علي سالم البيض يخرج عن صمته وينفي اعتزال السياسة
البيان الاماراتية 21/05/2009م
خرج علي سالم البيض النائب السابق للرئيس اليمني، المقيم في سلطنة عمان منذ هزيمة القوات الموالية له في حرب صيف 1994، عن صمته و أكد على أنه لم يعتزل السياسة مشيرا الى اتصالات تربطه بقيادات الحزب الاشتراكي اليمني معتبرا ان لا سبيل للإصلاح في البلاد في ظل حكم الرئيس علي عبد الله صالح «الفردي».
وفي اول حديث صحافي له منذ خروجه من اليمن قال البيض لموقع «المجلس اليمني» الإلكتروني ان «الوحدة اليمنية حلم شعبي عظيم وستبقى أجمل الأشياء في صفحات التاريخ وفي عقول وقلوب المخلصين من أبناء اليمن، وعبر عن اعتزازه بالمساهمة في انجاز هذا الحلم ولو باليسير اليسير من الجهد».
واكد البيض ان الوحدة اليمنية «ليست غلطة تاريخية» بحسب ما يقوله البعض، فالوحدة بحد ذاتها هدف تاريخي سعينا إليه منذ قيام الثورة في الجنوب وكان شعارا عريضا من شعارات الثورة...» ، «وستبقى (الوحدة) أجمل الأشياء في صفحات التاريخ وفي عقول وقلوب المخلصين»،
واعاد اسباب اتخاذه قرار اقامة جمهورية انفصالية في جنوب وشرق البلاد إلى ان الخلاف في عام 94 كان حول إدارة الدولة بالتليفون»... وقال البيض الذي منح الجنسية العمانية قبل ثلاثة اعوام في حواره القصير والنادر ان اليمن بحاجة إلى كل المخلصين من أبنائه، وشدد على ضرورة مشاركة كل الأقطاب التى ساهمت في صنع حدث الوحدة وترك المجال للجيل الشاب اليوم من أبناء 22 مايو 1990.
وانتقد البيض الذي وقع مع الرئيس علي عبدالله صالح على اتفاقية توحيد شطري اليمن في عام 1990. «انفراد الرئيس صالح بالسلطة» وقال إن الانفراد بها مهما طال الزمن لايؤدي إلى نتائج حقيقية وملموسة «بل يكرس حكم الفرد وبالتالي التسيب الإداري والفساد، ومشاكل اليمن اليوم هي بسبب الانفراد بالسلطة».
واستبعد النائب السابق للرئيس اليمني امكانية حدوث التغيير في ظل «انفراد النظام القائم بالسلطة»، رغم اهمية التغيير، واكد أنه لن يكون هناك تغيير إلا إذا أراد الشعب ذلك ، فإذا أراد يمكنه التغيير بسهولة والطرق متعددة وكثيرة أمامه. واضاف: أنا هنا لا أدعو للعنف بقدر ما أدعو إلى التغيير السلمي وبدون إراقة دماء، ومن خلال التغيير الشعبي يمكن إعادة تصحيح مسار الوحدة.
والوضع الراهن لا يسر احدا، «ويكفي ما قاله الشيخ عبد الله الأحمر بأن اليمن يسير في نفق مظلم..وكل اختلافنا كان حول إدارة الدولة بالتليفون ولكن لم يعجبهم اختلافنا فكانت قصة الانفصال التى تعرفونها وكان موقف الشيخ عبدالله المتشدد وها هو اليوم مثلنا خارج الوطن معتكفا ولو وقف معنا وأنصفنا في رؤيتنا لكان اليمن اليوم في وضع افضل على الأقل في الناحية الإدارية والأمنية«
وأكد على أنه لم يعتزل السياسة ولكن «هناك ظروفا قاهرة دفعتني للصمت» واعتبر أن صمته منذ خروجه من البلاد قد يكون «فيه شي من الحكمة»، لأن الكلام الذي لن يغير واقع الحال لا جدوى منه، فالصمت قد يكون ابلغ منه. وأوضح أنه لا يزال هناك تواصل وتشاور بينه وبين أبو بكر العطاس رئيس اول حكومة في دولة الوحدة
وكذا محمد حيدرة مسدوس عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي وعدد من القيادات الاشتراكية، مؤكدا أن هناك تشاورا في كثير من الأمور، صعب الإفصاح عنها الآن. وكشف البيض الذي حكم عليه بالإعدام قبل ان يصدر الرئيس صالح قرارا بالعفو عنه أنه يعكف هذه الأيام على كتابة مذكرات خاصة به سيتم نشرها لاحقا، إلا انه لم يحدد موعدا لعودته إلى البلاد.