[وليد الضالعي]

مبدأ التعارف أهم مصالح حقوقي اليمن:
كل ناشط حقوقي يتضامن مع من يعرفه ضد من لا يعرفه...فكلهم مزيفون ، ومسيسون، ومتحزبون...

طبعآ هذا ليس كلامي ، وإنما كلام ناشط حقوقي مسيس استضافته قناة سهيل الإصلاحية ، يوم جمعة الكرامة ، ربما غايته من ذلك إلصاق التهمة جزافآ على الجميع ليبرر تضامنه مع قتلة الجنوبيين في مليونية الكرامة ، ولكي يدحض حجة منظمة العفو الدولية ، والمتضامنين الحقوقيين مع ضحايا الحراك السلمي الجنوبي ..
عمومآ هو بذلك ربما قال كلمة حق ، وأريد بها باطل لاسيما أنا لم نر من ينكر كلامه ، أو يدحض حجته منهم ، ولكن فوق هذا كله نقول : هل يعقل أن أكثر من سبعة آلاف منظمة حقوقية في اليمن ، وكل منظمة تضم مجموعة غير قليلة من الحقوقيين ، كلها مزيفة ، ومسيسة؟! برأيي لو أن 5٪ منهم فقط مسيس يعد ذاك جرمآ ، لأن مثل هذه المنظمات يجب أن تكون نقية ، لا تخضع لأحد ، فما بالكم من نسبة 100٪ بزعمه ، إنها كارثة تعني الانهيار الأخلاقي والإنساني ، والتعامل بمبدأ الجاهلية الأولى ، التي تعتمد في تضامنها على مبدأ التعارف بحسب العصبيات ، والقبليات ، وسلطة القوة والغاب ، والوجاهة ، فمبدأ التعارف في التضامن والترافع النشط يعدسلاحآ فتاكآ وقاتلآ لعدالة السماء ، وإرجاع الحقوق والمظالم ، ومؤازرة أصحاب الحق والقضية ، ويعد مخالفآ لمبدأ الحكم الرشيد الذي جاء به الإسلام ليطبق عدلآ ومساواة بين الجميع ، وتحت رايته فتحت الأمصار ، فهذا خليفة المسلمين الراشد الأول يقول تطبيقآ لحكم الرشد ، وإرساء دعائمه من أول خطبة : أنا مع الضعيف حتى آخذ الحق له... فهل قال أنا مع فلان لأني أعرفه ، ولا مع فلان لأنه من قبيلتي ، أو مع توجهاتي وحزبي ، أو لأنه قرشي ، أو أموي ، أو يمني ، أو شمالي ، أو جنوبي ، أو حراكي ، أو إصلاحي ، أو حوثي ، أو حتى مسلم أو يهودي ، أو من الموالي ، وإنما قال : مع الضعيف ، المظلوم ، المنتزع حقه غصبآ ، واحتلالآ ، وجبروتآ وقوة بيد القوي صاحب المال والجاه والسلطة...
فأين أنتم من كل هذا ؟! وأين أنتم حين استبيحت الجنوب ، وشرد أهلها ، وقتل شبابها ، ونهبت ثرواتها ، ووزعت فيدآ بين الطغاة والمجرمين والمخلوعين ؟! إنكم كلكم كنتم فعلآ موجودين ، ولكن الظاهر أن كل جنوبي شرد ، أو اعتقل ، أو سحل ، أو قتل ، لا يعرف واحدآ منكم لكي يصل إليكم سبيلآ ....
فهذا ديدنكم ومبدأكم للأسف ، بانت عورته وكشفت حقيقته ، وفي الأخير نقول : اتقوا الله ، وكونوا حقانيين ، وابعدوا الولاءات والمصالح النفعية الضيقة ، فمالكم كيف تحكمون ولمن تحتكمون إن لم تحتكموا لسلطان الحق الذي تنتسبون إليه ؟!!!!!!