عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-29, 11:21 PM   #18
العياشي اليافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-02-13
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 1,119
افتراضي

عمر بن عوض بن عبدالله القعيطي اليافعي وتأسيس الدوله القعيطيه
ولد عمر بن عوض المذكور في العقد العاشر من القرن الثاني عشر الهجري بقرية لحروم من اعمال عندل البلده التاريخيه المشهوره التي عناها امرؤ القيس شاعر العربيه الفحل بقوله :

كأني لم اسمر بدمون مرة ********* ولم اشهد الغارات يوما بعندل

كان والد عمر بن عوض يتردد بين لحروم وشبام ولما توفي انتقل عمر بن عوض مع والدته ــ التي كان لها دور كبير في الاشراف عليه وتربيته وتعليمه ــ الىشبام حيث تعلم هناك القراءه والكتابه والحساب واصول الدين في احد كتاتيب شباموكانت تبدو عليه امارات النبل والذكاء منذ صغره، ولما لم يكن لديه شئ من المال يعينه على ضروريات الحياه حيث لم يترك له ابوه شئ ، هاجر الى الهندحيث كانت يومها مهجر الكثير من الحضارم وذلك سنة 1207هـ حيث التحق بجيش امير <ناكبور> حيث برزت مواهبه في الجنديه واستعداد ه للقياده ، وحدثت في هذه الاماره احداث اضطرته للمغادره الى حيدر اباد حيث سمع اميرها الشئ الكثير عنه فعرض عليه قيادة فرقه في جيشه فلم يتردد عمر بن عوض في قبول ذلك واطلق عليه الامير لقب ــ نواب جان نثار جنك ــ وهو من الالقاب الرفيعه في الهند وشق طريقه واثرى ثراءا واسعا ورزق من الولد خمسه هم محمد وعبدالله وصالح وعوض وعلي .

شهدت قبائل يافع في حضرموت في تلك الاثناء الكثير من الاضطهاد والحملات العسكريه المستهدفه اجلاؤهم عن البلاد الحضرميه من قبل منصور بن عمر من آل عيسى بن بدر ، وغالب بن محسنالكثيري، حيث استطاع منصور ان يغرس بذور الشقاق والفتنه بين قبائل الموسطه في شبام واخذ يناصبهم العداء حتى اجلاهم عن شبام في 27 رمضان 1255هـ بعد معركه داميه لم ينج منها الاالقليل من حامية يافع في شبام واستباح اموالهم وديارهم ولم يكتف بهذا بل ضرب حصارا على اخواله آل علي جابر بخشامر وبث كثيرا من اتباعه ومواليه يعيثون في القطن فسادا حيث فجر دار بن معمر الخلاقي بالبارود وقتل من فيه ومن ضمنهم عمتا عمر بن عوض القعيطي ، وفي شرقي الوادي اخذ غالب بن محسن في تقويض سلطة يافع في تريم وسيؤن وماجاورهما من قرى بأسم غالب بن محسن الذي يمد الحركه بالاموال والمشوره من الهند ، كانت هذه التطورات تصل الى الجمعدار عمر بن عوض اولا بأول فتدفعه الى التفكير في انقاذ عشيرته ،فبدأ اولا بشراء مكان يتمركز فيه حيث اشترى بقعة ــ الريضه ــ من الساده آل العيدروس وشرع يبني الحصون بها سنة 1255هـ ، ثم بعد وفود وفد من يافع مستصرخا له سنة 1258هـ ارسل ابنه محمدا حيث استقروا في الريضه المذكوره حيث شرعوا في شراء العتاد الحربي واستقدموا من يافع عددا كثيرا من الجند فقاموا اولا برفع الحصار عن آل علي جابر واستولوا على الحصون التي بناها منصور بن عمر حول خشامر وعلى حصون العقاد باقرب من شبام واجلوا آل كثير من حذيه احدى مدن القطن التاريخيه القديمه وحصنوا قرية خمور بعد ان طردوا ساكنيها من فخائذ آل كثير تمهيدا للهجوم على شبام ، ولما اطمئن القعيطي الى سلامة القطن اخذ في محالفة القبائل حيث عقد مع آل عبدالعزيز بالسويري شرقي تريم معاهدة عدم اعتداء كذلك مع شيخ قبيلة آل تميم المقدم احمد بن عبدالله التميمي وبهذ ا اصبح اغلبية آل تميم الذين يسكنون المنطقه الواقعه شرقي تريم حلفاء القعيطي الذي اتخذ من السويري قاعده يشاغب منها آل كثير من الخلف ، ثم عقد معاهدات مع زعيم نهد الاكبر ثابت بن عبد الرب بن ثابت النهدي وتابعه اغلب قبائل نهد ، ومع امير مأرب الشريف عبدالرحمن الخالدي وأمير الدرعيه في نجد محمد بن حسين بن قملا وسلطان العوالق عوض بن عبدالله العولقي وانتشرت الدعايه للسلطنه القعيطيه الناشئه ووصلت الى اطراف نجد واليمن. وهكذا استمر عمر بن عوض في تعزيز سلطته واستعد لمهاجمة شبام حيث تحالف مع قبيلة آل هضيل الكثيريه التي تسكن الظاهره في ضواحي شبام واتخذها قاعده حربيه لمهاجمة شبام حيث هاجمها سنة 1270هـ من الناحيه الشماليه التي تدعى الشويرع واستمرت الحرب من ربيع الاول 1270هـ حتى ذي القعده سنة 1271هـ واحتلوا الشويرع واصبحت شبام مهدده بالسقوط ، لكن استطاع منصور بن عمر حمل آل هضيل على الغدر بيافع ونقض تحالفهم مع يافع فسقطت الظاهره بأيدي آل كثير ، وبسقوط الظاهره قرر القعيطي التوقف عن مهاجمة شبام وامر جنوده بتخريب المراكز التي في قبضتهم وبنقل سكان الشويرع من اهالي شبام الى الريضه بالقطن فجاءها منهم آل شعيب وآل معلم وآل بالربيعه وغبرهم وقدم لهم القعيطي مساعدات ماديه ووعدهم بان يعودوا الى شبام في اقرب وقت .

