عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-03, 07:04 AM   #19
السفير الحميري
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 6,292
افتراضي

الباحث عبدالناصر المودع لـ"المصدر أونلاين": الساحات أدت مهمتها الأساسية والحسم سيكون عسكريا
المصدر أونلاين - خاص

اعتبر الباحث والمحلل السياسي عبدالناصر المودع ان ساحات التغيير والحرية في اليمن أدت مهمتها الأساسية حتى لو تم القضاء عليها، مضيفاً ان الأوضاع في اليمن دخلت الآن مرحلة جديدة.



وقال المودع في تصريحات لـ"المصدر أونلاين": الساحات أدت مهمتها الأساسية من حيث أنها زعزعت أسس النظام القائم ونضجت التغيير بحيث جعلته أمراً حتمياً، واستطاعت أن تنتج أو تجر قوى جاهزة لعملية التغيير أو الصراع من اجله، وبالتالي حتى لو تم القضاء على كل الساحات فإن النظام لم يعد قادراً على السيطرة.



وأضاف: الآن دخلت الأوضاع في اليمن مرحلة جديدة هي مرحلة "عسكرة الثورة"، وهذه المرحلة تعني أن الأدوات السابقة، بمعنى ميادين الاعتصام، لن يكون لها ذات الأهمية فهي أدت كثير من مهامها، والآن انتقل الأمر إلى من يقوم بالتغيير.



وطبقاً للمودع فإن الساحات لا تقوم بالتغيير وحدها، إذ هي تشعل الثورة لكن جهات أخرى هي من ستكمل العملية لا سيما في بلد كاليمن، وحتى في مصر ـ يضيف المودع ـ فإن الجيش وأمريكا هي من حسمت الأمر، وفي تونس ـ التي اعتبرها حالة فريدة نوعاً ما ـ كان للجيش دوره في الحسم والتعجيل بهروب بن علي الذي كان مفاجئاً وأقرب إلى "الصدفة"، حسب قوله.



ويتابع الباحث والكاتب المستقل قراءته للوضع قائلاً: في مصر وتونس هناك جيش محترف ـ إلى حد ما ـ ومستقل عضوياً عن الحاكم، أما في اليمن فهو جزء من الأسرة الحاكمة أو جزء رئيسي منه، وبالتالي فإن قوى مسلحة هي التي ستحسم، وأيضا الخارج.



وحول رؤيته لانتقال الثورة من فكرتها السلمية إلى العسكرة قال ان هناك مخاوف من أن هذه المرحلة ستجعل القرار بيد من يمتلك القوة والذي يمتلك القوة ـ حسب نظر البعض ـ ليسوا من هم من يريد بناء سياسي حديث كالقبائل والعسكر.



ويضيف: صحيح ان الثورة قامت من أجل قيام نظام حديث، لكن عملية التغيير فعلياً لن تتم إلا بهذه القوى، مشيراً إلى أن ثمة مبالغة في المخاوف تضخمها السلطة وإعلامها أكثر، وأحياناً تقع القوى الثورة في الفخ وتثير المخاوف عبر بعض التصرفات أو الكتابات.



ويرى المودع ان التغيير الآن ـ وكذلك الحكم فيما بعد ـ لا يمكن أن يحكم من قبل جهة واحدة والقوى التي تثير مخاوف البعض كالعسكر والقبائل أو الحوثيين أو أي حزب لا يمكنها أن تحكم منفردة.



ويتابع ان من مخاطر عسكرة الثورة عدم حدوث التغيير بالسرعة المطلوبة واستمرار النظام، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع بزيادة الانقسامات على أساس قبلي أو مناطقي أو غيره، وحسب رأيه فإن اليمن ستكون مقبلة إما على فوضى كأن تسيطر قوى صغيرة على جزء من الأرض وتحكمها بشكل استبدادي، أو أن يكون هناك نظام تشارك فيه كل القوى.



ووفقاً له فإن الحل الأمثل سيكون في حكومة تضم كل القوى، مؤكداً أن الآلية الوحيدة التي ستجعل كل القوى تشارك في السلطة بشكل أو بآخر هي الآلية الديمقراطية، وفي هذه الحالة يمكن الرد على من يقول بأن السعودية ودول الخليج لا تريد ديمقراطية وثورة حقيقية بالقول ان هذه الدول تدرك أن الأمن في اليمن لن يتحقق إلا بوجود حكومة تمثل كل أطراف الطيف السياسي والاجتماعي في اليمن وهذا يعني أنها ستقبل بآلية الديمقراطية كأمر واقع وضروري لتحقيق ذلك.



وأردف المودع لـ"المصدر أونلاين": الشيء الايجابي انه ليس هناك من طرف خارجي يرغب في الفوضى في اليمن وهذا سيحد من استمرار أي فوضى محتملة في اليمن.

وحول إمكانية تكرار السيناريو الليبي في اليمن، استبعد المودع ذلك، وقال: الحسم في اليمن يمكن أن يكون أسرع، فالشعب مسلح وقادر على أن يضعف السلطة المركزية بأسرع من ليبيا، خاصة ان الصراع المسلح الآن داخل العاصمة نفسها بمعنى أنه قريب من مصدر السلطة، فضلاً عن تركز قوة المعارضة في العاصمة وما حولها، لكنه قال ان ذلك أيضاً سيعتمد على تماسك معسكر الرئيس، وحجم الضغط الخارجي.



وبشأن الدور الخارجي لا سيما في هذه المرحلة قال ان العالم الخارجي كان يريد حسم الأمر عبر المبادرة الخليجية، وإذ أشار إلى أن هذا التدخل "ليس ترفاً وحباً في اليمن بقدر ما هو خوف على أمنهم المباشر"، توقع أن يكرر الخليجيون والولايات المتحدة تدخلهم لترتيب انتقال السلطة، لكنه قال ان المبادرة الخليجية لن تكون بصيغتها السابقة بل ستتعدل بحيث تتضمن "تنحي فوري" للرئيس وليس بعد شهر كما ورد في النسخة الأخيرة.



وفي حال فشل هذه الحالات يرى المودع اننا مقبلون على المزيد من الفوضى والمزيد من تفكك السلطة وإضعافها عن طريق الفعل العسكري وغير العسكري الذي سيؤدي الى تآكل السلطة أو القدرة على ممارستها، كما أن تدهور الأوضاع الاقتصادية سيؤدي إلى تفكك السلطة واضمحلالها، لكن ذلك قد يحمل مخاطر تفكك الدولة أيضاً.



ويختم الباحث عبدالناصر المودع تصريحاته بالقول ان هناك سوء تقدير من قبل الرئيس ونظامه وهذا ملاحظ منذ بداية الأزمة وحتى الآن، فالرئيس أشبه بمن يتحرك في الوحل وكلما طالت الفترة كلما انغمس أكثر فأكثر وصارت فكرة الخروج الآمن والمشرف تصعب عليه يوماً بعد آخر.



ويرى انه بعد اشتعال الحرب مع عائلة الأحمر يصعب في حال حدوث خسائر في الأسرة منحه الضمانات لأنه في هذه الحالة لم يعد بإمكان مجلس النواب أو غيره القيام بذلك وستصبح المسألة ثأر قبلي يصعب على الرئيس الفكاك منه.
السفير الحميري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس