عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-02, 12:03 PM   #4
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي

تفاصيل وحقائق وامتدادات.. ما يجري في عدن ( بكل صراحة).

كتب: اديب السيد

تتلخص احداث كثيرة، في عناوين بارزة، ومن تلك العناوين، تظهر صورة ما جرى مؤخرا في عدن، وما يجري، بانه مجرد اختبار يعبر عن احداث قادمة.

ما جرى ويجري من ارهاصات في عدن، وخاصة احداث المطار الاخيرة، هي ( ترمومتر) قياس، يقف خلفها علي محسن الاحمر( علي تبة )، وهي عبارة عن اختبار حقيقي في عدن، لمدى ردة فعل التحالف العربي، لا سيما الامارات العربية وقواتها المتواجدة بعدن، حول ما اذا ستقبل قوات تابعة لعلي محسن الاحمر ( علي تبة ) بالتواجد في عدن.. ام لا..؟.

اعتقد، ووفقا لتفاصيل ما يجري، ان علي محسن الاحمر، استكمل تدريب قواته في مأرب، وبدأ بتسريب منهم المئات الى عدن، داخل معسكرات يقودها اتباعه المعروفين، وتم انشاءها بعد التحرير مباشرة، ويراد بذلك ان يتم السيطرة على عدن، بنفس المخطط، الذي كان معد قبل غزو الحوثيين وعفاش الاخير، وهو ( تفجير وضع عدن من الداخل، ومن ثم الاسناد بقوات من الخارج لاحكام السيطرة).

اراد علي محسن الاحمر، من خلال احداث مطار عدن، ان يقيس ردة فعل الشارع الجنوبي، وقبل ذلك قياس ردة فعل ( القوات الاماراتية ) التي تشرف على العمليات الامنية في عدن. كل ذلك باستخدام (الرئيس هادي) كمظلة، وادعاء صدور قرارات رئاسية. لكن ما اضهرته القوات الاماراتية من حزم مع مسألة ( مطار عدن )، جعل الامور لا تسير وفق ما يخطط له الرجل. لكن مع هذا لا يزال المخطط قائم، والخطر مستمر.

ما ارادة ( علي تبة )، من مطار عدن، هو تمهيد، ولو انه نجح فيه وسيطر على المطار، لكان عجل بالدفع بقواته عبر المذار، استعداد لاجتياح اوسع، وذلك بانتقال قواته المرابطة بمأرب، للجنوب مرة اخرى، بعد ان ينفجر الوضع من الداخل.

ووجه علي محسن، واتباعه، بقوة من قبل الامارات، والقوات الجنوبية الوطنية، واصرت الامارات على رفضها القاطع، في سقوط المطار بيد ( علي تبة)، مهددة بالقصف لكل شيء يتحرك في محيط المطار، ولو كان ذلك بامر الرئيس هادي نفسه، وهو ما جعل الامور تدخل في مساق المواجهة الحقيقية.

هادي كرئيس شرعي، لا يملك حيلة امام ما جرى، حيث ظهر، مجرد اداة، يستخدمها، علي تبة، وفقا لاهواءه، ورغباته، ولا يدرك هادي من المخطط شيئا، او انه يدرك الامر، ولا يهمه ذلك، بقدر ما يهمه بقاءه رئيسا، فيما تدرك الامارات حقيقة الامر وخطورته جيدا، ولهذا هددت بحرق اي جسم يقترب من المطار دون اذنها.

واعتقد، ان نجل عبدربه منصور، عندما غادر الى الامارات باستدعاء عاجل، يبدو انه تم ايضاح له الصورة واطلاعه على المخطط الخطير، ولهذا فمنذ عودته لم يعد يسمع له صوت او تشاهد اي حركة، بعد ان كان متحمسا، لتنفيذ وتلبية رغبة علي محسن الاحمر، وبكل غباء وسذاجة.