عقد القعيطي العزم على تطهير ضواحي شبام من بقية آل كثير فأحتل خمير سنة 1273هـ وهاجم حصون سعيديه وبزرق والركز اهم حصون الدفاع عن المدينه حتى استولى عليها بعد قتال شديد سنة 1274هـ ،ايقن منصور بن عمر بخطورة الوضع فأضطر للصلح على ان تكون شبام مناصفه بينهما وهكذا دخل القعيطي شبام غرة محرم 1275هـ ، واغتيل الامير منصور بن عمر من قبل القعيطي سنة 1275هـ وتم له احتلال كامل مدينة شبام، هجم آل كثير على شبام سنة 1275هـ شهر ذي الحجه لأستعادتها من القعيطي فحصلت معركه شديده في منطقة الكرعان وجرب هيصم غربي شبام وانهزم على اثرها آل كثير ،في سنة 1275هـ اشترى القعيطي بلدة حوره من آل عمر بن جعفر من عائلة آل عيسى بن بدر الكثيري ،وهكذا تكون حوره البلده الثانيه بعد شبام التي يدخلها القعيطي ،، ولم يبق من مراكز شبام المهمه بيد آل كثير سوى سحيل بن مهري الواقع جنوب شبام حيث استمر القتال للأستيلاء عليه 4 سنوات انتهت بتسليم جميع الحصون للقعيطي سنة 1281هـ حيث دفع القعيطي 10000 ريال مقابل اموال آل مهري في السحيل والمسيله والسباخ النجدي التي آلت كلها للقعيطي.

في صفر سنة 1282هـ توفي في حيدر اباد الجمعدار عمر بن عوض القعيطي مؤسس السلطنه القعيطيه ، وكان قد اوصى ان يكون الحكم من بعده لأبناؤه الثلاثه عبدالله وصالح وعوض واوصى ابنيه محمد وعلي بالامتثال لهم ، وهكذا استمرت السلطنه القعيطيه في التوسع في عهد الجمعدار عوض بن عمر الذي يعتبر اول من لقب بلقب السلطان حيث اصدرت حكومة الهند امرا بذلك سنة1902م ، حيث استولى على الشحر في الحجه سنة 1283هـ ، ثم استولى على شحير ثم احتل الغيل سنة 1292هـ حيث فر حكامها آنذاك آل عمر باعمر ، وكان قد احتل قبلها الحامي سنة 1287هـ ثم رأس باغشوه والقرن والديس ثم قصيعر سنة 1288هـ وبهذا اصبحت جميع الموانئ الشرقيه تابعه لسلطة القعيطي ، كان النقيب صلاح بن محمد الكسادي يحكم المكلا وكان قد استدان مبلغا من المال من القعيطي اثناء احدى الحملات العسكريه ، وعند وفاته طالب القعيطي ابنه عمر بن صلاح بالمبلغ وانتهى الامر بينهما على تنازل الكسادي للقعيطي عن نصف المكلا وبروم والحرشيات ، واستمر النزاع بينهما حتى تدخلت بريطانيا واجبرت الكسادي على مغادرة المكلا الى زنجبار في نوفمبر سنة1881م ، وهكذا اصبح اهم الموانئ في حضرموت تحت سيطرة القعيطي اضافه الى شبام والقطن وحوره في الداخل . في 13 فبراير سنة 1888 م الموافق جمادي الثانيه 1305هـ وقع القعيطي معاهدة الحمايه مع بريطانيا ، في سنة 1317هـ احتل القعيطي قرية الخريبه بدوعن ومن بعدها وادي ليسر بالكامل وفي سنة 1318هـ عقد القعيطي حلفا بينه وبين قبائل حجر واستطاع ان يسيطر بعدها على جميع الوادي ، في سنة 1325هـ ــ 1909م توفي السلطان عوض بن عمر القعيطي حيث خلفه ابنه غالب الذي توفي سنة1340هـ ــ 1922م ثم السلطان عمر بن عوض حيث توفي سنة 1354هـ حيث تولى بعده السلطان صالح بن غالب وقد استمر حكم الدوله القعيطيه حتى قيام الثوره في جنوب اليمن . كما استمر ايضا حكم آل كثير لسيؤن وتريم وضواحيهما وقارة آل عبدالعزيز بجوار شبام حتى استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني، بعد الاستقلال توحد جنوب اليمن وتوحدت سلطناته واماراته المبعثره هنا وهناك تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبيه ، واستمرت معاناة الشعب في الجنوب عامه وفي حضرموت خاصه تحت نير الحكم الشمولي اكثر من 30 عاما حيث استمرت الصراعات الداخليه طورا تحت مسمى القضاء على اليسار الانتهازي وطورا تحت مسمى اليمين الانتهازي ، وهكذا حتى توحدت اليمن قاطبه تحت مسمى الجمهوريه اليمنيه ، وحضرموت جزء من هذا الكيان الموحد بأيجابياته وسلبياته .

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

المراجع

ادوار التاريخ الحضرمي،، تأليف محمد بن احمد بن عمر الشاطري

صفحات من التاريخ الحضرمي،، تأليف سعيد عوض باوزير

ادام القوت او معجم بلدان حضرموت،،تأليف مفتي الديار الحضرميه السيد عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف، المنشور على حلقات في مجلة العرب <حمد الجاسر>
العياشي اليافعي غير متواجد حالياً