[وحيد صابر]

تقرير : صحيفة الأيام تعاود الظهور بعد 3 أعوام من الغياب لتداوي جراح جنوبيين (صور)

الخميس 18 أكتوبر 2012 07:46 مساءً






على طول شارع عتيق وسط مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة كانت أجواء الشتاء تلف المكان فيما الهدوء يسود المدينة إلا من ضجيج متظاهرين جنوبيين كانوا يطوفون شوارع المدينة في ذكرى مابات يعرف بيوم الأسير الجنوبي الذي دأب الجنوبيون على إحيائه كل يوم خميس منذ أعوام .


تمضي المسيرة صباح اليوم الخميس في طريقها صوب ساحة احتجاجات مركزية في المدينة التي شهدت أعمال عنف يوم الأربعاء بعد الجموع وهو الهتاف الذي غاب عن مدن الجنوب منذ الـ 4 من مايو 2009 .


"الأيام .. الأيام .." كان رجل في العقد الخامس من عمره يهتف به في واقعة نداء غابت 3 سنوات كاملة .


قال احد المتظاهرين لـ "عدن الغد" كان الجميع يهتف "ثورة ثورة ياجنوب" إلا ان شخص أخر كان يسير إلى جانب المسيرة وهو يحمل رمزة كبيرة من صحيفة "الأيام" ويهتف بهتاف مغاير ((الأيام .. الأيام.. الأيام..))


رغم مرور 3 سنوات على إغلاق الحكومة اليمنية لصحيفة الأيام كبرى الصحف المستقلة في اليمن والأوسع انتشاراً إلا ان أهالي الجنوب لايزالون على عهد الحنين الخاص بهم لهذه الصحيفة .


وفيما كانت المسيرة تمضي قدما في عتق تهافت العشرات إلى الرجل مذهولين .


الأمر أشبه بالصدمة ان تسير وسط مسيرة جماهيرية وتفاجئ ان شخص ما يعرض لك الصحيفة التي حملت لواء الجنوب على عاتقها ومضت بقضية شعب يقول ناشط في الحراك الجنوبي لمحرر "عدن الغد" عبر الهاتف .


كان الرجل الذي حمل نسخ صحيفة الأيام في المسيرة الجماهيرية التي شهدتها عتق اليوم هو "سعيد شملان الخليفي " .


عرضت العشرات من النسخ العتيقة لصحيفة الأيام والصادرة قبل 4 من مايو 2004 في مهرجان الخميس بعتق للبيع لصالح علاج جرحى سقطوا برصاص قوات الأمن اليمنية الأربعاء .


تهافت الجميع حول الصحيفة وخلال دقائق فقط اشتريت نسخ الصحيفة بمبالغ مالية مرتفعة حيث وصل سعر النسخة الواحدة إلى 2000 ريال وهو اعلي مبلغ تحققه صحيفة يمنية منذ ان دشنت الصحافة عملها في اليمن قبل أكثر من 100 عام.


يرى الجنوبيون في صحيفة "الأيام" وماتعرضت له من أعمال قهر ومصادرة ومحاكمات لاتزال مستمرة حتى اليوم نموذجا صارخا على مايعانونه من مظالم من قبل قوى النفوذ في الشمال .


ورغم مرور 3 سنوات على الإغلاق القسري إلا ان الجنوبيين لايزالون يصرون على ضرورة عودة صحيفة الأيام إلى الصدور ويرون فيها الوطن الصغير والمنارة التي حملت قضيتهم في المهد .


قبل أشهر من اليوم توفي ناشر صحيفة "الأيام" الفقيد هشام باشراحيل وهو يحلم بعودة صحيفته ورغم ان ثورة شعبية في الشمال اطاحت بحكم الرئيس صالح إلا ان شيء ما لم يتغير فكل شهر يتوجه ابنائه إلى محكمة متخصصة تقع غرب مدينة عدن للمثول امامها في قضية يراها كثيرون أنها تفتقد لابسط مقومات الأخلاق.


تمضي مسيرة الآلاف من الجنوبيين وسط مدينة عتق فيما يقف عدة أشخاص يعدون ماتم تحصيله من مبيعات صحيفة الأيام لعلاج الجرحى .


يلتفت احدهم ويقول :" انتصرت الأيام للجنوبيين وهي تصدر وقدمت مبالغ مالية للجرحى وهي متوقفة أيضا.


اقرأ المزيد من عدن الغد | ملفات وتحقيقات | تقرير : صحيفة الأيام تعاود الظهور بعد 3 أعوام من الغياب لتداوي جراح جنوبيين (صور) http://www.adenalghad.net/news/19501.htm#ixzz29fgP5t00