منذ بداية الامر، اظهرت قوى الاصلاح وما يلحق بها من جماعات، بما فيها القاعدة استياءها من تحرير الجنوب، وظهر قيادات اصلاحية واعلاميين استياءهم من تحرير عدن ولحج، ومواقع التواصل الاجتماعي وارشيف ( جوجل) شاهدا على ذلك.

منهنا هبت القاعدة بكل قوتها، لمحاولة السيطرة على عدن ومحافظات الجنوب، وهذا ما كان يراهن عليه علي محسن والاصلاح، معتقدين ان الامر سيكون سهلا، غير ان الامارات والمقاومة الجنوبية الحقيقية، وقفت بوجه القاعدة، والحقت بها هزيمة قاسية وفي وقت قياسي جدا.

وبعد ان فشل هذا المخطط وانتكست القاعدة الاخوانية، انتقل علي محسن، لاستخدام مخطط اخر، وهو ضرب ( السلفيين بالمقاومة الجنوبية التابعة للحراك الجنوبي)، فتم التمهيد للمخطط باحداث المطار، والتي فشلت وانهى هادي تصاعدها في اللحظات الاخيرة.

علي محسن الاحمر وقوى الاصلاح، منذ البداية، لم يواجهوا الحوثيين وعفاش، وسمحوا لهم بالسيطرة على كل المحافظات الشمالية، وفقا لاتفاق عقده قيادات الاصلاح في صعدة، يقضي بعدم مواجهة الاصلاح للحوثيين، مقابل قتال الحوثيين للجنوبيين لحماية ما تسمى ( الوحدة اليمنية)، ومنع انفصال الجنوب، بل واخماد الجنوبيين وتصفيتهم.

وعندما فشل المخطط، وكبرت المسألة منذ اجتياح الحوثيين وعفاش للجنوب، هب الاصلاحيون، لتاسيس ( مقاومات وهمية) كحفاظ منهم، على ماء وجوههم، امام السعودية، وبدأوا بتجميع عناصرهم، وتكثيف تقاريرهم ليظهروا انهم مقاومين، ولم يتواطئوا مع الحوثة وعفاش، بل ولجأوا لتصفية عناصر من اتباعهم، بايدي الحوثيين، ليظهروا انهم حقا يقامون، وكان اولهم (القشيبي)، وفي نفس الوقت خلال الحرب، كانوا يقومون بتصفية مقاومين وقيادات يرفضون التعامل معهم داخل الجبهات. وهذا حدث داخل عدد من الجبهات.

علي محسن الاحمر ذاته لعب دور مشبوه، عندما كان في غرفة عمليات التحالف، كمشرف على احداثيات القصف، وهو ما كان يتسبب بغارات خاطئة في كثير من الجبهات، حتى وصل الامر ان تقوم الطائرات بقصف ( مقابر وامكان خالية بعشرات الصواريخ) وفقا للاحداثيات التي يضعها علي محسن الاحمر.

ومنذ ان صدح العطاس من على شاشة العربية السعودية، مناشدا التحالف بابعاد علي محسن من غرفة العمليات والاحداثيات، وهو ما حدث فعلا، تغيرت الامور على الارض، واصبحت الطائرات لا تقصف الا اهدافا محققة، مما عجل من عملية تحرير عدن وكل محافظات الجنوب.

لجأ علي محسن الاحمر بعدها، لحيل اخرى، فحشد مجندين، وضغط من اجل دعم اقامة معسكرات بمارب، لاجل تحرير مارب وصنعاء، فصدّقت السعودية الامر، والقت باموال طائلة اليه، حتى اصبح لديه جيش في مأرب، لكن وبعد ان طلبت منه السعودية التقدم صوب صنعاء، رفض ذلك، وساومها، بان تضمن عدم انفصال الجنوب، او بناء جيش جنوبي، واصبحت العملية بينه وبين قيادات السعودية، تمر بمرحلة الشد والجذب، عبر طابور من قيادات الاخوان داخل السعودية، او بالاصح ( السلفيين المتأخونين) وهم تيار ديني سعودي، لا يدرك من حقائق الامور، الا التعصب وقصر النظر، بل والنظرة السطحية ايضا.

تركت السعودية جبهة مارب، واتجهت نحو احداث اختراق راسي، داخل صعدة، لاحراج علي محسن وجيشه، وذلك بالاعتماد على مقاتلين جنوبيين، يقودهم قيادات سلفية، فتم فتح جبهة ( البقع)، وعندا سبب الامر احراجا لعلي محسن، الذي خفتو اصوات انتصاراته الاعلامية في ( تباب مأرب)، ذهب مباشرة الى البقع، وطالب طابور الاخوان السعوديين بالضغط من اجل ان تتبعه تلك الجبهات، ولكن بعد زيارة الاحمر مباشرة، سقطت عدد من المواقع.

الامر المهم في زيارة علي محسن الاحمر لجبهة البقع، انه عقد اجتماعا سريا استمر لساعات في منطقة ( الخضراء السعودية ) مع قيادات في جبهة البقع، واستطاع اقناعهم بالعودة لعدن، لحمايتها من ( الامارات والاستراكيين ). وهو الامر الذي اخذته تلك القبادات بعاطفة وغباء، فصدقت الار، دون معرفتها بمكر الرجل وخبثه الشيطاني.

لا يزال علي محسن الاحمر، يساوم السعودية، ويمنيها كذبا، بدخوله صنعاء واسقاط الحوثيين وعفاش، ولكن مقابل عدم السماح باي خطوات حقيقية في عدن والجنوب، قد تؤسس للانفصال السياسي والفعلي، ولهذا تعرضت قيادات الجنوب وكذا ( الامارات ) في عدن لمواقف خذلان سعودية، وباتت اوضاع عدن لا تسر عدو.

وهنا، لا يستبعد ان يكون علي محسن الاحمر، وعد السعودية طالما وفيها من اصحاب القرار ممن هم يستمعون لطابور ( السلفيين المتأخونين) وهو في حالة غباء دائم، انه لن يدخل صنعاء، الا بعد ان يدخل عدن ويسيطر عليها، ويمنع سيطرة الانفصاليين عليها، وهذا الامر، ربما ايضا وصع كخيار امام هادي، مقابل استمرار علي محسن والاصلاح بالوقوف الوهمي الى جانبه كرئيس شرعي، وايهامه بانه سيظل رئيسا فترة اطول.

لهذا، تظهر مواقف، هادي والسعودية، ركيكة في الجنوب، وتمنح علي محسن والاصلاح، تغول داخل مفاصل الدولة عسكريا وسياسيا. ولا يستبعد ان يتم تغاضي السعودية عن اي تحركات لعلي محسن وقواته صوب عدن والجنوب، على اساس ان الرجل سيدخل صنعاء ولكن بعد ان يمنع الانفصال في عدن والجنوب. وهذا على الارجح ما يحاول علي محسن الاحمر، والاصلاحيون، الوصول الى تحقيقه واقناع السعودية به.

لكن ادراك الامارات، حقيقة الامور، وما خلفها، جعلها تقف بحزم وقوة، معتمدة على قوات جنوبية خالصة، لمنع سيطرة علي محسن الاحمر والاصلاح على عدن، لما يشكله الامر من خطر بالغ ويسمح للارهاب بالحرية والعمل بكل اريحية، وهو خطر لا يقل خطورة على سيطرة الحوثيين وعفاش على عدن.

من هنا، فعدن قادمة على موجة، من المواجهة، ولكنها انشاء الله ستكون الاخيرة، في حال لم يتم انهاء الامر سياسيا، ومنع هادي لمن يستخدموه كغطاء من اي نشاطات مشبوهة داخل عدن.

ملاحظة:
لاحقا.. سيلحق بهذا المنشور نقاط ملخصة، تربط بين الاحداث الواقعية وما ورد في المنشور.

#اديب_السيد
28فبراير017
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس