عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-04-18, 04:32 AM   #6
لواء حنيشان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-24
المشاركات: 721
افتراضي

قراءة في اسرار الحرب وهزيمة الجنوب ...ما لذي تعرفه عن اليوم الأسود.. 27 أبريل ؟
17 جمادى الثانية 1435هـ - 17 ابريل 2014 م 09:00 عدد القرائات 388
قراءة في اسرار الحرب وهزيمة الجنوب ...ما لذي تعرفه عن اليوم الأسود.. 27 أبريل ؟

Share on email Share on print

( صدى عدن ) خاص :

كتب : عبدالله أحمد بن أحمد

بشكل مفاجأ ومن ميدان السبعين في 27إبريل 1994م أعلن علي عبدالله صالح حرب احتلال الجنوب الشاملة والظالمة وجاء اعلان الرئيس علي سالم عن اعلان دولة الجنوب في 21 مايو أي بعد 24 يوم من اعلان الحرب.

وبالنص قال صالح ((أنني من هنا أدعو أبناء شعبنا اليمني البواسل ومن كل محافظات الجمهورية أن يكونوا بالمرصاد لكل القوى المعادية للوحدة.. وللعناصر الانفصالية ... وان كل من يسعى إلى تخريب الوحدة اليمنية وشق الصف الوطني سيدفع الثمن غالياً وان كل مواطن في شعبنا سيتحول إلى قاضي ورئيس محكمة ومدع عام باسم الشعب اليمني لمحاكمة كل من يسيئ لهذا الوطن وهذه الأمة.

وواصل صالح :كما أن قواتنا المسلحة والأمن سيكونون درع الوطن ودرع أل 22من مايو.. وهم حماة الوحدة والديمقراطية.

ودعا صالح حينها جماهير شعب اليمني إلى تشكيل لجان في كل المحافظات ..وبعد ساعتين فقط من خطاب إعلان الحرب هذا للرئيس علي عبدالله صالح بدأت حرب احتلال الجنوب بحيث شنت القوات اليمنية الشمالية ضربة تدميريه للواء الثالث مدرع جنوبي .

وبعد الساعتين من الخطاب إعلان الحرب بدأت شن الهجمات ضد القوات المتمركزة في عمران في عمق الأراضي الشمالية وصادف ذلك وجود اللجنة العسكرية المكونة من جنوبيين وشماليين وأردنيين وعمانيين والملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي ونجوا بأعجوبة فيما أصيب العقيد/علي ناجي عضو اللجنة العسكرية من الطرف الجنوبي .

وتم الانفراد باللواء الجنوبي الضيف والوحيد في تلك المنطقة لتدميره ولم يحصل الدعم من الجنوب للبعد الجغرافي وعدم تصديق الجنوبيين بأن الحرب قد بدأت فترك يواجه مصيره لنفسه إلى أن تم تدميره.

كما زحفت عدد من الألوية منها لواء المجد القادم من باجل في الحديدة والألوية من الحرس الجمهوري والأمن المركزي و الألاف من القبائل التي طوقت و دمرت لواء باصهيب ميكانيك المتمركز في مدينة ذمار في الشمال في 4 مايو 1994م

و كذلك تدمير اللواء الأول مدفعية جنوبي المتمركز في مدينة يريم بعد أن سرقوا إبر المدافع و كذفي 27إبريل 1994م وبدأت حينها تصفية وحدات الشرطة وحراسات والمسئولين الجنوبيين في العاصمة صنعاء و اندلعت المعارك على طول و عرض الجنوب اشتركت فيها القوات البرية و الجوية و البحرية و الصواريخ و الأفغان العرب و المليشيات الحزبية و الألاف من القبائل و دارت معارك طاحنه و حربية دامت 67 يوماً .

وتمكنت القوات الشمالية في 7/7/1994م من احتلال الجنوب و عاصمته مدينة عدن و خروج القيادات الجنوبية إلى الخارج بعد أن أحدثوا تدمير بالمدن و القرى واستهدفوا الاقتصاد الوطني وألحقوا خسائر بشرية و مادية كبيرة ألحقت بالجنوب نظراً لهذا العدوان و الغزو الانتقامي الغاشم رغم قرارات مجلس الأمن الدولي 924و931 والموقف الأمريكي بأن تكون عدن خط أحمر والموقف الخليجي والعربي والعالمي وبيان "أبها "لدول مجلس التعاون الخليجي بعدم فرض الوحدة بالقوة فارضين على الجنوب و الجنوبيين وحدة قسرية لتتحول الوحدة السلمية و حولتها إلى احتلال مشين لم تعرف له البشرية مثيل .


مع العلم أنه كان بالإمكان الصمود لأشهر أخرى لولا حرص القيادة الجنوبية على حياة سكان عدن الذين قطعت عنهم المياه و الكهرباء و التموين من قبل نظام صنعاء المعتدي و الضرب العشوائي للمنازل من مختلف أنواع الأسلحة الأمر الذي كان سوف يعرضهم للإبادة الجماعية فاتخذ القرار بالانسحاب حفاظاً على عدن و سكانها كما أنه لو كان هناك اعتراف من دول إعلان دمشق في اجتماعها بمدينة دمشق بتاريخ 6/07/1994م لما تم الانسحاب و لو كانت جمهورية اليمن الديمقراطية المحتلة أراضيها الآن كانت واقع قائم على الأرض لأن الاعتراف كان سوف يؤدي إلى إعادة التنظيم للقوات و الإمكانيات و إلى التشبث بالأرض و طالما و هناك شيء اسمه الوطن و الهوية و السيادة موجود سيندفع الجميع للدفاع عنه.

أهم الاسباب الرئيسية للاستيلاء على الجنوب .

من أهم الأسباب الرئيسية للاستيلاء على الجنوب وبالذات عاصمته مدينة عدن هو عدم وجود قوات جنوبية نظامية بيد القيادة الجنوبية و وزير الدفاع كافية للمناورة بها للدفاع عن عدن وعدم وجود خطوط دفاعية للمدينة التي تتعرض للهجوم وفق المفهوم العسكري لخطوط الدفاع كما لم يتم إعداد المدينة لحرب المدن وخوض حرب الشوارع وكذا لحرب العصابات وكان الاستيلاء عليها سهل جداً .

ويعود ذلك لعدم وجود الوقت والإمكانية للقيادة الجنوبية لوجود قواتها و ألويتها الرئيسية في مناطق متفرقة في اليمن الشمالي تم القضاء عليها وتدمير فعاليتها القتاليةفي بداية الحرب وما تبقى من وحدات هي عبارة عن وحدات هيكلية خارج الجاهزية القتالية والفنية

ومن أسباب الانسحاب والدخول السهل للقوات الشمالية إلى عدن هو انتهاء الذخائر والأسلحة والعتاد العسكري وعدم تعويضها وضعف تموين القوات الجنوبية المدافعة عن الجنوب عامة وعن عدن خاصة

عوامل ساعدت على احتلال الجنوب.

هناك عدد كبير جداً من العوامل الذاتية والموضوعية كانت مساعدة للنظام في الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال الجنوب وارتكاب جرام حرب ضد الإنسانية وذلك لوجود نية وإرادة سياسية ورغبة قوية لديهم عملوا لها منذ سبعينات القرن الماضي بغرض الانتقام ومحو العار وإعادة الاعتبار وهذه الرغبة كانت تتحكم وتتركز في كل أعمالهم وحتى عواطفهم ودافع رئيسي لهم لإحراز نجاحات عندما سنحت لهم الفرصة لذلك ويمكن أن أوجز ذلك بالعوامل التالية:


العامل الأول

قرار داخلي بضرورة الانتقام ومحو العار والأخذ بالثأر وإعادة الاعتبار في المكان والزمان المناسب. وسخروا له كل ما لديهم مع إرادة وتصميم للقيام بذلك. واستغلوا الدين وسخروه للحرب بفتواهم وتهيئتهم المعنوية للمقاتلين حيث دار الدعاة المعسكرات الشمالية لتعبئة الجنود على قتال الجنوبيين وكذا استغلالهم لشعار الوحدة والشرعية.

العامل الثاني:

وضع خطة للحرب من قبل اعلان الوحدة في 22 مايو 1990م وتلاحظ من خلال تنفيذها أثناء الحرب فقد وضعوا تمركز وحداتهم في الجنوب في مواقع مهمة على مداخل عدن قطعت مداخلها في الحرب وشكلت النسق الأول لهم في الحرب

وبالعكس تمركزت الوحدات الجنوبية خارج صنعاء وبعيدة عنها وبعيدة عن بعضها حيث لا تشكل خطر على صنعاء وحيث يتسنى لهم الانفراد بها وحدة بعد أخرى لتدميرها دون أن تستطيع القيادة الجنوبية تقديم الدعم أو أن تستطيع الوحدات دعم بعضها بعض وكذا تطويقها بعدد كبير من القوات الشمالية وهذا ما حدث على الواقع في الحرب.

العامل الثالث:

إمداد قواتهم الموجودة في الجنوب وتكبيرها بشكل سري وتدريجي حيث وصل لواء العمالقة مثلاً المتمركز في أبين وهو أربع كتائب إلى 14 كتيبة معززة في الحرب وهكذا بقية وحداتهم الأخرى في الجنوب. كانت لديهم النية لشن الحرب وعملوا على بناء وحداتهم خلسة على هذا الأساس دون الالتزام بما تم الاتفاق عليه.

العامل الرابع:

بعض الوحدات والقادة الجنوبيين الذين وقفوا و وقفت معهم و وقوف بعض الدول ومنها العراق واشتراك قادة ومقاتلين غير يمنيين .

العامل الخامس:



وقوف الآلاف يقجرون بعشرين الف من الأفغان العرب والجهاد الإسلامي والمليشيات الإسلامية والتي كانت تدفع بهم في الخطوط الأمامية والأنساق الأولى للقتال إلى جانبهم وكانوا لا يهابوا الموت ويقاتلون بعقيدة وأنهم سوف يذهبون للجنة لأنهم يقاتلون الجنوبيين الملحدين الكفرة والمشركين حسب فتوى الديلمي .

العامل السادس:

الاستفادة من تفوقهم السكاني حيث كان مصدر أساسي لهم لتجنيد المقاتلين وآلاف القبائل للقتال وكذا في المساعدة في قوافل التموين لوحداتهم وقد استخدم النظام بشكل مكثف أبناء أباحت لهم كل شيء في الجنوب للسرقة والنهب .


العامل السابع:

عدم دعم الجنوب لوحداته العسكرية في الشمال بضربات الطيران والصواريخ وضرب تحشد اتهم ساعدهم على الانفراد بها وحده بعد الأخرى حتى وصلوا إلى الجنوب أعطى لهم تفوق معنوي وأثر ذلك معنوياً على قوات الجنوب.

العامل الثامن:

تأخر الجنوب في إعلان الدولة المستقلة إلا بعد 21 يوماً من الحرب وبعد أن وصلت القوات الشمالية إلى عمق الجنوب ولو كان تم الإعلان بشكل مبكر لرفعة حالة الجنوبيين المعنوية وتوحد وللقتال ضد الغزاة المعتدين من أجل وطن ودولة وهوية و لاعترفت العديد من دول العالم فالتأخر بالإعلان كان عامل مساعد لهم.

العامل التاسع:

دور الأخضر الإبراهيمي السلبي فرغم قرارات مجلس الأمن الدولي إلا أنه يتحمل الذنب الكبير في حرب احتلال الجنوب كونه لم يسرع للتحرك لوقفها ولكن كان تحركه بطيء بل وبطيء جداً مما اكسب القوات الشمالية للوقت لحسم الموقف على الأرض بحكم تفوقها العددي وهذا ما حدث وأعتقد أن دور سلبي قد لعبه الإبراهيمي لصالح الشمال مخالفاً لمهمته المكلف بها من قبل الأمم المتحدة.



اسباب خسارة الجنوب الحرب:


العامل الأول

هو عدم تصديق الجنوبيين وبالذات القيادة أن الحرب قد بدأت من عمران 27 أبريل 1994م للاستعداد لخوضها وكان ما يقوموا به هو عبارة عن ردود أفعال ومتابع لأفعال العدو وعدم وجود وحدات عسكرية نظامية للمناورة بها في الجبهات لدعم المناطق الضعيفة وتغطية المناطق التي يقوم بقصفها وتطهيرها الطيران كون الوحدات الجنوبية الأساسية كانت متمركزة بالشمال.


العامل الثاني:

كان بالإمكان تقديم الدعم الجوي والصاروخي للواء الثالث مدرع في عمران لضرب الوحدات المحيطة به والوحدات وهي في المسير لدعم قواتهم وضرب تجمعاتهم الرئيسية هذا كان سوف يساعد على رفع معنوية كل الوحدات العسكرية الجنوبية الموجودة في الشمال

وكان بالإمكان سحب من تبقى من لواء الثالث ولو الأعداد البشرية وكان بالإمكان ضرب لواء المجد الذي تحرك من بأجل في الحديدة باتجاه ذمار يوم 27 أبريل 1994م بواسطة الطيران وهو بالمسير في الطريق وكذا بقية الوحدات وعدم السماح لها بتطويق لواء باصهيب ميكانيكي في ذمار ولواء المدفعية في ير يم .

وكان بالإمكان أن يتم من تاريخ 27/ 04/ 1994م سحب الألوية الجنوبية مع معداتها وبالذات لواء باصهيب ميكانيكي ولواء الأول مدفعية من ذمار ويريم إلى الحدود الدولية وسحب اللواء الخامس مظلات ولواء 14 حتى بشرياً دون تركها حتى يتم القضاء على اللواء الثالث وبعدها التحرك للقضاء عليها وحده بعد الأخرى هذا من أهم الأخطاء الاستراتيجية ومن العوامل الذي ساعدت بالهزيمة للجنوب والنصر لهم ولو سحبت تلك الوحدات لسيطرة على الضالع والعند ولو تم المناورة بها في جبهات القتال الأخرى ولو ما سقطة عدن أطلاقا.


العامل الثالث:


فرضت الحرب على الجنوب قبل أن تتهيأ القيادة الجنوبية لها ولم يكون لها الوقت الكافي للإعداد للحرب وإعادة تجميع وبناء وتسليح وتدريب قواتها وأن ما اتخذ من إجراءات منها التموين لشراء بعض الأسلحة والعتاد من الخارج لم يصل إلا بعد الحرب وما وصل البعض إلى مطار الريان إلا في الأيام الأخيرة للحرب لم يستفيد منها الجنوب بل استفاد منها الشمال بعد احتلال الأرض .

وصول دبابات-ت- 62 ومدفعية ذاتية الحركة إلى عدن الدفعة الأولى دون وجود ذخائر كافية لها ولا أطقم بشرية متدربة تستطيع استخدامها كما أن مدافع الدبابات ( جهاز السبليزاترالمثبت للمدفع)لم يكن جاهز للقتال ووصلة البعض منها إلى بير ناصر ولكن لم تشترك بالقتال لهذا السبب وخاصة اثناء الحركة وكذا لم يكون لدى القيادة الجنوبية مدربين يجيدون قيادة أطقم الدبابات الذي بمكانهم استخدامها ولم يكن هناك الوقت الكافي للتدريب فتركة دون الاستفادة منها وكما اعتقد أنها وصلة إلى عدن في الأسبوع الأول من شهر يوليو وهو الأسبوع الأخير في الحرب أي قبل احتلال عدن بأسبوع واحد فقط..

العامل الرابع:

عدم وجود قيادات متكاملة للأركان والمحاور والجبهات الأمامية والمؤخرة بما فيها التعبئة والتموين والأركان وذلك لعدم استكمال التشكيل و وجود الوقت والكادر وعدم وجود هيئات متكاملة للقيادة في المناطق والمحاور في الجبهة والمؤخرة وأدى إلى أن يقاد القتال بجتهادات غالباً فردية لبعض القادة الأبطال والميامين وفي مقدمتهم وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر و من أمثال الفقيد البطل العقيد / عبدالله شليل والشهيد البطل الوزير أبوبكر بن حسينون والعقيد البطل الشهيد / البكري والعقيد البطل الشهيد / سالم درعه والشهيد البطل أحمد طاهر والشهيد البطل العقيد / حسين الطفي وعدد من القادة الأبطال الأحياء الذين لا أستطيع ذكرهم حفاظاً على حياتهم في جميع الجبهات في الخطوط الأمامية والمؤخرة في وحدات المشاة والمدفعية والصواريخ والبحرية واخص بالذكر نسور الجو الميامين الذين كان لهم الدور الكبير في المعركة و لا يسعني ألا أن أقف إجلالاً وإكباراً لبطولاتهم الرائعة الذين استطاعوا بهواتفهم الجوالة قيادة المعارك ل67 يوماً وهذا ما كان ممكن حيث لم يكن هناك وجود للأعمال القتالية النظامية المتعارف عليها عسكرياً لعدم وجود وحدات نظامية متكاملة من أصله وما توفر هوا شبيه بمجاميع نظامية وغير نظامية لا تتقيد بشروط القتال وهذا هوا العامل القاتل الذي ساعد كثيرا على تقدم القوات الشمالية التي كانت تقاتل بمفهوم القتال الحديث لامتلاكها وحدات قتالية متكاملة.

