عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-20, 12:12 AM   #1
شبوة الصمود
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 1,747
افتراضي ثورة اليمن بقلم الاستاذ شفيع العبد

ثورة اليمن
شفيع العبد
[email protected]
دخلت ثورة الشباب السلمية شهرها الرابع أكثر قوة، وأشد إصرار على تحقيق الهدف الذي انطلقت من اجله، والمتمثل في التخلص من نظام استبدادي قمعي همجي، أدار البلاد طوال مسيرة حكمه بافتعال الأزمات والتعامل وفق منظومة حكم متخلفة تعتمد سياسة "فرق تحكم".


ثورة الشباب السلمية هي ثورة اليمن الحقيقية، كل اليمن بلا استثناء، بجغرافيتها و مختلف تكويناتها السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، الكل شارك وان ظهرت بعض القوى المؤيدة للديكتاتور فهي لا تمثل الشعب كونها تعتد جزء من منظومة الفساد، وصاحبة مصلحة حقيقية في استمراره وبقاءه حاكماً، فهي مستعدة لتقديم أرواحها خدمة لكرسي يهتز من تحت حاكم رعديد ومرتعش، كما تنازلت عن أشياء كثيرة من قبل!!.


دعوني أقول بكل فخر واعتزاز أن ثورة الشباب هي ثورة اليمن، على اعتبار إن ثورة 26 سبتمبر خاصة بالشمال و14 أكتوبر خاصة بالجنوب، وان شارك البعض من هذا الشطر أو ذاك فيهما، إلا إن لكل ثورة منهما ظروفها الموضوعية والذاتية المختلفة عن الأخرى كما هي الأهداف، حتى نطاقهما الجغرافي لم يشمل كل المناطق داخل ذات الشطر الواحد، بينما ثورة الشباب انتفض معها كل اليمن بجبالها وسهولها ووديانها وسواحلها، وارتفعت هتافاتها وشعاراتها في كل الأرجاء، حتى داخل النظام الأسري.


تحدث النظام طويلاً في الماضي القريب وبصورة مقززة عن ما اسماه وروّج له "واحديه الثورة" في إشارة منه إلى ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولم تلق بضاعته تلك أي رواج لسوء المقصد والنوايا، ومحاولة لتشويه التاريخ وطمس هوية الآخر، وفشل في إقناع احد بذلك، كما فشل في إدارة البلاد والوحدة الحلم الجميل التي قتلها في النفوس والواقع ليحيلها لمشروع آخر.


ثورة الشباب هي التي تستحق أن نصفها بواحدية الثورة دون سواها، بما حققته من وحدة في الموقف والهدف، وبما قدمتها من تضحيات، وبتمسكها بالنضال السلمي كوسيلة حضارية انتهجها شعب كل أفراده يحملون السلاح، برغم ما يتعرضون له من قمع وتنكيل وشتى أنواع الانتهاكات التي يرتكبها بحقهم نظام الديكتاتور بصورة تنم عن انعدام الإنسانية والشعور بألم الآخر وأوجاعه بل والتلذذ بأوجاع الآخرين.


ثورة الشباب "ثورة اليمن" لم تحظ بأي دعم أو تأييد من أي طرف عربي أو دولي، فالشباب وحدهم يقفون في مواجهة الديكتاتور بأجسادهم العارية في مواجهة احدث آلات القتل والتنكيل التي عمد على تطوير وحداته العسكرية القمعية بها طوال فترة حكمه على حساب حقوقهم المعيشية، بينما ثورتي سبتمبر وأكتوبر حظيا بدعم وتأييد عربي على الأقل من مصر عبد الناصر.


برغم ما تواجه به ثورة الشباب من وحشية من قبل الديكتاتور إلا أنها قادرة على تحقيق أهدافها، والانتصار لتضحياته، كما أن الدماء التي تسفك في الشوارع والميادين لن تذهب هدراً وستبقى تلاحق الديكتاتور ونظامه حتى تقديمه للمحاكمة العادلة، على أن الحشود الممتلئة بها الساحات هي بداية هذه المحاكمة.



المصدر أونلاين

__________________
استقبال الموت خير من استدباره
شبوة الصمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس