[عربي امريكي]

ازمة الثقه الظاهره الخفيه بين مختلف الهيئات والنخب القياديه للحراك الجنوبي لها اثرها
البالغ في تعثر القضيه الجنوبيه واطالة امدها رغم مقومات النجاح التي تؤكد بأن حصول
الجنوبيين على حقهم اصبح امر مسلم به امام كل الجنوبيين من جهه وامام المهتمين
بقضايا اليمن والوحده اليمنيه

ما تقوم به سلطة صنعاء من تقويض لكل مقومات الوحده هو الدافع الاساسي نحو فك
الارتباط ’ ورغم استهبالها لنفسها برفع الشعارات الوحدويه الرنانه وهي من الجانب الآخر
تسفك الدماء وتحاصر وتعتقل وترتكب الجرائم بحق دعاة السلام ,انما هي تدرك مقدماً
ان المشروع الوحدوي يذهب في مهب الرياح

ابناء الجنوب في هذه المرحله المهمه من تأريخهم النضالي السلمي يتوجب عليهم ادراك
المخطط الاختراقي من قبل عصابة صنعاء الذي يستغل كلما يستطيع استغلاله من اجل
ان يثني الجنوبيين عن هدفهم , واخطر ما يستغل هي تلك النافذه الشيطانيه الخطيره التي
اخترقت اذهان الكثير من قيادات النخب بمختلف اطيافها

على تلك النخب التي يتغلب عليها هاجس السياسه والاصطفاف والتي تتذمر من مواقف بعض
الجنوبيين الغير واضحه فتقوم بتخوين من ينتقد ادائها وتشكك وتخون من يعارضها وتشوّه
بكل ماهو خارج عن اطار بنائها الحزبي وللاسف لم يطرأ في حسبانها شعور الانسان
الجنوبي عندما يرى ويلتمس تلك التصرفات وان ذلك سيعيد اليه صورة الماضي التناحري
الذي يصيب نفسيته في مقتل ويبقى مسلوب الاراده فاقد الخيار يعاني ويتجرع الآلام بين
مطرقة الوحده وخيار فك الارتباط

الم تلتمس تلك النخب التي تميل الى التشويه السياسي القذر ما هي المصاعب امام ابناء
الجنوب حتى في تشكيل جمعيه او صندوق خيري , الم تلتمس تذمر الناس وهروبهم من
تقديم الدعم السخي , هل ستظل تلك النخب تسخر من عقول ومشاعر ابناء الجنوب التواقين
الى تقديم ارواحهم من اجل الانسان والوطن الجنوبي , الم يكن من السابق لأوانه تقوية
الاصطفافات من اجل الوصول الى الحكم , اليس من الحكمه ان تستفيد النخب والهيئات بمختلف
اطيافها من تأريخها الماضي ومن تأريخ كل العرب الذين لم ينجحوا ببناء نظام ديمقراطي
واحد تحت اي تسميه وعلى نسق اي فكر والسبب الرئيسي هو غياب المرجعيه الثقافيه
الوطنيه التي ينظوي تحت مظلتها الجميع وتبدأ بوضع وثيقة عمل وطني تحكم الجميع وتجعل
الجميع ينظر الى مصلحة الوطن والانسان ومسألة فك الارتباط بعيد عن السياسه ومناكفاتها
القذره واغلب من يضنون انهم سياسيين ويمارسون الشويه للآخر ولا يدركون ما هي الصوره
التي ترتسم في عقول الناس

فأن كان هدف تلك النخب هو الجنوب والانسان الجنوبي عليها خلع ثوب الفتنه وعليها اعادت
النظر في كل افكارها بما يخدم الهدف ويوصلها الى عقلية الانسان الجنوبي والتأثير عليه
ورفع درجة وعيه الوطني كي يكون هو صاحب القضيه وحاميها وكي يصل الى درجة قناعه
بأنه سيقدم كلما يملك من اجل الوطن الانسان , فبناء شخصية الانسان الجنوبي هي هدف
سامي واذا تحققة ستكون تلك الشخصيه هي من يبني الوطن على اكمل وجه
اما اذا ظلّت اغلب النخب مستمره في غيها السياسي وهدفها هو بناء صف قيادي يأتي
ليحكم الجنوب فهذا حلم عقيم والانسان الجنوبي اصبح يدرك ذلك ومن الصعب تطويعه
لذلك الغرض المريض الذي لا يختلف عن اغراض ونزعات نظام صنعاء الحريص على تكريس
الجهل بين الناس كي يستطيع البقاء على الحكم ولا يهمه امر الوطن حتى لو تحول الى خرابه