العامل الخامس:

أهم ضعف الجانب الجنوبي كان التموين أثناء الحرب رغم وجود ضباط ذو مؤهلات وخبرات كبيرة في مجال التموين واستطاعوا لعب دور كبير وقدموا ما استطاعوا تقديمه إلا أن عدم وجود جهاز متكامل للتموين ساعد على نقص حاد في تموين الوحدات والمقاتلين بمتطلباتهم من الأغذية والعتاد مما شكل إرباكاً كبيراً في استقرار المقاتلين في مواقع القتال.

العامل السادس:

موقف بعض القادة السياسيين والعسكريين الجنوبيين حيث لعبوا دور سلبي تجاه الجنوب وإيجابي تجاه النظام الشمالي.


العامل السابع:

عدم القدرة على تقديم الدعم للوحدات على الأرض لعدم وجود وحدات نظامية للمناورة بها وقد كان سلاح الطيران السلاح الفاعل بالمعركة فكان يصفي ويقصف بعض المناطق ولكن لا تجد الوحدات العسكرية على الأرض الذي بالإمكان السيطرة على تلك الأرض مما يعاود العدو على احتلاله لتلك الأراضي مرة أخرى لامتلاكه كثافة بشرية.

العامل الثامن:

عدم الانتقال للهجوم لأسباب عدم وجود القوات والوحدات العسكرية الكافية وبالذات القوات البرية باستثناء ضربات الصواريخ والطيران والبحرية وكذلك عدم إعداد السكان للحرب وضعف التعداد السكاني وما لعبه بعض القادة السياسيين من دور سلبي في تحييد بعض المناطق بعدم زجها بالحرب وعدم تسليح المواطنين الذين تجمعوا مثل التجمع الكبير لهم في الحبيلين والضالع وبقاء الأسلحة بالمستودعات حتى أخذتها القوات الشمالية بعد احتلالها لتلك المناطق ولو وزعت على المواطنين لتغير الموقف.

العامل التاسع:



التأخر بإعلان الدولة في الجنوب وخروج القيادات السياسية من عدن إلى خارج البلاد ومناطق أخرى أفقدت البلاد وجود قيادة سياسية متماسكة واحدة ترفع من معنوية المقاتلين والسكان على حد سواء وتقود وتوجه المعركة الدفاعية للبلاد وتشارك في جبهات القتال باستثناء القلة منهم.


العامل العاشر:

لم يواجه الجنوب الحرب موحداً بل دخلها منقسماً بسبب الأحداث التاريخية الذي شهدها في تاريخه الأمر الذي أداء إلى أن يخسر الجنوبيين الحرب ولكن لم يخسرون المعركة فهي لإزالة مستمرة ولو كان هناك مصالحة جنوبية - جنوبية شاملة لكل الأحداث الذي شهدها الجنوب وتوحد الصف الجنوبي ودخل الجنوب الحرب موحداً لما استطاعوا الغزاة اليمنيين الشماليين تخطي نقيل يسلح في أطراف صنعاء وقد كان هذا العامل هو الحاسم والقاتل في خسارة الجنوبيين للحرب .

تحليل على هامش الحديث عن الحرب بين الجنوب والشمال

الوحدة الذي عمدوها بالدم ويتكلمون عنها قد ساروا إليها من أجل يوصلوا باسمها لشن الحرب على الجنوب للانتقام منه من حربي 72 و 79 م وهذا ما تم بالفعل لقد استخدموا اسم الوحدة والشرعية والوطن الواحد كعوامل ساعدتهم لشن الحرب الانتقامية الشاملة على الجنوب واحتلاله وهذه هي الحقيقة يجب أن يستوعبها العالم محلياً وعربياً ودولياً وكان لهم ما أرادوا وكذا كان لهم ما لم يتوقعوه ويتمنوه أن دمروا الجنوب ودولته وقواته المسلحة وأصبح الجنوب والجنوبيين غنيمة من غنائم الحرب لهم وقابع تحت احتلالهم المشين وحققوا بذلك الانتقام ومحو العار وأعادوا الاعتبار بإهانة وإذلال الجنوبيين واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم وتاريخهم.

وحدة انتقامية .

إن إعلان المرحلة الانتقالية للوحدة السلمية قد انتهت بالحرب وماهو موجود هو احتلال استعماري للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية وهذا ما يؤكده قادة نظام الاحتلال اليمني في أن ما يطلقون عليه بما يسمى بالوحدة قد عمدت بالدم في حرب 1994م حيث يقول رئيس نظام الاحتلال علي عبدالله صالح في خطابه أمام القاعدة الجوية بصنعاء7 يوليو 1994 (( ان الوحدة اليوم قد ترسخت وتعمقت بعد أن تعمدت بالدماء وتمكنت قواتنا المسلحة من أن تنجز مهامها بنجاح والتصدي للمتمردين ودحرهم من الوطن وإجبارهم على الاستسلام وإنهاء تمردهم )) وفي كلمته أمام مقاتلي قوات العمالقة2. أغسطس 1994م قال علي عبدالله صالح (( الذي يتحدث باسم المحافظات الجنوبية والشرقية واهم.. الشعب موجود في أبين والشعب موجود في حضرموت والشعب موجود في المهرة والشعب موجود في لحج وفي عدن.. هؤلاء عبارة عن شرذمة اغتروا بالمال وبالأموال أغدقوها عليهم ليعلنوا الانفصال والتشطير.. ألا يعرفون أن هؤلاء لا يستطيعون أن يقنعوا حتى أسرهم في مساكنهم.. ما بالك أن يقنعوا محافظات بحالها داخل المحافظات الجنوبية والشرقية لا يستطيعون أن يقنعوا حتى أسرهم مثل البيض المعتوه وحيدر العطاس العميل..


انتم المقاتلون، يا من رفعتم شعار الوحدة أو الموت هذا هو المشروع الحضاري وليس المشروع الخياني.... فهنيئا لكم أيها المقاتلون الشجعان.. ولنترحم جميعا على أرواح شهدائنا الأبرار.. ونتمنى الشفاء العاجل لجرحى الحرب.. وان شاء الله ستكون الأوسمة على صدوركم أيها الشجعان.. وسام الـ 22 من مايو 90 م وسام الوحدة على صدور كل المقاتلين.. وستكون الرتب العسكرية على أكتافكم والنياشين العسكرية على صدوركم لأنكم تستحقون ذلك.. لأنكم انتم ثبتم الوحدة ورويتموها بدمائكم الزكية.. )))

وحينها كرم الرئيس اليمني مايقارب عشرين الف ارهابي قدم من أفغانستان ودمجهم غالبيتهم في الجيش اليمني الحالي في صفقة عقدها حينها مع أسامة بلادن للتخلص من نظام اليمن الجنوبي والذي كان يعد هدف من أهداف اسامة بلادن لنقل تمركزه من افغانستان إلى الجنوب .وما يحدث حالياً في الجنوب وتسليم بعض المناطق للقاعدة هو مقابل مشاركتهم في الحرب ضد الجنوب .

وهكذا خسر الجنوب المعركة وربحها نظام اليمن الشمالي بالخدع والاحتيال وفي الوقت الضايع وأصبح الجنوب يقبع تحت الاحتلال اليمني المشين لنظام الجمهورية العربية اليمنية ولكن لم يخسر الجنوب الحرب فهي لازالت مستمرة حتى التحرر والاستقلال وإعادة دولته المستقلة وذات السيادة فشعبنا الجنوبي من المهرة وحضرموت شرقاً إلى باب المندب وكمران غرباً .
لواء حنيشان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس