عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-07-03, 05:42 AM   #2
باسل الراعي الحريري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-09
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,345
افتراضي

كتب المحرر السياسي لصدى عدن
.............................
إن أردتم إستقرار اليمن والمنطقه عليكم مساعدة الجنوبيين في استرداد حقوقهم ودولتهم ، وأنتم تعلمون أنَّ مشروع الوحده خُلِقَ كسيحاً ومات في عمره الاول مقتولاً بحراب العسكر والقبائل ومجاميع الارهاب في تحالفهم الشمالي الظلامي لقتل الجنوب شعباً وهويةً ودولةً، خلال حرب 94 ، التي يذكرها العالم وهزَّته حينها المشاهد البشعة للقتل والتدمير وتداعت لها دول المنطقه والعالم وصدرت من اجل إيقافها قراراتٌ أُمميه من مجلس الامن ، ومواقف سياسيه معلنه لدول المنطقه ، واصبحت جميعها تمثل مرجعيات قانونيه وسياسيه حيال الحالة التي عندها اصبحت الوحده مجرد ضم قسري بالقوه العسكريه والحاق للارض ومن عليها. ومنذ ذلك التاريخ اصبح الجنوب أرضَ موارد وشعباً ملحق دون هويه.
ولا نظن أن تلك القرارات والمواقف كانت تعبر عن مزاج مؤقت بل انها كانت تمثل مواقف واعيه تجاه شعب تم احتلاله بالقوة العسكريه والانقلاب على كل الاتفاقات ، ولا يظن احد ان كل تلك القرارات يتم تجاوزها او اغفالها لان القضية الجنوبية الان آصبحت قضية يعرفها العالم ويدرك أهميتها المباشره في استقرار الوضع الداخلي والإقليمي .
ولا احد يعتقد او يصدق ان العالم ومجلس الامن ودول مجلس التعاون قد أُصيبوا بفقدان الذاكره ، حتى وان كانت لهم اولويات اخرى في المشهد السياسي اليمني تتمثل في الخروج الآمن من الوضع الخطير الذي تشكَّلَ بعد (ثورة التغيير) التي تحولت الى أزمةٍ سياسيه وأمنيه بين قطبي القبيلة الحاكمه في الشمال .. حتى وان كان ذلك مايدفع الدول الراعيه لإخراج اليمن من ازمته كاولويه يعتقد بانها مدخل لحل كل القضايا التي تراكمت تاريخيا ، إلَّا أنَّ قضية الجنوب هي الرئيسه والمفتاح الحقيقي لاستقرار اليمن والمنطقه ، وقضية الجنوب لا يمكن تصنيفها كقضية ( وطنيه ) من ضمن أزمات الشمال (الوطنيه) التي تتمثل : في غياب الدوله ، وغياب السلطه الشعبيه الحقيقيه ، والحضور المهيمن للقبيله ، والصراعات الطوائفيه والجهويه ، وانتشار السلاح ، بالاضافة الى الانفجار السكاني المتصاعد المصاحَبْ بالانهيار الاقتصادي ... كل تلك الملفات والأزمات هي شمالية المنشأ وتعكس الخصوصيه التاريخيه للجمهوريه العربيه اليمنيه وخلفياتها المتجذره اجتماعياً، تفعل فعلها كمحصلة واحده لمجموع التراكمات التاريخيه لتلك القضايا والمعضلات الكبيره والتي تواءمت تعقيداتها مع غياب حقيقي للدولة وأزمات اجتماعية لها جذور عميقة وضاربة في القدم .
ولازالت الساحة السياسيه الشماليه حتى الساعه تحت وصاية (القبيلة ، والعسكر والاسلاميين ) بكل الجيوش التابعه ، وهذا الثالوث العصبوي التاريخي سيظل يسيطر على المشهد السياسي هناك تجاذباً وتنافراً الى ما شاء الله ، ولا أحد يقوى ان يتفاءل بان الافق سيحمل تاريخاً آخر فاليمن لن تتحول بالنوايا الحسنه او بآليات المبادرات نحو دولة ديمقراطيه حديثه لان هذا يحتاج الى قضاء وقدر او معجزات تفوق قدرة الخيال السياسي .كما أن الحقيقه تكمن في ان الشمال يحتاج زمناً طويلاً لكي ينتقل من هذا الوضع الى مقدمات حقيقيه لبناء دولة حديثه كون غيابها قد مثَّل ومازال معضلة تقف امام اي تحولات كانت .

