[مكلاوي]

[SIZE="6"][COLOR="Blue"]صحيفة القدس في ذكرى الوحدة اليمنية: صنعاء تقيم عرضا عسكريا وعدن تتظاهر ضد السلطة للمطالبة بالانفصال
خالد الحمادي

في ذكرى الوحدة اليمنية: صنعاء تقيم عرضا عسكريا وعدن تتظاهر ضد السلطة للمطالبة بالانفصال
خالد الحمادي

22/05/2009




صنعاء ـ 'القدس العربي': احتفل اليمنيون أمس بالذكرى التاسعة عشرة للوحدة اليمنية كل بطريقته، حيث أحيت السلطة في صنعاء ذكرى الوحدة بعرض عسكري كبير يعد الأكبر من نوعه منذ قرابة 10 سنوات، فيما أحياها العدنيون أمس بمظاهرة كبيرة ضد السلطة، سقط خلالها ثلاثة قتلى و30 جريحا.
وأكدت مصادر محلية في محافظة عدن أن عدد القتلى من المتظاهرين وصل إلى'3 قتلى'وأصيب أكثر من 30 آخرين أثناء المواجهات مع قوات الأمن التي حاولت قمع المظاهرة بالسلاح الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأوضحت أن قوات الأمن قامت بحملة اعتقالات واسعة للمتظاهرين، شملت أكثر من 120 شخصاً بينهم امرأة، من الذين شاركوا في هذه المظاهرة النوعية التي أقيمت في ساحة الهاشمي بمنطقة الشيخ عثمان في عدن والتي يعتقد أنها من تنظيم أتباع الحراك الجنوبي.
وأكدت أن القوات الحكومية من رجال الأمن والجيش استخدموا الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع في عملية تفريق المتظاهرين 'بعد أن رددوا شعارات انفصاليـة ورفعوا أعلام دولة اليمن الجنوبي سابقاً'. وأشارت هذه المصادر إلى أن رجال الأمن كانوا قد داهموا أغلب فنادق عدن منذ الصباح الباكر أمس حيث كان نزل فيها العديد من المشاركين في المظاهرة وكانوا قد توافدوا إلى المدينة لإقامة المظاهرة الاحتجاجية ضد السلطة والتي أعلنت لأول مرة تحت شعار (فك الارتباط عن الوحدة اليمنية).
إلى ذلك ذكر محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري أنه لم تحدث أي صدامات بين أفراد الأمن والمتظاهرين أمس و'قد اتخذت الدولة قرارا منذ وقت مبكر بتجنب أي صدام مع المتظاهرين وذلك لتفويت الفرصة على من يقفون وراء أعمال الشغب لإيجاد صدامات دامية وهذا ما التزم به أفراد الأمن الذين تجنبوا الصدام'. وأوضح 'أن بعض العناصر الغوغائية قد قامت بأعمال شغب وتخريب عقب قيامها بالتظاهر في منطقة الهاشمي اليوم (أمس) وقد أسفرت تلك الأعمال عن إصابة وجرح عدد من المواطنين بإصابات طفيفة نتيجة رمي الحجارة من قبل العناصر الغوغائية كما أن مواطنا قد قتل نتيجة إطلاق النار عليه من قبل المسلحين التابعين للعناصر التخريبية المثيرة للشغب الذين كانوا يتواجدون في إحدى العمارات المجاورة'،
مؤكدا أن الأجهزة الأمنية قامت بإلقاء القبض على عدد من العناصر المتهمة بإثارة الشغب والتخريب وباشرت تحقيقاتها مع تلك العناصر تمهيدا لإحالتها للقضاء.'
وفي العاصمة صنعاء أقامت السلطة أمس عرضا عسكريا كبيرا احتفاء بالذكرى الـ 19 للوحدة اليمنية، حضره الرئيس علي عبد الله صالح وكبار قيادات الدولة والقيادات العسكرية والأمنية وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدون في اليمن.
وشارك في هذا العرض العسكري وحدات عسكرية وأمنية رمزية من مختلف تشكيلات القوات المسلحة والأمن اليمنية وعرضت فيه العديد من الأسلحة الثقيلة والقطع العسكرية الحديثة وبعض الصواريخ طويلة المدى.
وتغيّب عن هذا الاحتفال الرسمي جميع المدعوين من أحزاب المعارضة، الذين كانوا مشغولين بمؤتمرهم الوطني الموسوم (ملتقى التشاور الوطني) الذي استمر يومي الأربعاء والخميس وأسندت رئاسة لجنته التحضيرية إلى الشيخ القبلي حميد عبد الله بن حسين الأحمر، صاحب الحضور السياسي والقبلي والتجاري القوي، والتأثير الجماهيري، والذي أصبح أحد القيادات السياسية الشابة الصاعدة في اليمن.
وتزامن الاحتفال اليمني بذكرى الوحدة اليمنية بحالة استنفار أمني غير مسبوقة منذ فترة طويلة، والذي فرضته القوات الأمنية في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات الجنوبية، تحسباً لوقوع أي هجمات إرهابية أو أعمال شغب، وكبح كافة المظاهرات المناهضة للسلطة وبالذات المنددة بالوحدة والمطالبة بالانفصال.
وتسابقت الأحزاب السياسية بتهنئة الشعب اليمني بمناسبة ذكرى الوحدة، ولكن كل بطريقته، حيث قال حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم 'إن هذه المناسبة تأتي مقرونة بالفخر والاعتزاز بما تحقق لشعبنا اليمني في ظل وحدته المباركة من برامج التنمية الخدمية والاقتصادية بكل صورها وبصفة خاصة التحوّلات الجبارة التي تحققت في كافة مجالات البنى التحتية المتصلة بحياة الجماهير وتطور الإنسان اليمني معيشياً وثقافياً واجتماعياً في ظل راية الوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير'.
وقال حزب التجمع اليمني للإصلاح -أكبر أحزاب المعارضة اليمنية- إن الوحدة ستظل مكسباً وطنياً ينبغي الحفاظ عليه، ولكن 'كنا نتمنى أن يأتي هذا العيد وقد تجاوزنا الصعاب وتفرغنا للمشروعات التنموية'.
وأشار الإصلاح في تصريح للأمين العام المساعد الدكتور محمد السعدي إلى 'خطورة الوضع المربك الذي تعيشه اليمن في ظل احتفالاتها بالعيد الـ19، ...وأن المخاطر تعد في الأساس انعكاسا طبيعيا لأخطاء السلطة الحاكمة سواء في توليد المشكلات أم اتخاذ المعالجات الخاطئة'.
وأعرب السعدي عن أسفه لـ'ترافق ذكرى الوحدة مع حالة التأزيم القائمة والأوضاع غير الطبيعية في بعض مناطق الجمهورية وخصوصا في المحافظات الجنوبية ومحافظة صعدة'. ودعا المواطنين اليمنيين إلى الدفاع عن حقوقهم المشروعة ولكن 'في إطار الوحدة الوطنية وتحت لافتة النضال السلمي'.
وكان حميد الأحمر دعا في كلمته أمام (ملتقى التشاور الوطني) إلى إعادة ألق الوحدة وشركائها، وذكر منهم علي سالم البيض، وبعض قادة الحراك الجنوبي، واعتبر ذلك شرطا حتى يتم الاحتفال الطبيعي بالوحدة اليمنية.
وعبّر الأحمر عن أسفه أن تمر الذكرى الـ19 لإعادة تحقيق الوحدة و'الوطن ليس بتلك الآمال والأحلام'، وهو يمر بدلا عن ذلك ' بظروف صعبة وأزمات متتالية'. وقال 'أريد أن أحتفل بالوحدة في صعدة وفي أبين...أريد أن أحتفل بعرض تنموي وليس بعرض عسكري، نحن لسنا في حالة حرب مع أحد، نحن لسنا بحاجة إلى استعراضات عسكرية، نريد أن نحتفل بالوحدة في يمن آمن ومستقر يحترم الغير ويحترمه الغير '.من جانبه كشف السياسي المخضرم ووزير الخارجية الأسبق محمد سالم باسندوة في كلمة له أمام ملتقى التشاور الوطني الذي شارك فيه النخبة اليمنية من مختلف القطاعات والمواقع القيادية السياسية والاقتصادية والفكرية أن المرحلة التي يمر بها اليمن بحاجة ماسة إلى تضافر الجهود وحشد الطاقات' لإخراج اليمن من أزماته'. وأوضح أن 'المرحلة خطيرة للغاية وأن اليمن لم يمر بها على الإطلاق ولم يشهد مرحلة مثل هذه من حيث الخطورة والأزمات التي تكالبت عليه من كل ناحية'.وأكد باسندوه أن 'اليمن ليس أمامه إلا أن يبقى موحدا أو يتشرذم إلى كيانات'