انقلابيو اليمن.. حسابات خاطئة وخسارة مؤكدة
2015-06-25 12:00 AM
مع استمرار الهزائم التي تُمنى بها ميليشيات الانقلابيين في اليمن، يفترض أن تتضح لهم الصورة أكثر ليعرفوا أنه لا مجال لاستمرار سيطرتهم على أجزاء من اليمن وليس اليمن كله كما يتوهمون.
فقوات التحالف العربي التي لن توقف غاراتها الجوية على مواقع الانقلابيين وأعوان المخلوع صالح، لتدمرها واحدة تلو الأخرى إن لم يتراجعوا عن هدفهم المرسوم، ليبدأ انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها لمصلحة الدولة الشرعية المعترف بها داخليا وخارجيا، وبالتالي يكونون مؤهلين للمشاركة في بناء اليمن مع باقي مكوناته.. غير أن الواقع يشير إلى أنهم اختاروا العكس، فتمادوا في أفعالهم معتقدين أن من أوعز لهم بما فعلوا قادر على حمايتهم، وجعل البلاد بأسرها في قبضتهم، بيد أنهم اصطدموا برد الفعل العربي من الخارج والمواجهة الشعبية الكبيرة من الداخل.
بالأمس فقط، وجّه التحالف العربي والمقاومة الشعبية ضربات موجعة للانقلابيين في مواقع عدة، ففي "ذمار" إلى "حرض" و"نخيلة" و"البيضاء" و"شبوة" وغيرها.. فقد الحوثيون عددا كبيرا من قيادييهم والعناصر المنتمية إلى ميليشياتهم، ووقع آخرون في الأسر، وإذا كانت الجبهات الرئيسة تبدو ملامحها أكثر في عدن وتعز ومأرب، فذلك لأن المدن الكبيرة تعد هدفا استراتيجيا لميليشيات الانقلابيين، لذا تدافع المقاومة الشعبية بـ"حرص" عن تلك المدن وغيرها، ما يعد أهدافا مهمة لتلك الميليشيات التي تعمل على "تدمير" المدن بقصف الأحياء السكنية والمنشآت، منطلقة من منهج "الأرض المحروقة" من غير تقدير لتبعات أفعالهم.
وعليه، فإن ممارسات الميليشيات الحوثية لن تفيدهم في شيء، إذ لا توجد حاضنة شعبية تقبل التعاون أو المهادنة معهم أو الخضوع لاحتلالهم، ما يعني أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي من غاياتهم مهما حاولوا. أما قناعتهم بأن ما لديهم من أسلحة ربما تساعدهم في إخضاع البشر وإرهابهم، فتلك حسابات وتقديرات لا مكان لها على أرض الواقع.
مؤشرات الأحداث تفيد بتراجع الانقلابيين في مناطق عدة، وتنظيم المقاومة الشعبية لنفسها تدريجيا يبين أن المرحلة المقبلة ليست سهلة على الانقلابيين. ولو أضيف إلى ذلك ما تقدمه قوات التحالف العربي من دعم للشعب اليمني ومقاومته الشعبية، لعرف الجميع أن نهاية الانقلابيين اقتربت، والمسألة مسألة وقت للقضاء على ما تبقى من فلولهم
http://www.alwatan.com.sa/