2009-05-22, 07:55 PM
|
#5
|
عضو مجلس الإدارة
تاريخ التسجيل: 2008-12-05
المشاركات: 3,920
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي
ورد في ميثاق الشرف الجنوبي : " عد حروب داخلية تغلبت فيها جيوش الإمام على الزرانيق في تهامه ، و على مقاومة المناطق الأخرى في تعز و ضواحيها ، على أثرها أعلن الإمام يحيى حميد الدين عن قيام مملكته ، المملكة المتوكلية الهاشمية ، و التي أستمرت بهذه التسمية ما يقرب عام واحد ، و تغير الإسم فيما بعد إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، و كان ذلك لأول مرة في التاريخ السياسي لشعوب المنطقة أن تستخدم فيها تسمية ( اليمن ) للدلالة على كيان سياسي أصبح فيما بعد يعرف بإسم الجمهورية العربية اليمنية . "
تعود الجذور الاولى للمشكل إلى إعلان الإمام يحيى حميد الدين تغيير تسمية مملكته من إسم المملكة المتوكلية الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، حين أراد بذلك أن يمنحها الإنتماء المكاني و الهوية السياسة بدلاً عن الإنتماء و الهوية الدينية المذهبية أو الأسرية التي لا تحديد مكاني لحدودها . لقد كانت الحدود بالنسبة للدويلات ذات الطبيعة المذهبية و الأسرية ترتبط بحدودج السيف . و هو مبدأ حكم في العصور الإمبراطورية و من سوء حظ الغمام ان حروبه الدينية ز ظهور مملكته تزامن مع نهاية عصر الإمبراطوريات و بإنتهائها أنتهت العلاقات الدولية القائمة على حدود السيف لتحل محلها مبادئ السيادة و حق تقرير المصير و حق الإستقلال .
أدرك الإمام الفطن لهذه المتغيرات الدولية و أن فكرة الإمامة التي تمتد حدودها بإمتداد حدود سيفها لم تعد ممكنة . حينها حاول الإمام و بإقدامه على خطوة تغيير إسم مملكته أن يوقف بين ضرورة الأخذ بالمتغير الدولي الذي ليس بمقدوره تجاهله أو تجاوزه و إشباع الرغبة الدائمة في التوسع بالنفوذ التي تميز بها الأئمة الزيود الذين تعاقبوا على الملك على إمتداد تاريخهم كله . حيث رأى الأمام في تغيير الإسم و إستخدام مسمى اليمن في تسمية المملكة و إمكانية تحميلة مضامين لا يدل عليها في معناه الحقيقي ، حيث أراد بذلك القول أن اليمن في جغرافيتها الطبيعية التي تشمل كامل منطقة جنوب الجزيرة العربية هي حدود الكيان السياسي الذي أعلن الإمام عن قيامه .
هنا تحددت أطماع الإمامه ببسط نفوذ مملكتهم على إمتداد جغرافية جنوب الجزيرة العربية كلها ، حيث جرى الإفصاح على نحو واضح عن تلك النوايا في كتاب صدر لاحقاً لأحد الكتاب المقربين من مراكز القرار تحت عنوان ( هذه هي اليمن ) للدكتور الثور ، حين تحدث فيه بأن تكوين المملكة المتوكلية اليمنية يضم أربعة أقاليم هي المملكة المتوكلية اليمنية الإقليم المحرر الوحيد ، أما بقية الأقاليم و هي إقليم الجنوب العربي و إقليم عمان و هما تحت السيطرة البريطانية و إقليم نجران _ جيزان و هو تحت الإحتلال السعودي و أشار في الكتاب إلى أن على اليمنيين أن يعملوا على تحريرها و إعادة دمجهما بالوطن الأم . إلا أن الواقع أراد غير ما أراده الإمام فلم تصدق تسمية اليمن إلا على إقليم المملكة المتوكلية اليمنية و هو الإقليم الذي كان تحت حكم الإمام بالفعل و الذي أخذ فيما بعد تسمية الجمهورية العربية اليمنية . أما شعوب جنوب الجزيرة العربية الأخرى فقد بقيت على حالها شعوب مستقلة و أصبحت دولاً كاملة السيادة .
تلك النوايا لعبت دوراً سلبياً في جعل العلاقات بين المملكة المتوكلية اليمنية و جيرانها في حالة توتر مستمر و خاضت حروباً ضد الأدارسة في إقليم نجران و جيزان بهدف ضم إقليمهم إلى مملكة الإمام و هي حروب و تهديدات تمكن الأدارسة من الهروب منها بإستعانتهم بمساعدة المملكة العربية السعودية التي دخلت في حرب مع الإمام أنتهت بتوقيع إتفاقية الحدود بينهما في 1934 م .
و بصورة موازية و لنفس الدوافع و الاسباب خاض الإمام حروباً ضد سلطنات الجنوب حين توغل في أراضيهم و لم يخرج إلا بالمساعدة البريطانية للسلاطين في حربهم مع الإمام أنتهت هي الاخرى بتوقيع إتفاقية حدود بين الجنوب العربية و أمام المملكة المتوكلية اليمنية في 1934 م .
هذه التوترات و الحروب التي سادت في العلاقة بين اليمن و الجنوب العربي أستمرت في المراحل اللاحقة التي تلت ما بعد الإمامة في اليمن و ما بعد الإحتلال البريطاني في الجنوب العربي ، و لكن هذه المرة تحت غطاء الدوافع الإيديولوجية القومية أو الأممية التي وظفت هي الاخرى لتحقيق نفس الأطماع بغطاء آخر . حيث أستغل المد القومي العربي و تعاطف العرب جميعاً مع قضية كبيرة و مصيرية مثل قضية الوحدة العربية و وظفت هذه الفكرة في خدمة جزئية معينة تتعلق بأطماع حكام الشمال و بعض قواه السياسية تجاه الجنوب . وظف كل ذلك في تشكيل وعي مزيف تجاه موضوع الوحدة كرست فيه مفاهيم الواحدية الشعبية و السياسية لليمن . بدأ ذلك بتغيير إسم الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني و الوقوف بقوة ضد نشؤ أي كيان سياسي سحمل إسم الجنوب العربي و إظهاره بإنه عمل إستعماري معادي لمشروعنا القومي العربي و في حقيقة الامر أن ما جرى من تعامل مع هذه القضية ليست إلا أقنعة و أغطية مختلف لإدعاءات الإمام و محاولاته المستمرة لتوسيع الإمتدادات الجغرافية لكيانه السياسي الذي أطلق عليه إسم اليمن . "
فما ورد أعلاه يدل أن إجتياح الجنوب كان مخطط له حتى من أيام الإمام يحيى أبو الإمام أحمد أخي العزيز ابن يافع و لك مني خالص التحية ،،،
|
جميل ان تقتطف هذا من ميثاق الشرف الجنوبي .
وعندي ملاحظة في الكلام الذي هو باللون الازرق وبالذات حول اقليم نجران - جيزان ، فقد تم تعاطيه قبل مدة في اجتماع سري ضم كل من علي عبدالله صالح وبندر بن سلطان وعزت الدوري ، ولا داعي للتفاصيل حتى لا نخرج عن موضوعنا .
|
|
|