عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-23, 11:05 PM   #10
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تقريرا من جعار في اليمن جاء فيه ان القتال بين القوات الحكومية والميلشيات الاسلامية في جنوب اليمن لم يخلف الا دمارا للسكان الذين بدأوا يضيقون ذرعا بما اصابهم نتيجة تلك العمليات. وفيما يلي نص المقال:

بين ركام المساكن في جنوب اليمن، حيث توريدات الكهرباء والماء متقطعة في افضل الحالات وكثير من المباني اصبحت يبابا، يصعب الشعور بان هناك انتصارات نتيجة القتال. وان كانت الحكومة قد وصفت الهزيمة النكراء التي لحقت بالجماعات الاسلامية على انها انجاز كبير، رغم ان الكثير من الاهالي المحليين لا يرون الامر من هذا المنظار.

ففي ضواحي جعار، اول مدينة تقع العام الماضي تحت سيطرة انصار الشريعة، وهم من سبط تنظيم "القاعدة"، تحدث مدنيون كانوا يحتمون من اشعة الشمس تحت خيمة من قماش بلهجة تتسم بالمودة عن العيش تحت حكم المتشددين.

صاحوا جميعا قائلا "الامن" عندما سألناهم كيف كان شعورهم خلال الاشهر التي مرت عليهم تحت حكم اسلامي. وقال احدهم من دون ان يكشف عن اسمه "النظام الذي فرضوه كان حكيما. ولم تقع اي حادثة سرقة".

وقال آخر عندما سئل عن نظام العدالة المتشدد لدى أنصار الشريعة "الوحيدون الذين قطعت ايديهم هم الذين قاموا باعمال السرقة".

تقوم قوات حكومية تشاركها ميليشيات محلية من المقاتلين باعمال الدورية حاليا في شوارع محافظة أبين التي سيطرت عليها ميلشيات "القاعدة" لاكثر من عام. غير ان كثيرين في المنطقة لا يزالون غير مقتنعين بان الحرب الخاطفة الحكومية ضد الميلشيات قلبت الطاولة في القتال ضد الوجود المتنامي للقاعدة في دولة مجزأة.

لم تتأثر جعار، التي تعتبر العصب الرئيسي لامارة انصار الشريعة السابقة المنتهية في أبين، كثيرا بعد انسحاب المتشددين. ويتجمع الاهالي حول سوق الخضروات، يتنافسون بعربات تجرها البغال ودراجات نارية في الشارع الرئيسي للمدينة. لكن الكثير من الشوارع تملأها النفايات، والمباني تتهاوى في كل مكان. وتظل شعارات الاعلام السوداء لانصار الشريعة بارزة على الجدران في مناطق مختلفة. لكن التغيير الاكثر وضوحا يظهر في سوق بيع القات، الذي يعمد معظم اليمنيين الى استهلاكه، واصبح يحتل مركز المدينة. وكان انصار الشريعة قد نقلوا السوق الى الضواحي.

وتهيمن قاعدة عسكرية اعيد انشاؤها على قمة الجبل على مدينة جعار. الا ان الرياح تصفر حول القاعدة خلال الممرات الخالية للمباني المهدمة.

اما محطة بث مكالمات الجوال فوق قمة الجبل، فانها قد دمرت وتحطمت معدات الارسال. ويتهم الجنود انصار الشريعة بذلك. فهم يقولون ان المتشددين حاولوا حرمان المدينة من البنية التحتية الضئيلة التي كانت لديهم لفرض احكامهم على المدينة.

وتحدث علي احمد الضاني، وهو جندي في القاعدة، عن الطائرات الاميركية بلا طيار التي قامت بحملاتها ضد المنطقة، وقال انها ساعدت الجيش على اعادة الاستيلاء على المدينة. "سرق تنظيم القاعدة سيارات مدرعة ودبابات من الجيش، وقامت الطائرات الاميركية بملاحقتهم وقصفهم". لكه نفى بقوة ان تكون تلك الطائرت قد تسببت في وقوع اصابات بين المدنيين. وقال "كان عمل تلك الطائرات متقنا. لم يصيبوا احدا الا من كان يحمل السلاح".

اما المدنيون في جعار فكانت لهم وجهة نظر اخرى فيما يتعلق بالطائرات بلا طيار. اذ ان عمليات القصف دمرت مبان في المدينة. وقال احد الاهالي ان عملية القصف الثانية اصابت مدنيين تجمعوا حول موقع القصف الاولي الذي قامت به تلك الطائرات.

وقال "لقد ارتكبوا بعض الاخطاء". وقال مدني اخر "كانت هناك اصابات بين المدنيين في عمليات المواجهة".

وبعد اكثر من عام من القتال بين انصار الشريعة والقوات الحكومية، ازداد الدمار في زنجبار، عاصمة أبين. وانتشرت في الطريق الى المدينة المواقع العسكرية المدمرة والجدران المهدمة. وفي الميدان بوسط مدينة زنجبار استفاد رجال من بقايا دبابة مدمرة بظلها لتحاشي اشعة الشمس في منتصف النهار. وفي احد شوارع المدينة الرئيسية يتهادى السكان حول دكان ساندويشات، وهو المحل الوحيد الذي اعاد فتح ابوابه في المدينة منذ تحريرها.

يدرك الاهالي والجنود في زنجبار ان هذا ليس نهاية المطاف. ويتجمهر جنود الحكومة حول قواعد جرى احتلالها اخيرا. ويحذر مقاتلون مسلحون تسليحا قويا من الميلشيات، الزوار من الالغام الارضية التي زرعت في انحاء المدينة، ويطلبون منهم عدم التجول بعيدا عن الطرق الرئيسية. ومنذ سيطرة الجيش الشهر الماضي، تسببت الالغام بمقتل 23 شخصا.

وقال احد سكان زنجبار الذي عاد اخيرا من اللجوء في عدن، انه كان على الحكومة بدلا من سحق القاعدة ومن ينتمون اليها ان تركز على اعادة البناء والتنمية. وقال "كل ما نطالب به ونحتاج اليه هو الامن والاستقرار".

وقاطعه آخر قائلا "نحن بحاجة الى توحيد الجيش، بعدها يتحقق الامن والاستقرار".

وقد هاجم جمال ناصر العقيل، محافظ أبين، من موقعه المحاط بجدران عالية واكياس رملية واعداد من الجنود عند الساحل خارج زنجبار، انصار الشريعة وقال "انهم يطلقون على انفسهم انهم حماة الشريعة الاسلامية، رغم ان افعالهم أساءت الى الاسلام".

وسئل عما اذا كان يعتقد ان مشروع انصار الشريعة في اليمن كان يمكن ان يظل قائما، فاضاف قائلا ان "الاهالي لن يقبلوا بهم. لكن اهالي الذين تعاملوا معهم كان يملأهم اليأس والعوز. فالى اين يمكنهم الذهاب؟".

ومواطن اخر من زنجبار شعر بالتشكك من ان لدى الحكومة المركزية رغبة حقيقية في استئصال القاعدة. واتهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح باستغلال التهديد بالقاعدة لغرض في نفسه. وقال "كان مجرد مكالمة من صنعاء، عاصمة اليمن، تفضي الى حضور او خروج القاعدة".
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس