تحيه لشعب مصر العظيم ( تحيه لشباب أرض الكنانه )
لم يكن أحد يتوقع ان شباب أرض الكنانه الابطال سيفجرون غضبهم يوم الجمعه المباركه بكل قوه وشجاعه واخلاص، او ان "مخاضات" اسبوع واحد من "الغضب" ستطوي صفحة (30) عاماً من الحكم ، او ان الهتافات التي كانت تنطلق في كل مناسبة "لتاييد" الرئيس ستتحول فجأة الى هتافات تطالبه بالرحيل ، او ان "المقربين" والمنتفعين منه سيحزمون حقابهم للهروب للخارج كما عملها طاغيه تونس المخلوع .
لكن ذلك كله ، واكثر حصل وهذه ربما المرة الاولى في تاريخنا العربي المعاصر التي يقف فيها الشعب الاعزل ضد الاستبداد والقهر والفقر فينتصر عليها في اقل من اسبوع اوشهر ، وتقف السلطة بكل ما تمتلكه من قوة عاجزة عن حماية نفسها امام ارادة الناس وتضحياتهم ، وفي ذلك اكثر من درس وعبرة ، من أهمها ان منطق الاستهتار بارادة الناس ومعاناتهم هو اقصر طريق الى التغيير ، وان صمت الناس وصبرهم لا يمكن ان يطول ، وان مقايضة الحرية بالخبز ووعود التنمية لا يحقق الاستقرار ، وان انسداد الابواب المشروعة سيدفع الناس للقفز من الشبابيك ، وان الاحتفاء بموت السياسة والاستبشار باستقالة الناس منها سيحيي لدى الشارع الرغبة في "استيلادها بأية طريقة ، وان وهم "المعجزات" وما تلقاه من اشادات خارجية غالبا ما يسقط امام حقائق "الواقع" الذي يحس به الناس ، وان تأخر قطار "الاصلاح" او تعطله هو الذي يدفع قطار "نفاد الصبر" الى الامام بسرعة جنونية ، وان الخوف لا ياتي من الاحزاب والمؤسسات التي تتعامل مع السياسة او تتعاطاها وفق اصول اللعبة ، وانما من "الشارع" الذي لا يمكن ضبطه او تحديد اتجاهاته او حتى التفاهم معه.
حتى الآن ، استجاب "القدر" لارادة الحياة في مصر الحبيبه ام الامه العربيه ، كما قال الشابي شاعرالأمه العربيه، وانتهت مخاضات اسبوع وغضب يوم واحد فقط الى ولادة "فجر" جديد ، لكن ماذا بعد؟ هذا أخطر ما يمكن التفكير به لكي لا تتكرر مجدداً "بروفة" الجنرالات والاحزاب الحاكمة التي تبدأ بوعود الحرية والرفاهية وتنتهي الى القمع والاسبتداد كما كان حصل لثورة تونس العظيمه عندما حاول البعض لسرقة نظال وتضحيات الشعب التونسي الحر.
وانما الرهان فقط على وعي الشعب المصري الذي انتصر "للحرية" ، وقدم للعالم صورة جديدة "للعربي" حين يدافع عن كرامته ، وهو رهان اعتقد انه سينتصر على منطق التشكيك والتخويف ، وعلى كل عصابات "القتل" الذي ارادت تشويه "انتفاضة".. ابناء الجنوب العربي(جنوب اليمن ) في الامس وابناءتونس ومصر اليوم او اختطافها الى زوايا مظلمة لا علاقة لها في هذه الثورات ومفجيرها الابطال ووطينتهم" الطيبة.
كما اريدمن ما تبقاء من حكام العرب الفاسدين وعلى راسهم الشاويش علي عبدالله الطايح الذي يمارس القوه المفرطه ضد ابناء الجنوب الاحرار الذي يطالبوا في نيل استقلاهم وسحب جميع القوات الشماليه من وطنهم المغتصب, ونقوله ان عقارب الساعه اقتربت من ريحاح التغيير في اليمن فعليه ربط الاحزمه وترتيب الحقائب لمغادره البلاد قبل فوات الاوان .
بقلم : البلعسي الحر