ولهذا نقول ونكرر ان الجنوب له قضيته الخاصه الملحه والجنوب اليوم يدعو كل الدول الراعيه والممثل الأممي يدعوهم جميعاً لمعرفة الطبيعه السياسيه والانسانيه لقضية الجنوب وما تنطوي عليه من مخاطر على الوضع الداخلي والخارجي إنْ تم تجاوز محتواها الحقيقي والحلول المستدامه المتمثله في تمكين الجنوب من استعادة هويته ودولته دون إدخاله في تسويف الحوارات الطويله والرؤى السياسيه التي تاتي من دوائر حزبيه شماليه او تاتي من قيادات قبليه او سياسيه شماليه لان ذلك سيزيد الامور تعقيدا وسيعطي مجالا واسعاً لمزيد من سفك الدماء والاضطرابات العنيفه وعدم الاستقرار . وقد رأى العالم كيف ان النظام قد استخدم اراضي الجنوب كقواعد للإرهاب ونشر الفوضى وترسيخ حالات الانفلات الامني بغية خلط الاوراق لكسر ارادة الحراك الجنوبي واضعافه فهو لا يعتبر الجنوب سوى ورقة للمساومه في اي تسويه.
ولكل ذلك نوجه الرساله للدول الراعيه والممثل الأممي بان يلتفتوا الى قضية الجنوب كقضية شعب يناضل من اجل حريته واستعادة دولته وليست قضية ثانويه يتم تركيبها كجملة عَرَضيه في المبادره الخليجيه وتضع القيادات الجنوبيه تحت ضغط الحوار دون رؤيا واقعيه يقدمها العالم لاستعادة دولة الجنوب المغتصبه بعد إجهاض مشروع الوحده في حرب 94.
وفي هذا السياق ربما من المفيد ونحن نقدًّر موقع الاخ الرئيس عبد ربه منصور والظروف التاريخيه التي أتت به ، أن نوجه له رسالة نطلب فيها فقط ان يقف الى جانب الحق وهو لا ريب يعلم تماماً اين الحق وأهل الحق.
ولقادة الجنوب نقول إن حاورتم عليكم أن تعلموا أنكم تحاورون اطرافاً مختلفه غير متفقه في كل شيء وموحده ازاء الجنوب ، مأزومه لم تثبت مصداقيتها في كل محطَّات التاريخ ، بينها وبين الامانة وحفظ المواثيق قطيعة اخلاقيه مزمنه وتحمل عقليات مثقله بأمراض التاريخ ولا يمكن ان تتبدل بل ربما تتلون أشكالها حتى تستعيد أنفاسها وتنقلب على كل شي والزمان ليس بعيد عن وثائق الوحده والعهد والاتفاق ، والدماء طرية جداً ولا زالت نازفة .
نقول للجنوبيين الساعين للحوار أن شعب الجنوب ينتظر استعادة حقوقه وهويته ودولته ، فهل انتم قادرون على تحقيق ذلك وتمكين الشعب سلمياً من نيل حقوقه أم انتم داخلون في (تكاتيك) حواريه لا آخر لها وستخرجون منها بعد ان تكونوا قد تمزقتم كما يُرَاد لكم وفقدتم هيبتكم ووزنكم الذي وهبه الحراك الشعبي لكل القيادات الجديدة والقديمه . اننا نقدر ادواركم ولكن القضية المصيريه لا يمكن المساومه عليها او ادخالها في جلسات الضرورات كي يرضى العالم ويغضب الشعب ، ولهذا نؤكد بان النجاح فقط هو إقناع العالم بالضرورات التي تنطوي عليها حل القضيه الجنوبيه وان يكون الحوار ندياً واضحاً تحت مظلة دوليه يهدف في الاول والاخير لاستعادة الحقوق والهويه والدوله .
المحرر السياسي لـ صدى عدن

3 يوليو 2012
باسل الراعي الحريري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس