن من كان التلاعب بها و تأجيل العمل الحقيقي فيها إلى غير وقته , فالشعب ليس ملكاً لأحد و القضية ملك الشعب .


لقد أصبحنا في الثورة الجنوبية كالسفينة بلا ربان و سفينة بلا ربان تأخذها الرياح إلى هناك ثم تعيدها إلى هنا و المحصلة أننا نقف حيث نحن , ندور حول أنفسنا . و اختيار الربان الماهر هو من الأولويات التي لا يمكن تجاوزها إلى ما بعدها , فهل يعقل أن تركب طائرة قد سمعت أن الطيار قد اسقط عدة طائرات و إن كان أفضل الطيارين ؟؟؟ و هل تركب في سفينة , قد علمت أن ربانها أغرق عدة سفن ؟؟؟ و كذلك الوضع في الثورة الجنوبية , علينا مراجعة النفس في ربان السفينة و مساعديه , علينا مراجعة أنفسنا و لا نستحي من الاعتراف بالخطأ , لم تقلع أبداً طائرة تحمل 300 راكب بطيار ناجح و مميز و الطيار المساعد فاشل , فكيف إذا كان الطيار و الطيار المساعد و المهندس المرافق , كلهم مجربون بالفشل و الأخطاء القاتلة .

و من قصص العرب و كيف تختار القائد قصة مصعب بن الزبير رضي الله عنهما و كان والياً للعراق تقول القصة :سأل مصعب بن الزبير رضي الله عنهما : من يكفيني أمر الخوارج ؟
فقال الناس : ول عبيد الله بن أبي بكرة , و قال قوم : ول عمر بن عبيد الله بن معمر , و قال قوم : ليس لهم إلاَّ المهلب فأردده عليهم
و بلغ خبر الاستشارات الخوارج , فتباحثوا في الأمر .
فقال قطري بن الفجاءة : إن جاءكم عبيد الله بن أبي بكرة أتاكم سيدٌ سمح جوادٌ كريم مضيَّعٌ لعسكره
و إن جاءكم عمر بن عبيد الله أتاكم بطلٌ و فارسُ جاد , يقاتل لدينه و ملكه و من طباعه مالم أر مثلها لأحد , فقد شهدته في وقائع فما نودي في القوم لحربٍ إلاَّ كان أول فارسٍ يطلع حتى يشد قرنه فيضربه .
و إن رد المهلب فهو من قد عرفتموه , إن أخذتم بطرف ثوبٍ أخذ بطرفه الآخر , يمده إذا أرسلتموه و يرسله إذا مددتوه , لا يبدركم إلاَّ أن تبدؤوه , إلاَّ أن يرى فرصةً فينتهزها , فهو الليث المبر و الثعلب الرواغ , و البلاء المقيم .
انتهى النقل ,,,,,

و حقيقة ما أراه في القيادة الجنوبية في الخارج أننا قدمنا السيد المضيع لعسكره و قد خبرناه في ذلك , فهل نعيد النظر في أمرنا ؟و من باب الأنصاف لأنفسنا و لخصمنا فعلينا أن نعطي الرجال حقها , فالرئيس علي عبد الله صالح لو قارناه بقطري بن الفجاءة لأنصفناه و أنصفنا أنفسنا , و قد قال ابن عبدربه في العقد الفريد (ما استحيا شجاع قط أن يفر من عبد الله بن خازم وقطري بن الفجاءة ) .

و ليس من العيب الفرار من وجه قطري بن الفجاءة اليمني (علي عبدالله صالح) فقد روي المؤرخون أن عبد الرحمن بن الأشعث الكندي رضي الله عنهما من فرسان قحطان في زمانه أنه فر من وجهه و تقول القصة :

أن المهلب قال لعبد الرحمن بن الأشعث رضي الله عنهم : يا ابن أخي خندق على نفسك وعلى أصحابك فإني عالمٌ بأمر الخوارج و لا تغتر ...
فبعث إليه ابن الأشعث و كان فارساً مهاباً و أميراً مطاعاً في أهل اليمن : أنا أعلم بهم منك و هم أهون علي من ضرطة جمل ..
فبيَّته قطري و هجم عليه فقتل من أصحابه خمس مائة و فرَّ عبد الرحمن لا يلوي على أحد فقال فيه الشاعر : -
تركت ولداننا تدمى تحورهم ................. و جئت منهزماً يا ضرطة الجمل
انتهى النقل ,,,,,,,,


و عليه فالقضايا الجسام لا تتعامل معها الناس بالاستلطاف أو الاستئناس لفلان أو علاَّن و لا بسياسة خذ المعروض ولا تعارض , و ليس الوقت متاح إلى ما لانهاية (فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) , و أملنا في أخوتنا الذين أرتقوا الصفوف الأولى أن يتفهموا الوضع و يعلموا أن الوطن مقدم على القبيلة و على الفرد و على التاريخ الشخصي , و قد وضعت الشروط لمن يتقدم الصفوف , حتى في الصلاة فبرغم دعوة الناس على التسابق إلى الصف الأول و الحظ على ذلك القرب من الأمام , و لكن بشروطها و ليست مفتوحة للجميع . و أتمنى أن يأتي التغيير منهم لا من الشعب , و كما قلت في القصة التي أوردتها و أكرر لم يكن المهلب بن أبي صفرة أشجع و لا أكثر مهابةً و سيادة في القحطانية من عبد الرحمن بن الأشعث رضي الله عنهم جميعاً , ولكن لكل مقامٍ مقال و لكل ساحةٍ أبطال ورجال , فمتى يقدم الجنوب المهلَّب فقطري بن الفجاءة ليس له إلاَّ المهلَّب .


عبد السلام بن عاطف جابر
19 يوليو 2011
عبدالسلام بن عاطف جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس