احتفال غاضب بالوحدة
اليمنيون يحيون ذكرى وحدتهم بالدماء
عرض عسكري كبير بحضور الرئيس اليمني وبمشاركة 30 الف جندي يبعث بـ'رسالة مفهومة' الى دعاة الانفصال في الجنوب المضطرب.
ميدل ايست اونلاين
صنعاء – من كريستيان شيز
احتفل النظام اليمني الخميس بالذكرى التاسعة عشرة لتوحيد البلاد بعرض عسكري كبير، وذلك قبل يوم من الذكرى وفي ظل تصاعد النزعة الانفصالية في الجنوب حيث قتل ثلاثة اشخاص في مواجهات مع الشرطة.
واصيب حوالي ثلاثين متظاهرا بجروح والقي القبض على 120 شخصا عندما فتحت الشرطة النار لتفريق حوالي ثلاثة آلاف شخص في احد احياء شمال عدن، المدينة الرئيسية في الجنوب.
وتاتي الاحداث الدامية في اعقاب سلسلة من المواجهات التي اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل، بينهم اربعة جنود، في نهاية نيسان/ابريل وبداية ايار/مايو.
وتؤكد هذه الاحداث الطابع المتفجر للوضع في هذه المنطقة من اليمن حيث ظروف الحياة تبدو اصعب من باقي مناطق اليمن الذي يعد من افقر الدول في العالم، وحيث مؤيدو الانفصال ما زالوا كثرا على ما يبدو.
وفي ظل هذه الظروف، تاخذ ذكرى اعلان توحيد اليمن الشمالي والجنوبي في 22 ايار/مايو بعدا استثنائيا هذه السنة.
ونظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يواجه ايضا امكانية عودة القتال مع المتمردين الزيديين في شمال البلاد، اراد ان يوجه من خلال العرض العسكري تحذيرا قويا الى خصومه.
وقد وصف مصدر دبلوماسي في صنعاء العرض العسكري بانه "استعراض قوة"، مشيرا الى ان "الرسالة قد ارسلت".
وعلى مدى اكثر من ساعة، سار ثلاثون الف عنصر في عرض عسكري في احد اكبر الشوارع في صنعاء، تحت انظار الرئيس اليمني الذي جلس خلف لوح زجاجي واق من الرصاص، وبحضور دبلوماسيين والاف اليمنيين.
وشاركت في العرض خصوصا قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وفوج المدرعات الاول.
وغالبية الاسلحة التي استعرضت هي من صناعة روسية، وقد تم مزج الدبابات القديمة من طراز "تي 55" و"تي 62" مع الطرازات الاحدث مثل دبابات "تي 80" فضلا عن مقاتلات "ميغ 29".
وقالت مصادر من الاوساط الحكومية مساء الاربعاء ان العرض العسكري يشكل رسالة الى كل الذين يريدون التلاعب باستقرار ووحدة اليمن.
وفي الواقع، يبدو التحذير موجها خصوصا الى مؤيدي الانفصال الجنوبيين، في الداخل او في المنفى حيث يعيش عدد من قادة اليمن الجنوبي السابق.
وتاسس اليمن الجنوبي في 1967 بعد رحيل القوات البريطانية، وتوحد في 1990 مع اليمن الشمالي الذي كان يقوده علي عبدالله صالح منذ 1978، وبات صالح رئيسا لليمن الموحد.
الا ان محاولة للانفصال حصلت في 1994 وتم اجهاضها بالحديد والنار في 1994 من قبل الجيش الشمالي بدعم من مقاتلين اسلاميين عائدين من افغانستان.
ومنذ ذلك الحين، يعتبر قسم من سكان الجنوب الذين يقدر عددهم باربعة ملايين نسمة مقابل 20 مليون نسمة في الشمال، ان الجنوب "مستعمر" من الشمال.
ويتذمر الجنوبيون خصوصا من ان الوظائف والاراضي تذهب للشماليين.
وهذا الشعور الذي كان يتم احتواؤه الى حد ما في ظل ايام النمو الاقتصادي، انفجر بشكل قوي في ظل الازمة الاقتصادية.
وصباح الخميس، اراد متظاهرون التوجه الى عدن للاحتجاج على ظروف حياتهم.
الا انهم لدى وصولهم الى حي الشيخ عثمان، تواجهوا مع حواجز الشرطة التي اطلقت الرصاص الحي واستخدمت القنابل المسيلة للدموع.
وقال مصدر دبلوماسي انه اذا استمرت هذه الاحداث "سترسل الحكومة مزيدا من القوات، هذا اكيد".
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
|