عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-14, 12:46 AM   #3
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

كتبت موضوع فيما مضى يناسب هذا الموضوع واعتبر المقال تعليقا على شكرا يا علي

شكرا يا 7 يوليو!

برغم كل مساوئ 7 يوليو على الجنوب العربي الا ان له ايجابية على قدر كبير من الاهمية.
ففي محطات الشعوب احيانا تحتاج الى ضربات قوية تنبهك الى وضعك غير السوي.
عاش شعب الجنوب في تاريخه الحديث والمعاصر فترات تاريخية عصيبة من احتلال عثماني وزيدي وبريطاني وتشرذمت فيه الهوية برغم بقاء بعض الاسس الا انها كانت كافية لجعل الدم والجراح تتأجج من حين لاخر وتمزقت فيه البلاد الى اكثر من 23 امارة ومشيخة برغم الهوية الواحدة وبرغم اعتزاز كل امارة واحترامها لبقية الامارات والسلطنات.
هذا الوضع زاده تفاقما وجود الاستعمار البريطاني تحت سياسته المعروفة ( فرق تسد) وكعادة الاستعمار عندما يضطر لترك بلاداً ما والجلاء عنها يستخدم سياسة مغايرة للاولى ولها نفس اهدافها وهي سياسة ( وحد واترك) يعني جمع الشتات مع بعضه لكي يظل الخلاف مستعر وهو ماحدث فعلا.
وعندما استطاعت قوى الثورة والتحرير ان تلم شمل الارض والانسان الجنوبي في دولة جديدة اخذت في خلق صراع جديد تحت اسم الحزبية في الظاهر والقبلية في المضمون.
وجرنا هذا الى حروب اهلية لم تخمد نارها الا لتشتعل من جديد بفعل فاعل من الطرف اليمني ( الشمال) وبفعل التراكم التاريخي بين ابناء الجنوب . وقادنا ذلك الى مزيدا من الجراح والالام لدرجة اننا كنا نتخيل استحالة العودة الى الاخوة والتسامح والمحبة.
وساعد الى ذلك قوى اقليمية ودولية ونحن كنا جميعا الضحية فيها والجلاد.
وكان هذا الامر من اقوى الاسباب في الهرولة الى الوحدة مع اليمن بدون اي تخطيط ولا سابق معرفة ولا استفتاء ولا اخذ مشورة احد ولا راي او وجهة نظر احد.
تحكم بالقرار مجموعة من المتنفذين ومن هم في هرم الدولة الجنوبية. وبعد ايام قليلة ادركنا بان ماحدث هو جريمة كبرى وخطيئة لا تغتفر بحق هذا الشعب ولكن لا زالت الجراح والالام مفتوحة. وسيطر علينا يأس قاتل وشعرنا باننا نقاد الى المجهول. لم نستوعب ان هذه الوحدة هي التي حلمنا فيها وان شعب اليمن ( الشمال) هو من يستحق ان نقاتل كل من تصدى لها وقتل من اجلها الكثير .
وبرغم الصدمة والذهول لكل الجنوبيين الا ان الجراح والالام لم تندمل وكانت ماتزال مفتوحة.
وجاء موعد الحرب اللعينة وجاء المغول والصليب بهمجيتهم وصلبانهم. ووزعوا مفاتيح الجنة لمن والاهم وابواب جهنم لمن رفض الخنوع وشنت حرب شعواء انتهت في 7 يوليو.
ومن 7 يوليو بدأ يعود الرشد الى الجنوبيين وعرف الكل انهم كانوا ضحية لعبة قذرة تم الاعداد لها مبكرا ونسجة خيوطها من خيوط المكر والخبث والغدر.
وكان لابد لابناء الجنوب لابد لهم من ضربة توعيهم وتصحيهم وتكشف كل المؤامرات وتبين كل المكر والتزييف. والضربة كانت 7 يوليو.
لانها اختصرت الكثير من الوقت والجهد حتى يعود ابناء الجنوب الى بعضهم ويعود الحب والانسجام الذي في لحظات سابقة كنا نعتقد بانه لن يعود انظر الى النوبة وباعوم وطماح ويحيى غالب والخبجي وشحتور وعبادي من كان يصدق انهم سيكونوا يدا واحدة وقلبا واحدا وهدفا واحد.
فشكرا لـ 7 يوليو برغم ماسيه وبرغم المعاناة ولكن كل شيء يهون ولتضرب ايها الامام علي لنزداد صلابة وقوة وتلاحم فبعد اليوم نحن من ياخذ زمام المبادرة ولن ننتظر ولن نقبل فتاح اخر يفتح الجراح من جديد.
عرفنا طريقنا وعرفنا هدفنا وسنصل اليه طال الزمن او قصر.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس